آخرها "صفر الشيوخ"، هل أنهت لعبة الرقص على السلالم تجربة السلفيين السياسية؟
لم يكن أحد يتوقع أن ينتهي المشهد السياسي لـ السلفيين في مصر، الذين شكلوا في لحظة ما القوة الثانية بعد الإخوان المسلمين، إلى “صفر الشيوخ”؛ أي خروجهم خالي الوفاض من انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة.
تجربة السلفيين بعد ثورة 25 يناير
لكن التجربة التي بدأت بعد ثورة يناير 2011 كانت مليئة بالتناقضات، كمن يرقص على السلالم، فلا هو استقر في موقع المعارضة، ولا حافظ على ثقة السلطة الحاكمة.
ومنذ اللحظة الأولى لثورة 25 يناير، ظهر السلفيون في صورة جديدة لم يعرفها المصريون من قبل. فبعد أن كانوا يرفعون شعار الابتعاد عن السياسة، سرعان ما أسسوا حزب النور، الذي حقق في انتخابات 2011-2012 قرابة 21% من المقاعد البرلمانية، ليصبح الكتلة الثانية بعد الإخوان.
ووفقًا لتقرير صادر عن مركز كارنيجي للشرق الأوسط، فإن هذا الصعود المفاجئ عكس قدرة السلفيين على تعبئة قواعد اجتماعية محافظة، لكنّه في الوقت ذاته كشف هشاشة بنيتهم التنظيمية التي لم تختبر من قبل في ساحة السياسة.
دروس ثورة 30 يونيو
بعد أحداث يوليو 2013، دخل حزب النور منعطفًا حاسمًا. ففي حين جرى استبعاد جماعة الإخوان من المشهد كليًا، اختار السلفيون الابتعاد عنهم ودعم خريطة الطريق، والمشاركة في صياغة دستور 2014.
ورصدت دراسة للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن هذا الموقف منحهم حضورًا في مؤسسات الدولة، لكنه أفقدهم في المقابل قطاعًا واسعًا من قاعدتهم الشعبية التي اعتبرت ما حدث “خيانة” للتحالف الإسلامي.
وبمرور السنوات، تراجعت مكانة الحزب في البرلمان. وفي انتخابات مجلس النواب 2015، فقد السلفيون معظم مقاعدهم، وهو ما وصفه تقرير بحثي صادر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بأنه “تآكل متسارع للقوة الانتخابية بسبب الجمع بين فقدان الشرعية الثورية وغياب الدعم الكامل من السلطة”.
وجاءت الضربة الأشد في انتخابات مجلس الشيوخ 2020، عندما لم ينجح أي من مرشحي النور في الفوز بمقعد واحد.
ووصفت وكالة رويترز للأنباء هذه النتيجة بأنها “إشارة واضحة إلى انتهاء دور السلفيين كرقم انتخابي مؤثر”، مشيرة إلى أن قواعد اللعبة تغيرت، وأن الفضاء السياسي ضاق إلى حد لم يعد يسمح إلا بوجود شكلي للحزب.
أما في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة عام 2025، فقد دفع الحزب بـ15 مرشحًا فرديًا، لكن نصفهم تقريبًا استُبعد لأسباب قانونية قبل بدء المنافسة.
ووفقًا لتقرير وكالة أسوشيتد برس (AP)، فإن الحزب خاض الانتخابات فعليًا في ثماني دوائر فقط، ولم يحقق أي فوز، لتكتمل بذلك الحلقة، ويعود السلفيون إلى نقطة الصفر التي بدأت منها مغامرتهم السياسية.
وهكذا يمكن القول إن “صفر الشيوخ” لم يكن مجرد حصيلة انتخابية، بل عنوانًا لنهاية تجربة كاملة. فقد حاول السلفيون طوال عقد أن يلعبوا على كل الحبال، المعارضة والسلطة، الشارع والدولة، لكن النتيجة النهائية كانت خسارة جميع الأطراف، لتظل تجربتهم شاهدًا على أن السياسة لا تحتمل الرقص على السلالم طويلًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
