رئيس التحرير
عصام كامل

استحقاقية أم حق مشروع، القصة الكاملة لأزمة مخرج "اختيار مريم" مع سينما زاوية وإضرابه عن الطعام للحصول على "الفرصة العادلة" لفيلمه

المخرج محمود يحيى،
المخرج محمود يحيى، فيتو
18 حجم الخط

شغلت قصة المخرج محمود يحيي الوسط الفني في الاسابيع القليلة الماضية، عقب إعلان السينمائي الشاب إضرابه عن الطعام حتى يحقق "الفرصة العادلة" لفيلمه "اختيار مريم".

قام المخرج بتنظيم وقفة احتجاجية فردية أمام سينما زاوية بوسط القاهرة، مطالبًا بعرض فيلمه، وعبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، كتب يحيى تفاصيل الواقعة، موضحًا أنه تعرض للاعتداء من قبل عمال السينما الذين قاموا بتهديده، وجرحوا إصبعه، وكسروا حامل الملصق (البوستر) الخاص بالفيلم، وذلك لمجرد رفعه لبوستر الفيلم والجلوس على الرصيف.

وأكد يحيى أنه لم يقم بالهتاف أو التظاهر، بل كان يحتج سلميًا، ولكنه لم يتلقَ أي رد من إدارة السينما بعد إبلاغهم بما حدث. وختم منشوره بتأكيد استمراره في المطالبة بـ"فرصة عادلة ومتكافئة" لفيلمه.

رد “زاوية” على واقعة الاعتداء على محمود يحيي

وردت إدارة “سينما زاوية” على واقعة الاعتداء على المخرج محمود يحيى أمام السينما وهو يحمل بوستر فيلمه معتصما؛ بسبب منع عرض فيلمه اختبار مريم.

فقالت دار العرض في بيان لها: "بيان توضيحي واعتذار عن الواقعة الخاصة بالمخرج محمود يحيى.. نودّ أن نوضح لجمهورنا أن ما جرى هو سلوك مرفوض تماما ولا يمثل قيم ومبادئ زاوية، سواء على المستوى الفردي أو المؤسّسي".

وأضافت: “تتعامل إدارة زاوية مع هذه المسألة بجدية كاملة، وقد قمنا بالفعل بتقديم اعتذار مباشر وواضح إلى المخرج على الصعيد الشخصي وعلنًا ونكرر اعتذارنا مؤكدين احترامنا الكامل لحقّه في التعبير عن رأيه ومطالبه”.

وتابعت: “كما نعتذر أيضًا لجمهورنا عن هذا التصرف، ونؤكّد أنه تصرّف فردي لا يعكس بأيّ حال من الأحوال توجّهنا أو ما نؤمن به من مبادئ تحرص على احترام حرية التعبير، وخلق مساحة آمنة للجميع”.

وواصت في بيانها: "نعمل حاليًا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم حدوث مثل هذه الواقعة والتأكّد من التزام كافة أفراد الفريق بها، كما نتّخذ خطوات عملية لضمان عدم تكرار مثل هذه المواقف مستقبلًا نُقدّر ثقة جمهورنا بنا، ونلتزم بالتحسن المستمر من أجل بيئة أكثر احترامًا وآمانًا".

مخرج اختيار مريم يعلن الإضراب عن الطعام لحين عرض فيلمه

وأعلن المخرج الشاب في 21 سبتمبر عن إضرابه عن الطعام حتي عرض فيلمه في “سينما زاوية”، مؤكدًا رغبته في عرض تجاري لعمله الذي استنزف فيه طاقته الإبداعية والمالية، موضحًا: “أنا حطيت كل ما أملك في الفيلم ده، واستثمرت كل وقتي وفلوسي علشان يطلع بالشكل ده، وكل ما أطلبه هو فرصة عادلة لفيلمي”، مبررًا بذلك رغبته في عدم عرض فيلمه في سينما الهناجر أو غيرها من دور العرض التابعة لوزارة الثقافة التي تعرض الأعمال بالمجان بدون عائد مادي.

وقامت سينما زاوية مساء أمس وفي اليوم الـ 10 من إضراب يحيي عن الطعام بإصدار بيان توضح فيه موافقتها على عرض فيلم “اختيار مريم” حفاظًا على صحة مخرجه. 

وأكدت إدارة زاوية أن قرارها هذا جاء حرصًا على صحة المخرج وحياته، وليس لأي سبب آخر، مع التشديد على أن توفير فرصة العرض التجاري تقع على عاتق شركة التوزيع، وليس دار العرض.

وأشارت إدارة زاوية في بيانها إلى أنه بعد إصرار المخرج لشهور على إدراج فيلمه، تواصلت مع شركة توزيع الفيلم واقترحت عليها تقديم عرض في "زاوية" من تنظيم الشركة نفسها، وهو ما رفضه المخرج. وأبلغت شركة التوزيع برفض دور العرض الأخرى تقديم الفيلم، مما دفع "زاوية" لاتخاذ قرار عرضه في النهاية.

وأقرت المؤسسة الثقافية بأنها تعد من المنافذ القليلة المتاحة للعديد من صناع السينما المستقلين، لكنها أكدت في الوقت ذاته أنها "دار عرض ومؤسسة ثقافية تسعى دائمًا إلى تحقيق توازن بين عرض أفلام تتماشى مع ذائقتنا والسياق الذي نعمل فيه"، وأن إدراج أي فيلم يعرض عليها لا يعد أمرًا إلزاميًا، دون أن ينطوي ذلك على أي تقييم سلبي للفيلم.

وشددت زاوية على "حقها في برمجة واختيار ما تراه مناسبًا لبرنامجها"، معربة عن استغرابها من اضطرارها إلى تضمين فيلم في برنامجها "حفاظًا على حياة صانعه"، ولكنها أكدت التزامها الدائم بدعم المخرجين المستقلين قدر استطاعتها كجهة عرض.

محمد يحيى يعلن استمرار إضرابه حتي تتواصل الزاوية معه رسميًا

أعلن  يحيي، عدم تواصل “سينما زاوية” معه بشكل رسمي حتى الآن بشأن عرض العمل في دار العرض الخاصة بهم، وذلك برغم البيان الذي أصدرته السينما مساء أمس. 

وقال المخرج محمود يحيي في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك": “بخصوص بيان زاوية بعرض فيلمي اختيار مريم حتى الآن لم أتلق عرض رسمي عبر شركة التوزيع”.

وأكد يحيى استمراره في الإضراب على الطعام حتى التأكد من صحة البيان الذي أصدرته دار العرض، فقال: "ولن أتسرع بالاحتفال وكسري صيامي قبل تحقيق مطلبي وهو عرض عادل، عرض عادل، عرض عادل لفيلمي كبقية الأفلام والمخرجين الذين لا أقل ولا يقل فيلمي عنهم قيمة وأهمية وأحقية. والحكم للجمهور والنقاد".

انتقادات الوسط الفني للمخرج محمد يحيى

وآثار موقف المخرج محمد يحيي حالة من الجدل في الوسط الفني بين مؤيد ومعارض، فانتقد المخرج  أمير رمسيس تصرف يحيى، معبرًا عن استيائه من منطق "فرض الفيلم بالعافية" على قاعات العرض.

فكتب المخرج أمير رمسيس منشورًا على صفحته بموقع "فيسبوك"، استنكر فيه تصرف المخرج الشاب وبعض المتضامنين معه. قال رمسيس: "بعيدًا عن التصرف العنيف غير المدروس من شباب زاوية، الحقيقة مش فاهم استحقاقية مخرج في فرض فيلمه بالعافية على قاعة عرض أو موزع".

وأضاف أنه يحترم المجهود الذي بذله يحيى في صناعة فيلمه بشكل مستقل، ولكنه لا يفهم طلب التضامن والاعتصام أمام السينما، أو وضع ملصق الفيلم بالقوة أمام القاعة. 

كما انتقد رمسيس موقف بعض المتضامنين الذين هاجموا سينما "زاوية" بمنطق "لماذا لم تعرضوا الفيلم؟"، واصفًا هذا المنطق بـ"الأخرق". 

وشبه هؤلاء بـ"الصناع الهواة" الذين يطاردون مبرمجي المهرجانات لطلب تقارير عن أسباب عدم اختيار أفلامهم، أو بالمخرجين الذين يرسلون رسائل سب للمهرجانات العربية لتجاهلها أفلامهم.

بينما طرح المخرج تامر عزت عدة أسئلة عقب موافقة السينما على عرض الفيلم عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، فقال: بعد رضوخ سينما زاوية لرغبة المخرج والموافقة على عرض فيلمه بعد استمراره في الإضراب عن الطعام كل هذا الوقت، عندي بعض الأسئلة:

1- كيف ستكون أجواء العرض الذي تم بعد إضراب مخرجه عن الطعام لكي يعرض؟

2- ماذا سيحدث لو لم يعجب الجمهور بالفيلم؟

3- ماذا لو كان التصفيق أقل حرارة من توقع المخرج؟

4- هل سيرغم المخرج الجمهور على الاحتفال بالأسلوب الذي يريده وإلا سيضرب مرة أخرى عن الطعام؟

5- ماذا سيحدث في المستقبل لو أراد المخرج شيئا أصعب في التحقيق من العرض في زاوية؟

6- هل سيتخذ الإضراب عن الطعام أسلوبا للضغط وإرغام الآخرين على الرضوخ بدافع الشفقة؟

7- هل يعتبر المخرج نفسه مستحقا ومنتصرا الآن بعد أن نال ما أراد عن طريق التهديد بإنهاء حياته؟ 

8-وما هو طعم هذا الانتصار والكل يعرف أن زاوية وافقت على طلبه بدافع إنساني، وليس لأن فيلمه يستحق من وجهة نظرهم ؟

9- من ستكون لديه الرغبة في العمل مستقبلا مع مخرج يحصل على ما يريد بهذا الأسلوب غير المتزن؟

10- لماذا لا يريد أي شخص مواجهته بالحقيقة المرة أن أمنيته التي كان سيقتل نفسه من أجلها هي في الحقيقة أمنية تافهة لا تستحق كل هذه الدراما؟ مع الاحترام لسينما زاوية بس فعلا أية أهمية عرض اي فيلم عرض واحد في اي مكان في الدنيا؟

واختتم المخرج منشوره، قائلًا: “أنا عندي اسئلة كتير بس تعبت من الكتابة وحزين جدا على الحالة العقلية اللي وصلنا لها".  

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية