رئيس التحرير
عصام كامل

ملفات

بعد فوز صاحبها بنوبل 2025.. نظرية "التدمير الخلّاق" تعيد تعريف النمو الاقتصادي العالمي.. ظهور تقنيات جديدة يؤدي إلى محو شركات قديمة.. استبدال الكتب الإلكترونية بالورقية «أبرز الأمثلة»

التدمير الخلاق
التدمير الخلاق
18 حجم الخط

منحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2025 إلى الاقتصاديين الأمريكيين جويل موكير وبيتر هاويت، والبريطاني فيليب أجيون، تقديرًا لإسهاماتهم في تفسير النمو الاقتصادي القائم على الابتكار والتجديد البنيوي، من خلال ما يُعرف بـ نظرية “التدمير الخلّاق”، وفقا لموقع جائزة نوبل لعام 2025.

نال موكير نصف الجائزة تقديراً لأبحاثه التاريخية التي تناولت المتطلبات الأساسية للنمو المستدام عبر التكنولوجيا، بينما تقاسم أجيون وهاويت النصف الآخر لتطويرهما نموذجًا يربط بين الابتكار والمنافسة وإعادة تشكيل الأسواق باعتبارها آليات رئيسية للنمو. 

تعريف "التدمير الخلّاق"

ابتكر الاقتصادي النمساوي جوزيف شومبيتر هذا المفهوم عام 1942 في كتابه “Capitalism, Socialism and Democracy”، وعرّفه بأنه عملية تحوّل صناعي مستمرة تُحدث ثورة في البنية الاقتصادية من الداخل، فتدمّر القديم وتُنشئ الجديد باستمرار. يرى شومبيتر أن الرأسمالية ليست نظامًا ساكنًا، بل كائن حي يتجدد عبر الابتكار والمنافسة المستمرة.

وحسبما نقلت وكالة بلومبرج، فإن كل اختراع أو تقنية جديدة تُحدث موجة من “الخلق” تتبعها موجة من “التدمير”، كما حدث مع ظهور الإنترنت الذي أطاح بصناعات النشر الورقي وفتح الباب أمام التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

المحركات والمبادىء الأساسية لنظرية "التدمير الخلاق"

ترتكز آلية “التدمير الخلّاق” على أربعة محركات أساسية:

الابتكار الذي يقدم أفكارًا ومنتجات جديدة أكثر كفاءة، والمنافسة التقنية التي تفرض على الشركات تطوير نفسها باستمرار، و ريادة الأعمال التي تمثل العنصر البشري القادر على تحويل الأفكار إلى واقع، ورأس المال الجريء الذي يمول المشاريع عالية المخاطر.

وقد بيّن كل من: أجيون وهاويت أن الاقتصادات لا تنمو بخط مستقيم، بل عبر دورات متكررة من الابتكار والتدمير؛ إذ تظهر شركات جديدة مع كل تطور تكنولوجي بينما تختفي أخرى غير قادرة على التكيّف، حسبما نقلت عنهما صحيفة “فيننشال تايمز”..

لماذا فازت النظرية بجائزة نوبل؟

جاء التكريم لتأكيد الدور المحوري للابتكار في بناء اقتصادات مستدامة لا تعتمد فقط على تراكم رأس المال أو الموارد الطبيعية. ويشير موكير في كتابه “The Lever of Riches” إلى أن المجتمعات التي شجعت حرية الفكر والبحث العلمي استطاعت تحقيق نمو متواصل على مدى قرون.
أما أجيون وهاويت فقد قدّما نموذجًا يربط النمو بالتغيير البنيوي، موضحين أن السياسات التي تعزز المنافسة والانفتاح ضرورية لاستمرار الابتكار ومنع احتكار الأسواق.

كيف غيّر “التدمير الخلّاق” فهم الاقتصاد؟

أصبحت هذه النظرية حجر الأساس لفهم التحولات الاقتصادية في عصر الثورة الصناعية الرابعة، حيث يعاد تشكيل قطاعات الطاقة والنقل والتعليم والذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة.
ووفقًا لتقارير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، فإن الاقتصادات القادرة على التجديد الذاتي من خلال الابتكار تحقق معدلات نمو أعلى وأكثر استدامة مقارنة بتلك التي تفتقر إلى المرونة المؤسسية.

الخلاصة: بين الفرص والتحديات

تُظهر نظرية “التدمير الخلّاق” أن النمو لا يتحقق إلا بالتجديد المستمر، وأن الابتكار هو القوة التي تدفع الاقتصادات إلى الأمام. غير أن هذه العملية ليست خالية من التحديات.

فوفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي (IMF, 2025)، فإن “التدمير الخلّاق” يؤدي إلى فقدان الوظائف التقليدية مع انتقال الصناعات إلى نماذج جديدة، كما يزيد من عدم المساواة بين من يمتلكون المهارات أو رأس المال ومن لا يملكونهما. ويشير التقرير إلى أن التحولات التكنولوجية السريعة قد تُحدث اضطرابًا في الأسواق وتهديدًا مؤقتًا للاستقرار الاجتماعي، إذا لم تُصاحبها سياسات تعليمية وتدريبية تعيد تأهيل العاملين.

كما أن الآثار البيئية لبعض التقنيات الحديثة تمثل جانبًا سلبيًا آخر، إذ تؤدي بعض الابتكارات الصناعية إلى زيادة استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، مما يتطلب موازنة دقيقة بين النمو والاستدامة.

ورغم هذه التحديات، يرى الاقتصاديون أن التدمير الخلّاق يظل القلب النابض للرأسمالية الحديثة، شرط أن تتم إدارته بسياسات ذكية تضمن أن تكون “الخسارة المؤقتة” ثمنًا معقولًا لمستقبل أكثر ابتكارًا وعدالة.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية