رئيس التحرير
عصام كامل

في يومها العالمي، تمكين الفتاة يبدأ من البيت

اليوم العالمي للفتاة
اليوم العالمي للفتاة
18 حجم الخط

اليوم العالمي للفتاة، يُحتفل في الحادي عشر من أكتوبر من كل عام بـ اليوم العالمي للفتاة، وهو مناسبة تهدف إلى تسليط الضوء على حقوق الفتيات حول العالم، والدعوة لتمكينهن وتعزيز قدراتهن في مجالات الحياة المختلفة.

لكن الحقيقة التي يغفلها كثيرون هي أن التمكين لا يبدأ من المؤسسات ولا من البرامج الحكومية، بل يبدأ من أقرب مكان للفتاة: بيتها.


البيت هو المدرسة الأولى التي تتشكل فيها ملامح شخصية الفتاة، وفيه تُزرع بذور الثقة بالنفس، والوعي، والكرامة، أو على العكس، تُزرع فيه مشاعر الخوف والدونية إذا لم تجد دعمًا واحتواءً من والديها.


التمكين يبدأ من نظرة الأسرة للفتاة

وأكدت الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أن الفتاة لا تولد وهي تشعر بالضعف أو النقص، بل تتعلّم هذه المشاعر من البيئة المحيطة. عندما يرى الأب والأم أن ابنتهم “أقل” من أخيها، أو يقللان من رأيها، أو يربّيانها على الطاعة العمياء دون مساحة للتفكير أو التعبير، فإنهما يرسلان لها رسالة خفية تقول: “أنتِ لستِ مهمة بما يكفي”.

في المقابل، عندما تُربّى الفتاة على الاحترام المتبادل، وتُشجّع على النقاش والمشاركة واتخاذ القرار، تتعلّم أنها قادرة على قيادة حياتها، وأن صوتها له قيمة.
 كيف يبدأ التمكين من البيت عمليًا؟

وفي السطور التالية، تقدم الدكتورة عبلة، لكل أب وأم، الخطوات التي يسيرون عليها خلال رحلة تربية بناتهن على التمكين والقيادة.
 

يوم الفتاة
يوم الفتاة

1. الاستماع إلى الفتاة بجدّية

أول خطوة حقيقية في تمكين الفتاة هي أن تُستمع. كثير من البنات يعشن في بيوت لا يجدن فيها من يصغي إليهن بإنصات، فيلجأن إلى العالم الخارجي بحثًا عن من يفهمهن.
عندما تُصغي الأم لابنتها دون مقاطعة أو توبيخ، وتُظهر اهتمامًا بمشاعرها وتفكيرها، فإنها تمنحها أمانًا نفسيًا يعادل أي تدريب على الثقة بالنفس. أما الأب، فحين يجلس ليستمع لابنته ويحاورها، يشعرها أنها مهمة وأن رأيها محترم، وهو ما يعزز قيمتها الداخلية.

 

2. الثقة والحرية المسؤولة

التمكين لا يعني إطلاق الحرية بلا حدود، بل منح الفتاة مساحة للتجربة مع توجيه حكيم.
امنحها الفرصة لتقرر بعض الأمور بنفسها: ملابسها، هواياتها، طريقة تنظيم وقتها. شاركها النقاش في قرارات الأسرة البسيطة، كاختيار وجهة نزهة أو ترتيب ركن من المنزل. هذه الممارسات الصغيرة تزرع بداخلها الإحساس بالقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.

 

3. غرس صورة إيجابية عن الذات

كثير من البنات يكبرن وهنّ غير راضيات عن أنفسهن بسبب النقد المستمر أو المقارنة بالآخرين.
كأم أو أب، احذر من عبارات مثل “شوفي بنت خالتك أشطر منك” أو “عمرك ما هتتغيري”. هذه الجمل تُدمّر الثقة بالنفس.
في المقابل، استخدم عبارات تشجيعية بسيطة: “أنا فخورة بيك إنك حاولتِ”، “حلو إنك تعلّمتِ من الغلط”.
فالكلمات الإيجابية تُبني بها فتاة قوية، تعرف قيمتها، وتتعامل مع الحياة بثقة بدل الخوف.

4. تقديم قدوة واقعية

التمكين لا يُعلَّم بالكلمات فقط، بل بالمثال.
عندما ترى البنت أمها واثقة من نفسها، تعبّر عن رأيها بلباقة، وتوازن بين مسؤولياتها واهتماماتها، تتعلّم منها أن الأنوثة لا تعني الضعف.
وعندما ترى أباها يحترم أمها، ويتعامل مع النساء من حوله بتقدير، تفهم أن الاحترام ليس استثناءً بل قاعدة.
القدوة الصالحة في البيت أقوى من مئة درس في التنمية البشرية.

 

5. التوعية بالحقوق وحدودها

يجب أن تنشأ الفتاة وهي تعرف حقوقها، ولكن أيضًا واجباتها وحدودها.
علّمها أن الاحترام متبادل، وأن القوة لا تعني التسلّط.
اشرح لها ببساطة كيف تقول “لا” حين تُجبر على أمر لا تريده، وكيف تطلب المساعدة إن واجهت تنمّرًا أو تحرشًا أو ضغطًا من أحد. هذه المعارف هي جزء أساسي من تمكينها النفسي والاجتماعي.

 

6. تشجيعها على التعليم والتفكير

التعليم هو السلاح الأول للتمكين.
لكن الأهم من الدراسة الأكاديمية هو تنمية التفكير النقدي والاستقلالي.
اسألها عن رأيها في الأحداث من حولها، شجّعها على قراءة الكتب، ومشاهدة الأفلام المفيدة، ومناقشتها.
عندما تُدرَّب الفتاة على التفكير لا على الحفظ فقط، فهي تتكوّن كإنسانة قادرة على الاختيار، وليس كمنفّذة لتعليمات الغير.

 

7. دعم مواهبها وأحلامها

كم من فتاة فقدت شغفها لأن أهلها سخروا من حلمها أو اعتبروه “تفاهة”!
ساعد ابنتك على اكتشاف ما تُحب، سواء كان رسمًا أو كتابة أو رياضة أو عملًا اجتماعيًا.
حتى لو بدا حلمها بسيطًا، ادعمه بالتحفيز والمساندة، فذلك يجعلها تشعر بأن لحياتها معنى، وأنها تستطيع صنع فرق في العالم.

اليوم العالمي للفتاة
اليوم العالمي للفتاة

البيت هو نواة المجتمع

تمكين الفتاة لا يتحقق بالشعارات، بل ببناء بيئة أسرية واعية.
الأسرة التي تزرع في ابنتها الثقة والاحترام، تزرع في المجتمع امرأة قوية، قادرة على الإبداع والمبادرة.
وعلى العكس، الفتاة التي تنشأ في بيت يقمعها أو يسخر منها أو يقلل من شأنها، قد تعيش حياتها باحثة عن تقدير لم تجده في البداية.

إن كل أم وأب يمكنهما أن يكونا صُنّاع تغيير حقيقي إذا أدركا أن تربية ابنة واثقة ومتعلمة وواعية، هو استثمار في مستقبل الوطن كله.
فكل فتاة تُمنَح الحب والتشجيع والاحترام في بيتها، ستكبر لتصبح امرأة تنشر النور حيثما ذهبت.

في اليوم العالمي للفتاة، فلنجعل البداية من بيوتنا. امنحوهن صوتًا، ومساحة، وفرصة ليصبحن ما خُلقن ليكنّ: قويات، واعيات، ملهمات. فالتمكين الحقيقي لا يُهدى… بل يُزرع في البيت، بالحب والوعي والإيمان بقدرات الفتاة. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية