رئيس التحرير
عصام كامل

متخصص في تيارات الإسلام السياسي: التمدد التكفيري يعيد رسم خرائط التوازنات في غرب أفريقيا

هشام النجار، فيتو
هشام النجار، فيتو
18 حجم الخط

قال الباحث هشام النجار، المتخصص في شئون تيارات الإسلام السياسي بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام: إن الأزمة التي تتصاعد في قلب القارة الأفريقية باتت تمثل تهديدًا وجوديًا لا يقتصر على دول الساحل والصحراء فقط، بل يمتد ليشمل الأمن الإقليمي والدولي بأكمله. 

وأوضح أن التمدد اللافت لتنظيمي القاعدة وداعش في مالي والنيجر لم يعد مجرد صراع محلي على النفوذ، بل أصبح اختبارًا حاسمًا لمستقبل القارة الأفريقية ووحدة دولها الهشة.

 

التمدد التكفيري يعيد رسم خرائط التوازنات في غرب أفريقيا

وأكد في تصريح لـ “فيتو” أن الأخطر في هذا الانفلات الأمني هو أن تداعياته لا تقتصر على حدود منطقة الساحل فقط، بل إن استمرار التمدد التكفيري يعيد رسم خرائط التوازنات في غرب أفريقيا، ويمتد ليطرق أبواب الإقليم العربي والشرق الأوسط، ما يفتح المجال أمام موجات جديدة من الإرهاب العابر للحدود. 

وأضاف أن هذه التطورات تزيد من التهديدات للممرات الاستراتيجية وخطوط التجارة والطاقة، مشيرًا إلى أن هذه اللحظة الحرجة تتجاوز البُعد المحلي لتضع القارة والإقليم معًا أمام مفترق طرق حاسم.

 جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة نجحت في بسط سيطرتها على بلدة فارابوغو

وتابع النجار: استيقظت منطقة السِّيجو في وسط مالي على تطور استراتيجي لافت، حيث تمكنت جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة من بسط سيطرتها على بلدة فارابوغو بعد أسبوع فقط من استيلائها على ثكنتها العسكرية، ما يحول موقعًا كان ذات أهمية عسكرية محورية إلى قاعدة نفوذ جديدة للتشكيلات المسلحة.

وأضاف أن هذا الحدث ليس حالة معزولة، بل هو جزء من تحوّل أعمق يشهده الوضع في المنطقة، حيث فقدت دول عسكرية هامشًا كبيرًا من المناورة بعد تحوّلات سياسية وعسكرية جوهرية، منها الانقلابات، وانسحاب شريك غربي مثل فرنسا، وتصاعد حضور قوى بديلة كروسيا وبعض الفاعلين غير الرسميين. 

وأوضح أن هذه التطورات أفرغت الساحة من ضمانات الاستقرار التقليدية ومهدت الطريق أمام فواعل محلية وإقليمية لملء فراغ السلطة.

هجمات تستهدف قواعد ومواقع عسكرية

وتابع النجار بأن العمل المسلح اتخذ خلال الأشهر الأخيرة نمطًا تراكميًا، حيث شهدت المنطقة هجمات متتالية استهدفت قواعد ومواقع عسكرية، بالإضافة إلى عمليات نوعية تهدف إلى تحطيم قدرة الحكومة على حماية خطوط الإمداد والطرق. 

وأشارت تقارير دولية إلى مقتل عشرات الجنود في هجمات منسقة نفذتها فصائل مرتبطة بتنظيم القاعدة، فيما ردت أجنحة داعش بشن هجمات دامية على مناطق حدودية في النيجر. وأوضح أن هذه المعادلة تحولت إلى سباق لتأمين "محطات نفوذ" إقليمية، بعيدًا عن كونها مجرد مناوشات تكتيكية عابرة.
 

فرع القاعدة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين يوظّف أسلوب "العصا والجزرة"

وأضاف النجار أن ما نشهده اليوم ليس عنفًا عشوائيًا فحسب، بل سياسة براغماتية مزدوجة: فرع القاعدة (جماعة نصرة الإسلام والمسلمين) يميل إلى توظيف أسلوب «العصا والجزرة»  إكراه وخطف من جهة، وعقد تفاهمات مع وجهاء محليين مقابل توفير أمن أو خدمات أساسية من جهة أخرى بينما يفضّل فرع داعش تكتيكات أكثر عنفًا وترهيبًا لإحكام السيطرة وإخضاع السكان. والنتيجة أن مساحات واسعة تشهد ما يشبه «شرعيةٍ مشروطة» للتنظيمات على حساب شرعية الدولة المتآكلة.

واستكمل أن تراجع قدرات الحكومة العسكرية وضعف الفاعلية الروسية المزعومة وغياب الحضور الغربي–الأمريكي، إلى جانب حلول قوى بديلة غير قادرة حتى الآن على استعادة زمام المبادرة، كل ذلك أضعف قدرة عواصم مثل باماكو ونيامي على التحرك الفعّال. وفي بعض المناطق اختلطت الأدوار بين القوات الحكومية وميليشيات أو مرتزقة ترتبط بأجندات خارجية، ما صعّب مهمة إعادة سلطة الدولة على كامل التراب الوطني.

وحذّر النجار من أن السيناريو الأخطر قد لا يقتصر على استمرار العنف، بل في توصل الفاعلين التكفيريين إلى تفاهمات تقسم مناطق النفوذ لتفادي خسائر ميدانية كبيرة؛ تفاهم يمنح التنظيمين مزيدًا من الاستقرار الظاهري ويحوّل مكتسباتهم الميدانية إلى قواعد حكم بديلة. وفي هذه الحال، لا تكفي الضربات العسكرية المتفرقة؛ بل يتطلب الوضع إعادة بناء شبكات الولاء المحلي، واستعادة الخدمات الأساسية، وفك ارتباط الاقتصاد المحلي عن شبكات تمويل المسلحين لضمان عودة الدولة إلى مشهد الفعل.

ما هو المطلوب من دول الساحل؟ 

المطلوب لدول الساحل حتى لا تستيقظ غدًا على ولايات محكومة بالتكفيريين:- 

1. استعادة حضور الدولة بالخدمات الأساسية: إعادة فتح المدارس والمستشفيات وإصلاح طرق التجارة وتوفير الخدمات الأساسية يقطع الطريق على روايات الحماية التي تروج لها الجماعات المسلحة ويعيد شرعية الدولة بين السكان.

2. خطة إقليمية متناسقة: لأن الخطر عَرَضي وعَبْرُ حدود، لا يكفي الحل الداخلي؛ مطلوب تنسيق فعّال بين دول الساحل والدول المجاورة، مع دعم تقني ومخابراتي حقيقي ومشترك لمواجهة شبكات التمويل والتجسّس والتسلّل.

3. فصل الأمن عن المشاريع الجيوسياسية الخارجية: أي بديل خارجي فعّال يجب أن يبنى على الشفافية والمساءلة حتى لا يتحوّل إلى سبب إضافي لتآكل ثقة السكان وخلق بؤر نفوذ جديدة.

4. برامج عودة وحماية للمدنيين النازحين: تسهيل عودة النازحين مع ضمانات أمنية واقتصادية واضحة، وتأمين سبل العيش، يقلّل من قدرة التنظيمات على الابتزاز وشرعنة نفوذها محليًا.

5. مسارات سياسية محلية شاملة: معالجة قضايا التهميش والهوية عبر مبادرات حقيقية للتمثيل والعدالة الانتقالية والاندماج الاجتماعي، وذلك لتقليل الدوافع التي تدفع الشباب للانضمام إلى التنظيمات المتطرفة.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية