رئيس التحرير
عصام كامل

القيادي السابق بحزب الأمة السوداني عبد الرحمن الغالي: الإسلاميون دمروا البلاد.. والعلاقة مع مصر ستتغير بعد الحرب (حوار)

خلال حوار عبد الرحمن
خلال حوار عبد الرحمن الغالي مع الزميل محمد أبو المجد
18 حجم الخط

>> الاستيلاء على السلطة بالقوة في السودان فشل ولم يعد هدفا للدعم السريع

>> محاولات نزع الشرعية عن السودان باءت بالفشل.. وميليشيا حميدتي لن تنجح في إكمال التدمير

>> عودة كثيرين ممن نزحوا إلى دول الجوار مؤشر لاستعادة عافية البلد

>> مصر لعبت دورا في تثبيت الشرعية بالسودان وأنقذته من التدخل الدولي

>> تسمية الحرب بـ"الكرامة" خاطئة.. هي "حرب سيادة ووجود"

>> تركيا تغلب مصالحها الخاصة أكثر في موقفها من حرب السودان

>> الدعم السريع جند مقاتليه على أسس قبلية وصار دولة داخل الدولة له اقتصاد خاص ومناجم ذهب وشركات

 

 


يؤكد الدكتور عبد الرحمن الغالي، الكاتب والباحث، والقيادي السابق في حزب الأمة القومي السوداني أن الإسلاميين أحدثوا خرابا شديدا في السودان وعقدوا مشاكلها، وأضعفوا مؤسساتها ونسيجها الاجتماعي منذ انقلابهم في 1989 إلى 2019


ويري في حوار خاص لـ "فيتو" أن ميليشيا الدعم السريع فشلت في إكمال هذا الخراب وأن السودان لن تسقط، ويؤكد أن الاستيلاء على السلطة بالقوة في السودان، فشل ولم يعد هدفا للدعم السريع وأن محاولات نزع الشرعية عن السودان باءت بالفشل وأن عودة كثيرين ممن نزحوا إلى دول الجوار مؤشر لاستعادة عافية البلاد.


وأكد أن مصر لعبت دورا حاسما في تثبيت الشرعية وإنقاذ السودان من التدخل الدولي، وأن مستقبل العلاقة مع مصر سيتغير تغيرا كبيرا بعد الحرب وصار هناك وعي شعبي كبير بأهميتها.


الغالي – الذي استضافته "فيتو" في حوار مطول – متزوج من ابنة الصادق المهدي، وعمل معه داخل حزب الأمة لفترة طويلة، واستفاد منه.. ويعتبره معلمه، وأبيه الروحي، تعرف عليه عن قرب، بعد انقلاب الجبهة الإسلامية عام 1989، وكان يلتقيه بصورة دورية في منزله كل أسبوع مع مجموعة من الشباب يتناقشون معه في الشئون السياسية والدينية، ونشأت علاقة فكرية وروحية بينهما. 


وكما يقول: العلاقة بيننا كان فيها البنوة الروحية والعمل السياسي المشترك، ونهلت من علمه وفكره، وأسلوبه في الحياة.. حتى من طريقة معاملته للآخرين، لم نختلف في أي موقف سياسي أو فكري.


وإلى تفاصيل الحوار:


>> حدثنا عن أحوال السودان وإلى أين وصلت الدولة الآن؟

أعتقد أن السؤال كبير.. من الناحية العسكرية، الآن، إلى حد كبير زال الخطر، الذي كان يستهدف وجود السودان، لا سيما بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش، في الخرطوم والجزيرة وسط السودان، لذلك أرى أن موضوع الاستيلاء على السلطة بالقوة في السودان، فشل.. والآن لم يعد هدف الاستيلاء على السلطة من قبل الدعم السريع واردا.. هذا من الناحية العسكرية.
من الناحية السياسية، هناك تثبيت لشرعية أن السودان به دولة، والآن محاولات نزع الشرعية عن السودان باءت بالفشل، لاسيما أن المنظمات الدولية والإقليمية، مثل الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، وغيرها، أدانت محاولات تكوين حكومة موازية للدعم السريع.
من الناحية الاجتماعية فإن تحرير جزء كبير من وسط السودان أعاد الأمن لهذه المناطق، وبالتالي عاد كثيرون ممن نزحوا إلى دول الجوار، وهذا مؤشر وبشائر لاستعادة عافية البلد.. وتقريبا الوضع العام يسير إلى الأحسن.


