رئيس التحرير
عصام كامل

صفقة غرناطة الأخيرة، هكذا باع آخر حاكم للمدينة أملاك المسلمين وأسقط الأندلس إلى الأبد

معارك الأندلس، فيتو
معارك الأندلس، فيتو
18 حجم الخط

في مثل هذا اليوم من عام 1491، سقطت الأندلس إلى الأبد، بعدما وقع أبو عبد الله محمد الثاني اتفاقا مع الملكين الكاثوليكيين فرناندو الثاني ملك أراغون وإيزابيلا ملكة قشتالة، تنازل فيه رسميًا عن آخر معاقل المسلمين في الأندلس غرناطة، مقابل ضمانات مشروطة له ولرعيته، لتصبح الاتفاقية صك استسلام حضاري، بعد 800 عام من الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية.

 

سقوط الممالك الممزقة في الأندلس 

كانت غرناطة آخر مملكة إسلامية باقية في الأندلس بعد سقوط قرطبة 1236 وإشبيلية 1248، حيث حكم بنو الأحمر غرناطة منذ 1238، عبر تحالفات سياسية هشّة مع الممالك المسيحية مقابل جزية سنوية، لكن مع نهاية القرن الـ15، كانت مملكة قشتالة قد حشدت كل طاقتها لإنهاء الوجود الإسلامي نهائيًّا.

أما أبو عبد الله الصغير، فقد وصل للحكم بانقلاب على أبيه أبو الحسن علي، مما أُضعف المملكة بسبب الانقسامات الداخلية، حتى أصبحت بين كماشة فرناندو من الشمال وخيانة الداخل.

 

مضمون اتفاقية غرناطة، بنود الهزيمة المشروطة

الاتفاقية التي وقعت مبدئيًّا في نوفمبر 1491، ثم اكتملت مع تسليم مفاتيح غرناطة في 2 يناير 1492، تضمنت تسليم المدينة سلمًا دون قتال والسماح للمسلمين بالبقاء في غرناطة مع الحفاظ على لغتهم ودينهم وشريعتهم وأوقافهم ومساجدهم مع إعفاء من الضرائب لمدة 3 سنوات مع ضمان حق المسلمين في الخروج من غرناطة من دون أذى أو مصادرة، مع حماية لمن يهاجر وحصول أبو عبد الله على أملاك ومزارع في منطقة البشرات مع مبلغ مالي، وضمان خروج آمن له، لكن هذه البنود أكثر من 10 سنوات. 

 

لماذا وقع أبو عبد الله اتفاقية غرناطة؟ 

يرى المؤرخون أن محمد الصغير لم يكن يملك خيارًا حقيقيًّا، فجيوشه كانت منهكة، والداخل منقسم والدعم الإسلامي الخارجي خصوصًا من الدولة الحفصية والمماليك لم يأتِ، لكنه رغم كل ذلك، حاول أبو عبد الله أن يضمن الحد الأدنى من السلامة لرعيته، لكنه أخطأ في تقدير نوايا قشتالة.

وبعد التوقيع نكث العهد وسحق الوجود الإسلامي وبدأ التنصير القسري في 1499، وطبقت محاكم التفتيش ضد المسلمين والموريسكيين، واندلعت ثورة البشرات 1568–1571 وسحقت بوحشية، وعام 1609، صدر قرار بطرد الموريسكيين بالكامل من إسبانيا.

 

كيف انتهى أبو عبد الله؟

خرج من غرناطة في موكب صغير، وسلم المفاتيح بيده، وانتقل إلى منطقة البشرات ثم غادر إلى المغرب، حيث استقر في فاس، تحت رعاية الدولة الوطاسية، وعرف في المغرب بـ«الملك المخلوع» وعاش في عزلة، وهناك مات دون أن يغفر له تاريخيًا ما فعله خاصة أنه يعتبر نهاية مشروع حضاري استمر 8 قرون، كما كانت اتفاقية غرناطة أول سلام سياسي يتم توقيعه بعد هزيمة ثقافية شاملة وما يشبهها تكرر لاحقًا بأشكال مختلفة، في القدس، بغداد، سراييفو وكلها تؤكد درسًا واحدًا، حين لا تملك مشروعك، ولا تحمي وحدتك، يفرض عليك السلام بشروط الآخرين، ويكتب خروجك من التاريخ.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية