مولد السيد البدوي، جاذبية صدقي تكتب عن المناقب والأسرار الخفية في حياة الولي المحبوب
بدأ المتصوفون والمريدون والمحبون التوافد على مدينة طنطا، لحضور مولد السيد البدوى الذى لم تتبق على انطلاقه سوى أيام قلائل، حيث يقام للسيد البدوي احتفالان سنويًّا؛ الأول في النصف الأول من شهر أبريل ويسمى “المولد الرجبي أو رجبية السيد البدوي”، وهي ذكرى تنسب لتاجر كبير يسمى رجب العسيلي كان يقوم بعمل كسوة للمقام جديدة، ويحملها على جمل في موكب مهيب، إلى أن تصل لمقام سيدي أحمد البدوي، والثاني الاحتفال الكبير بمولده في العاشر من أكتوبر، وهو أكبر الاحتفالات الدينية في مصر.
وفى مجلة “روز اليوسف” عام 1968، كتبت الأديبة جاذبية صدقى موضوعا عن السيد البدوي، كيف بدأ، وما هى ألقابه وكراماته، وكيف جاء الى مصر، تقول فيه: ما إن وضعتُ قدمى على عتبة المسجد وبسطت كفى لأقرأ لله الفاتحة حتى شعرتُ بمن تجذبنى من كفى وتهزني، فظننت أنها سائلة تطلب حسنةً، واستدرت لأعطي لها مافيه القسمة، فدفعت السيدة لى برغيف عيش محشو بالفول النابت.
كانت هذه أول مرة فى حياتى يحسن فيها إنسان عليَّ برغيف عيش، حتى ظننتُ أن مظهرى يوحى بالفقر والجوع الشديد، قالت لى السيدة: "أصل ده ندر.. والنبى تاكلى ولو حبة فول واحدة علشان الواد يعيش".
شيء لله ياسيد يابدوى
تابعتُ سيرى داخل المسجد لتغوص قدمى على السجاد الأحمر العجمى والثريات البللورية، تتدلى فوق رأسى بشمعاتها الألف، وحولى ضيوف السيد أبو الكرامات، المرضى والأصحاء، كأنها مستشفى، وكلهم يدعون بحرقة "شئ لله يا سيد يا بدوى"، ليبدأ المسح على أعمدة الضريح النحاسية ثم المسح على وجه وعينى المريض.
وأضافت جاذبية صدقي: وُلد السيد البدوي عام 596 هـ، وتُوفي فى القرن السابع الهجرى عن ثمانين عاما، يرجع أصله إلى قبيلة عربية من عرب الشام، لكن مسقط رأسه بزقاق الحجر في مدينة فاس المغربية، انتقل مع والده إلى مكة وأقام بها، سُمِّي بالبدوي لأنه كان يلوذ بالبراري والقفار، وكان يلبس اللثام، ولم يتزوج أبدا، وكان يمكث أربعين يوما، لا يأكل ولا يشرب ولاينام شاخصا بصره إلى السماء وعيناه جمرتان.
استقبال السيد البدوى فى مصر
سمع السيد البدوى هاتفا يدعوه إلى طنطا، وهو فى مكة، فشد الرحال إلى مصر، واستقبله الظاهر بيبرس بالجنود استقبالا رسميا، وأدخله دار الضيافة مكرما، لكنه تركها وذهب الى طنطا، حيث أقام على سطح منزل ليلا ونهارا طوال اثني عشر عاما، كان فيها لا يخلع ثوبه حتى يبلى، ولا يكشف اللثام عن وجهه حتى سُمِّي بـ"الملثم" و"أبو اللثامين".
للسيد البدوي ألقابٌ كثيرة، أولها “السيد”، وهو لقب واسمه الحقيقى “أحمد”، وجبل الناس على تسمية أبنائهم سيد نسبة إليه، كما عُرف بـ"السطوحي"؛ لأنه كان يرفض التعبد فى مكان له سقفٌ، ومن ألقابه أيضا “أبو الفتيان”، وهى مشتقة من الفتوة، و"أبو فراج" لأنه يفرج الكرب عن المحتاج، كما سُمِّي بـ"العيسوى والقدوسى والزاهد والبدوى وشيخ العرب".
“خللى البساط أحمدي”
السيد البدوى له حزب وله وصايا وأوراد خاصة، والطريقة لها أتباعٌ فى مصر وتركيا والمغرب، وكانت له منزلة عالية ولا ترد له كلمة عند السلاطين والملوك، وبالرغم من توالي القرون على رحيله إلا أن حب الشعب له عظيم وهو صاحب الفضل فى اختراع المثل القائل “خللى البساط أحمدي”، وقصد به البساطة فى التعامل ورفع الكلفة وإشاعة السماحة.
سلطان روحى على الناس
واختتمت جاذبية صدقى مقالها فقالت: كان السيد البدوى متصوفا كبيرا، سلطانه الروحى على الناس بلا حدود، يمتد نسبه إلى سبط رسول الله الحسين بن الإمام علي، حفيد المصطفى صلوات الله وتسليماته عليه وآله.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