>> بعد سيطرة الجيش على الخرطوم ما زالت هناك بؤر مشتعلة أبرزها كردفان، وهناك مخاوف من معركة على تخوم مدينة الأبيض.. فهل ترسم لنا خريطة السيطرة الحالية؟

الولايات السودانية في شرق السودان، وشماله ووسطه كلها الآن تحت سيطرة الجيش.. ولاية كردفان هناك حروب محتدمة بها.. في مؤتمر "تأسيس" الذي انعقد بنيروبي قامت قوات الدعم السريع باستقطاب الحركة الشعبية، وهي حركة عبد العزيز الحلو، بهدف تعويض نقص الجنود لدى ميليشيا الدعم، وفتح جبهات في جنوب كردفان، حتى تمنع تقدم الجيش، ومنعه من تحرير كردفان، ودارفور

ولذلك هناك الآن بؤرا مشتعلة في كردفان.. هناك حصار على مدينة كادجلي من قبل الحركة الشعبية والدعم السريع، ومدينة دنيك جنوب كردفان، ومن الناحية الجنوبية تحاصرها الحركة الشعبية، ومن الشمال تحاصرها ميليشيا الدعم،

أما الأُبيض فقد فك الحصار عنها، وصار الطريق سالكا من بور سودان نحو الأبيض.. هناك مدن تحت سيطرة الدعم السريع، مثل بارا ومدينة نهود، ومدينة الخويج.. هذه المدن ما زالت تحت سيطرة الدعم السريع.. وهناك تحرك عسكري كبير من الجيش، والقوى المتحالفة معه من حركات الكفاح المسلح، كالقوات المشتركة، والمقاومة الشعبية، وقوات درع السودان، وغيرها.. متحرك ضخم ذهب لكردفان لتحريرها وفك الحصار عنها.. الأبيض الآن هي آمنة ومؤمنة، ولكن محاولات لتحرير بارا (دارا) والنهود والخويج.. إذا تم تحرير هذه المدن سينتقل الجيش إلى فك الحصار عن الفاشر.

خريطة التحالفات

>> كيف ترى خريطة التحالفات العسكرية، بين الفصائل المتحالفة مع ميليشيا الدعم السريع، والمساندة للقوة الشرعية الممثلة في الجيش؟

الجيش تؤيده فصائل اتفاقية سلام حوبا، جزء كبير من الجبهة الثورية (حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور جبريل إبراهيم، والقوى المشتركة، هناك درع السودان، بقيادة الكيتل.. وهناك المقاومة الشعبية من أفراد الشعب السوداني عامة، وهي ممثلة في ألوية كثيرة: لجان المقاومة، شباب المقاومة.. لواء البراء الجمالي، وغيرها من الألوية للشباب السوداني الذي انضم للمقاومة الشعبية بعد الانتهاكات الواسعة للدعم السريع بمناطق وسط السودان، والخرطوم والجزيرة وسنار وغيرها..
هناك قوات من شرق السودان، فصائل كثيرة.. 4 فصائل منضمة تحت لواء المقاومة الشعبية للجيش، وهكذا.
بالمقابل فإن الدعم السريع جند مقاتليه على أسس قبلية في الغالب، حيث ضم شباب القبائل العربية في جنوب كردفان وجنوب دارفور تحت مظلة الدعم السريع، هناك التحالف مع حركة عبد العزيز الحلو، الذي انضم إلى "تأسيس"، والآن تقاتل مع الدعم.. هناك فصائل صغيرة مثلا حركة "تمازج"، وهي حركة كانت مصنوعة في اتفاق "جوبا"، انضمت في بداية الحرب للدعم.. هناك مقاتلون سودانيون كانوا في ليبيا.. جاءوا وانضموا للدعم السريع.
هذه هي الخريطة العسكرية.. لكن القوى الأساسية هي: الجيش والمتحالفون معه، والدعم السريع والمقاومة الشعبية.

>> حجم هذه الفصائل يعطينا تصورا بأن الجيش سيمكنه حسم المعركة بسرعة، لكن خلال الأيام الماضية تعقد المشهد العسكري مجددا بعد تسريبات عن تورط قوى إقليمية في مد الدعم السريع بالعتاد والمرتزقة.. ما تعليقك؟


هناك دعم قوي جدا لميليشيا الدعم السريع، بعد تحرك الصياد الذي ذهب لكردفان، استعدادا لفك الحصار عن مدن كردفان، وتحير بعض المدن من يد الدعم السريع، والتوجه لدارفور.. هنا حصل إمداد كبير جدا للدعم السريع بثلاثة أنواع من الأسلحة المتقدمة.. المسيرات الاستراتيجية، وهي المسيرات التي ضربت بورسودان.. هي مسيرات متطورة، وليس بإمكان الدعم السريع إنتاجها، ولكن أمدته بها قوى إقليمية.. هناك أيضا أنظمة تشويش متقدمة، تستخدم في دارفور، الفاشر، بنيالة.. ضد الطيران الحربي.. بالإضافة للمسيرات وأنظمة الدفاع الجوي، أنظمة التشويش، مضادة للطائرات..

هذا من الناحية العسكرية.. هناك أيضا من ناحية التجنيد، إمداد كبير للميليشيا لتعويض النقص الكبير في القوات، فتم التعاقد مع مرتزقة من كولومبيا.. تقريبا 1500 مرتزق.. يتواصل تدفقهم، وتم أسر بعضهم ومؤخرا قتل بعضهم.. وهذه المواقف موثقة ومعروفة..

 

الحكومة الموازية


>> عبرت مصر بقوة عن رفضها تشكيل حكومة موازية.. برأيك من يقف وراء الدفع بهذا المخطط؟ 


مخطط الحكومة الموازية، هناك قوى كثيرة لها مصالح متضاربة، ولكن تلك المصالح لا تصب في مصلحة السودان، مثلا إسرائيل مصلحتها الاستراتيجية هي إضعاف كل دولة عربية كبيرة، بشريا أو جغرافيا.. بالنظرية القديمة لتفكيك الوطن العربي، وشق تناقضات ثانوية بين السكان؛ طائفية أو دينية، أو قبلية، أو إثنية.. إلخ.. مثلا: سنة.. شيعة.. أكراد.. عرب.. مسلمين.. مسيحيين.. وهكذا..

 

الدور المصري


>> في المجمل، كيف تصف الدور المصري المساند للمؤسسات الشرعية؟

الدور المصري مقدر جدا، لأن مصر لها مواقف كثيرة مساندة.. موقف سياسي بأنها ثبتت منذ البداية الشرعية السودانية، بأن السودان دولة، وليس هناك فراغ، لأن منظمة "الإيجاد" في بداية الحرب، كانت تسعى لتقول إن السودان به فراغ حكومي، ولذلك يجب أن تشكل حكومة في المنفى، أو أن يحدث تدخل دولي في السودان، أو تدخل من قوات شرق أفريقيا.. ولكن مصر منذ البداية ثبتت شرعية أن السودان به حكومة.. هذا موقف سياسي مهم. 

أيضا مصر لعبت دورا مهما أثناء رئاستها للاتحاد الأفريقي، حيث مهدت الطريق لعودة السودان للاتحاد الأفريقي ورفع التجميد.. الآن السودان يسير بخطوات سريعة نحو العودة للاتحاد الأفريقي.. الاتحاد الآن اعترف بخارطة الطريق التي قدمها مجلس السيادة.. اعترف أيضا بتعيين رئيس الوزراء المدني.. وهذه كلها خطوات كانت مطلوبة لعودة السودان لتمارس دورها كدولة ذات سيادة.
الدور الكبير هو الإنساني باستضافة الملايين في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مصر.. هذه الأشياء كلها كسودانيين، نقدرها تقديرا عاليا، ويبدو لي أن مستقبل العلاقة بين مصر والسودان سيتغير تغيرا كبيرا بعد الحرب، لأن الآن صار هناك وعي شعبي كبير بأهمية العلاقة مع مصر، وأهمية مصر، وأهمية الروابط مع مصر.


>> في رأيك، ما السر وراء اختيار رئيس الوزراء الجديد د. كامل إدريس لمصر كأول بلد يزوره فور توليه منصبه؟


أعتقد هذا شيء طبيعي، فالبرهان نفسه عندما خرج من القيادة العامة، كانت أول رحلة خارجية إلى مصر، ومصر طبعا لعبت دورا في هذه الحرب، مساند لسيادة السودان، ووحدة أراضيه، لأن سيادة السودان كانت في خطر شديد..

أعتقد أن تسمية هذه الحرب "حرب الكرامة" تسمية خاطئة.. هي "حرب سيادة ووجود".. ولذلك فإن تثبيت مصر لمبدأ سيادة السودان ومبدأ وحدة السودان يعتبر أهم مكسب، أو أهم إنجاز دعمتنا به مصر..

ولهذا كان من الطبيعي أن يزور إدريس مصر.. ثم إن مصر بالنسبة للروابط القديمة، وفهمها للسودان.. يمكن أن تلعب دورا كبيرا في إعادة إعمار السودان بعد الحرب.. لأننا نحتاج دولة نفسيتها قريبة من السودانيين، تفهم الاحتياجات السودانية، وأسس إعادة الإعمار، وهكذا... الخبرات المصرية مهمة جدا.
إذن الأسباب التي دعت كامل إدريس يبدأ بزيارة مصر كثيرة.

العودة الطوعية

>> من المؤكد أنك تابعت رحلات العودة الطواعية لأبناء الجالية السودانية من مصر إلي الوطن.. فهل باتت الأوضاع مستقرة بما يكفي لعودة جميع اللاجئين؟


في أجزاء كثيرة نعم.. مثل وسط السودان، والخرطوم، وولايات الوسط، كالجزيرة وغيرها.. الآن هناك درجة معقولة تسمح بالعودة.. لكن هناك مثلا اللاجئين الذين نزحوا من مناطق كردفان، ودارفور، إلى الآن لا يستطيعون العودة؛ لأن الحرب مشتعلة وجزء كبير من هذه المناطق تحت سيطرة الدعم السريع، ومعروف أن المواطن يفر من المناطق التي يدخلها الدعم السريع، فإذا خرجت منها الميليشيات يعود إليها الناس.


>> هناك تناغم بين الدور المصري والتركي تجاه الأزمة السودانية.. ما تفسيرك؟


الدور المصري واضح، يستهدف دعم وحدة وسيادة السودان، ولكن الدور التركي في مجمله ليس قويا مثل الدور المصري، وفي رأيي الشخصي أن تركيا تغلب مصالحها الخاصة أكثر من المواقف المبدئية.. مواقفها براجماتية.. يشهد بذلك مواقفها في سوريا، وليبيا، ومع إثيوبيا.. تركيا تسعى للمحافظة على مصالحها، لكنها لعبت دورا، في رأيي، يمكن أن يكون إيجابيا للحكومة السودانية.. فالدوران للدولتين؛ مصر وتركيا، يمكن أن يتفقا في مناطق معينة، ويختلفا في مناطق أخرى، وهذا وارد أيضا..

 


>> هل تتوافق مع الاتهامات الموجهة للدعم السريع أو الدعامة كما تقولون بشأن شنها حربا بالوكالة ؟


نعم، واضح جدا، لأن الحرب لو كانت صراع سلطة عادي لحصل قتال في حملة السلاح، لكن الدعم السريع يستهدف المواطن السوداني، ويستهدف البنية التحتية للبلد؛ الكهرباء.. شبكات المياه.. وعيرها.  

>> ما حجم التدخل الإسرائيلي في الأزمة وأي الأطراف قريب الصلة من تل أبيب؟


مؤكد أن إسرائيل أقرب للدعم السريع، لكن في السابق، في الفترة الانتقالية، كانت إسرائيل لديها علاقات بشقي النزاع؛ الفريق البرهان، وحميدتي، ولكن كان يقال إن الموساد علاقته مباشرة بالدعم السريع، ووزارة الخارجية الإسرائيلية علاقتها بالجيش.. وبعد نشوب الحرب ألقت إسرائيل بثقلها مع الدعم السريع.


>> هل هناك خارطة طريق ممكنة لإنهاء سنوات الصراع؟


أعتقد أن خارطة الطريق الآن تتمثل في أنه لابد أن يكون هناك جهود دولية وإقليمية لحل الأزمة.. ووساطة لدول مؤثرة ونافذة، ولكن الوساطة نفسها يجب أن تكون متوازنة، وأن يتسم الوسطاء بالحيادية،

وإذا تعذر الحياد فيجب أن يكون هناك توازن، بمعنى أن يرى كل طرف أن هناك من بين الوسطاء من يستمع إليه، يجب وقف إطلاق النار والعدائيات لفترة كافية، وبعد ذلك المرحلة التالية تحل المشكلات الإنسانية،

ثم الحل السياسي.. يكون حلا سودانيا، سياديا، شاملا، لا يستثني أحدا، ولا يهيمن عليه أحد.. أي يكون الحوار سودانيا- سودانيا.. بعد ذلك هناك التفاصيل فيما يتعلق بخطوات هذا الحل.


>> هل ترى أن عمر البشير وجماعة الإخوان السبب الرئيسي فيما وصلت له البلاد حاليا؟


مؤكد من عام 1989، عندما وقع انقلاب الإسلاميين، إلى 2019، أحدثوا خرابا شديدا في البلد، وعقدوا مشاكلها، وأضعفوا مؤسسات الدولة، والنسيج الاجتماعي، وميليشيا الدعم السريع لن تستطيع إكمال، بل فشلت في إكمال هذا الخراب، ولكن هذه الحرب لم يكن لهم فيها دور في إشعالها، بل المتهم الرئيسي هي ميليشيا الدعم السريع، لأسباب كثيرة.. منها أسباب تتعلق بطموح قائد الدعم السريع للسلطة، وهذا مؤكد بتقارير دولية، ووقائع.

ثانيا: أثبتت تفاصيل كثيرة أن الدعم منذ وقت مبكر كان يحشد في مقاتلين، ويستولي على مناطق استراتيجية داخل السودان، ويحيد أسلحة الجيش التي يتفوق بها في الطيران، باستئجار المناطق التي تحاصر المطارات.. يسعى لامتلاك مضادات لأسلحة الجيش.. الدعم السريع لم يكن قوة مساندة، بل كانت قوة موازية، تستبطن أن تكون أقوى من الجيش.

ثالثا: صار الدعم السريع دولة داخل الدولة؛ له نيابات ومحاكم واقتصاد خاص ومناجم ذهب وشركات، وله علاقات خارجية مستقلة عن الدولة.. بشركة فاجنر الروسية وبالاتحاد الأوروبي وغيرها.
أما التفاصيل في الحرب نفسها، فإن تقرير الأمم المتحدة في يناير 2024، أوضح أن الدعم السريع جند عددا كبيرا جدا قبل الحرب بأسابيع قليلة، وأدخلهم العاصمة، وتمركز في مناطق مهمة داخلها، وحول أموال من بنك السودان إلى بنك آخر يمتلكه، واشترى بها وقودا من جنوب السودان.... إلخ..
هناك تقارير عالمية كثيرة، مثل تقرير مركز الشئون العالمية الأمريكي.. مقابلات مع فوركر.. لذلك فإن الإسلاميين رغم أنهم تسببوا في دمار السودان حتى عام 2019، سنة سقوطهم، لكن هذه الحرب بدأها الدعم السريع بغرض الاستيلاء على السلطة.. احتل مروي قبل الحرب بيومين.. احتل مطار مروي، على سبيل المثال.


>> سؤال أخير، لماذا ابتعدت عن حزب الأمة؟


منذ 2015، استأذنت من الإمام الصادق المهدي للذهاب إلى السعودية للعمل.. وبعد فترة طلب مني العودة لأن البلد في خطر، فاشترطت عليه ألا أعمل في السياسة، وأن ننشئ مركز دراسات وبحوث.. وتقدمت بتصور لمركز يرفد البلد وحزب الأمة، بالأفكار والدراسات، والسياسات.. واتفقنا على كل شيء.. ثم ذهبت للسعودية لأخلي طرفي، لكن لما رجعتُ كان هو في المستشفى، وبعد وفاته ذهبت رغبتي في إنشاء المركز.
كان قراري بترك السياسة أثناء حياته، وأن أتفرغ للعمل الفكري والدراسات والبحوث.. أنا طبيب، وحصلت على دبلوم وماجستير في العلاقات الدولية، ولكن لم أناقش الرسالة.. وأحببت الطب، ولكن السياسة كانت فرض عين.. فبعد انقلاب الإسلاميين كان لزاما أن نملأ الفراغ الذي سببه اعتقال القيادات، وإيداعها السجون.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية