وزير الخارجية: من يتحدث عن تهميش الدور المصري واهم.. الجانب الأمريكي مدرك أن القاهرة طرف إقليمي فاعل.. ومصر لن تتهاون ولن تتوانى عن القيام بالدور الذي تتحمله (صور)
أكد الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن من يتحدث عن تهميش الدور المصري هو واهم، ولا يفهم حقيقة الاعتبارات «الجيو- استراتيجية» لهذه المنطقة.
تهميش الدور المصري
وقال وزير الخارجية، خلال لقائه مع المحررين الدبلوماسيين على هامش أعمال مؤتمر المصريين بالخارج، اليوم الأحد، ردًا على سؤال حول المحاولات المستمرة من جانب بعض الأطراف الخارجية لتحييد واستهداف الدور المصري في القضايا الإقليمية والدولية، وتحديدًا القضية الفلسطينية، بأنه ليس من قبيل المبالغة أو المجاملة إن الدور المصرى واضح للعيان، وأن مصر هي ركيزة الاستقرار في المنطقة لاعتبارات كثيرة جدا شاء من شاء وأبى من أبى.
وأشار إلى اعتبارات كثيرة تتعلق بالتاريخ، والجغرافيا، والديموغرافيا، وفوق ذلك اعتبارات القيادة الحكيمة والرشيدة التي تقود باقتدار دفة السياسة الخارجية المصرية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأوضح أنه لا يمكن لكائن من كان أن يتجاهل هذه الاعتبارات الموضوعية، مشددًا على أن من يتحدث عن تهميش الدور المصري هو واهم ولا يفهم حقيقة الاعتبارات الجيو- استراتيجية لهذه المنطقة.
أمن واستقرار الإقليم
وأكد وزير الخارجية أن مصر لن تتوانى على الإطلاق عن أن تقوم بمسؤوليتها، قائلًا: «قيام مصر بهذه المسؤولية ليس بالكلام فقط بل بالدور الإقليمى.. وقيامنا بهذا الدور ليس من أجل التباهي، فهذه مسؤولية وواجب علينا لأن أمننا واستقرارنا مرتبط بأمن واستقرار الإقليم».
وأضاف وزير الخارجية أننا لن نستطيع تحقيق التنمية المبتغاة بدون استقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أنه وفضلًا عن ذلك فإن علينا مسؤولية تجاه أشقائنا الفلسطينيين والسودانيين والليبيين والسوريين واليمنيين، وكذا تجاه أشقائنا في القارة الأفريقية، فهذا واجب علينا.
وشدد على أننا إذا تقاعسنا عن القيام بهذا الدور، فإن الدور نفسه سيفرض علينا أن نتحرك.. ونحن في ذلك لا نملك ترفًا ولا خيارًا.
وأكد «عبد العاطي» أن مصر لن تتهاون ولن تتوانى ولن تتراجع عن القيام بهذا الدور الذي تتحمله، وتقوم به باقتدار ونحن نعتز به وسوف نستمر فيه بما يحقق بكل تأكيد المصالح الوطنية المصرية والمصالح القومية العربية ومصالح الإنسانية كلها في أن يبقى الاستقرار والأمن في المنطقة.
نوايا سلبية وسيئة ضد الدولة المصرية
وفيما يتعلق بتوجيه الاتهامات لمصر، قال وزير الخارجية، إن هناك فئتين، فئة قد يكون لديها حسن نية ولا تعلم الوضع على الأرض ويتم التغرير بها.
وشدد على أن معبر رفح يعمل ليلًا ونهارًا من الجانب المصري، ولكن الجانب الفلسطيني من المعبر محتل، وتم تدميره من قبل الجانب الإسرائيلي، معربًا عن استغرابه لوجود 5 معابر داخل إسرائيل تربط غزة، لماذا من يتظاهرون في تل أبيب لا يتظاهرون ضد قوة الاحتلال.
وأضاف وزير الخارجية أن الفئة الأخرى لديها نوايا سلبية وسيئة ضد الدولة المصرية، ومرتبطة بالجماعات الإخوانية المتطرفة الإرهابية، وهى تستغل فرصة معاناة الشعب الفلسطيني وتزايد على مصر، مؤكدًا انه للأسف الشديد أن هاتين الفئتين تخدمان المصلحة الإسرائيلية بتخفيف الضغط عليهم باعتبارها قوة الاحتلال المسؤول الأول والأخير عن الوضع الكارثي الإنسانى والطبي في قطاع غزة.
وأكد وزير الخارجية أن العلاقات مع جميع الأطراف متميزة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، حيث تربطنا شراكة استراتيجية، كما أن البعد العسكرى هام قوى للغاية حيث إنه ستتم الاستجابة أولا بأول لكافة الصفقات لأننا نقول لهم إن التحديات التي نواجهها غير مسبوقة والكل مدرك لهذا الأمر.
وقال: «لا في التاريخ القديم ولا الحديث ولا المعاصر رأينا تحديات مماثلة».
قيادة حكيمة ورشيدة ومؤسسات قوية ووعى من الشعب
وأوضح وزير الخارجية، أن هناك إدراكًا من الجانب الأمريكي، أن مصر هي طرف إقليمي فاعل، وهى محور وأساس الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى اللقاءات التي عقدها مع مراكز الأبحاث الامريكية خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة.
وتابع: «علاقاتنا مع الجميع متميزة حيث يؤكد الرئيس على الاتزان الاستراتيجى حيث نتوازن ونتفاعل مع الجميع، ونحن غير معنيين بأي تحالفات، ونحن منفتحون على الجميع.. مشيرا إلى أن الأزمات كثيرة وحالة التعقيد والسيولة، وللاسف النظام الإقليمي ملتبس والنظام العالمي أيضا لم يستقر بعد، ولكن المهم أن الجبهة الداخلية قوية للغاية وهناك قيادة حكيمة ورشيدة ومؤسسات قوية ووعى من الشعب وهذا صمام أمان حيث إنه لا يمكن ادارة سياسة خارجية في ظل تحديات كهذه إلا في حالة الوقوف على أرضية صلبة داخلية».
وأكد: «إننا نبادر الآن، ولن ننتظر أن يطرح علينا أي أحد أفكارا ومبادرات مفروضة فيما يتعلق باعادة هندسة المنطقة أو فرض أطر إقليمية دولية، فنحن نقود ونطرح أفكارا بالتعاون والتنسيق الكامل مع الأشقاء العرب، وهذا هو أحد المحاور الأساسية اننا نتحرك في الإطار العربى بالتأكيد ليكون لدينا رؤية شاملة لنظام إقليمي أمنى في المركز منه الرؤية العربية، وننطلق من الرؤية العربية إلى رؤية اقليمية من خلال التنسيق مع أطراف أخرى فاعلة مثل تركيا وغيرها، وهو ما نعمل عليه ونفكر فيه، وبالتأكيد نحن الطرف المعنى ونحن الطرف الإقليمى الرئيسي، مع أشقائنا العرب هناك أفكار وبالتأكيد نحن علينا المصير والمسئولية لتشكيل الخريطة الأمنية في المنطقة، كما نقوم مع أشقائنا من الدول العربية والافريقية المشاطئة للبحر الأحمر اننا نضع رؤيتنا فيما يتعلق بحوكمة البحر الأحمر خاصة واننا الطرف الأول في العالم المتضرر من الاوضاع الامنية في البحر الأحمر».
تعميق وتحسين العمل العربي المشترك
وردا على سؤال حول ما يتردد عن إنشاء شرق أوسط جديد، يعاد رسمه، ودور مصر في هذا الإطار، قال وزير الخارجية والهجرة والمصريين بالخارج، إن مصر تقود عملا إقليميًا مشتركًا لوضع الرؤية المصرية العربية الإقليمية، لنظام أمني إقليمي يكون العرب لهم الصوت المسموع فيه بالتأكيد، فنحن طرف فاعل ولن نقبل تحت أي ظرف، أن يتم فرض أي أفكار أو أمور أو رؤي تتعلق بمستقبل الأمن في هذه المنطقة، فنحن المعنيين وتقوم بالتنسيق مع الأطراف العربية والإقليمية وكذلك الدولية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وكل الأطراف الدولية الفاعلة، وتعكف مصر على وضع رؤية في إطار منظومة شاملة وفي إطار الجامعة العربية لتعميق وتحسين العمل العربي المشترك.
وحول الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قال: «للأسف كلما نقترب ونصل إلى نقطة تلاقي، نجد طرفًا يتراجع، ويفرض أفكارا متطلبات جديدة، ولكن ستستمر مصر في جهودها، والضغط حتى تستطيع الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء هذه الحرب البشعة والعدوانية ضد شعب مدني أعزل، فقد خلالها أكثر من 60 ألف فلسطيني مدني حياته معظمهم من السيدات والأطفال بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحي، وبالتالي آن الأوان على المجتمع الدولي أن يتحرك ويفرض أقصى درجات الضغط على الجانب الإسرائيلي، حتي يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ومن ثم تستطيع أن نتحدث عن المرحلة التالية، ونحن لدينا أفكار ومبادرات محددة فيما يتعلق باليوم التالي، سواء بالنسبة الترتيبات الأمنية في قطاع غزة، أو فيما يتعلق بحوكمة القطاع، ومن سيدير القطاع، وهذه الأفكار واضحة وتحظي بدعم إقليمي، ودولي، وسيتم اعتمادها في مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، ولن يكون مؤتمر فقط لجمع التبرعات والدعم، ولكنه سيكون به أيضًا إجابات عن أسئلة مهمة بالنسبة للترتيبات الأمنية، وهناك تدريبات تتم حاليا لعناصر من الشرطة الفلسطينية، وأيضا من غير المستبعد مستقبلًا، إذا كان هناك أفق سياسي واضح، ضمن إطار زمني واضح، وخريطة طريق تقود إلى الدولة الفلسطينية، فلا نمانع من استصدار قرار أممي للعمل على نشر قوات دولية في القطاع تتولى الإسهام في توفير الأمن للفلسطينيين، ولكل دول المنطقة، وتمكن الشعب الفلسطيني من تجسيد دولته المستقلة.
وقف إطلاق النار في غزة
وردا على سؤال حول التواصل المصري الأمريكي بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، أكد أن التواصل مستمر بين مصر والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن واشنطن شريك لنا في التوصل لصفقة وقف إطلاق النار في غزة.
وقال: «لا ننسى في هذا الصدد أن الاتفاق السابق لوقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه في 19 يناير الماضي، كان بدعم وجهد متميز من الإدارة الأمريكية حتى قبل أن تتولى إدارة الرئيس ترامب، والولايات المتحدة شريك لنا».
وأشار وزير الخارجية، إلى أن التواصل مع المبعوث الأمريكي ويتكوف مستمر قبل وبعد وصوله إلى غزة وإسرائيل، والحوار معه ممتد.
وأكد «عبدالعاطي» أن الهدف الأساسي هو التوصل إلى وقف إطلاق النار والنفاذ الكامل للمساعدات، مشيرا إلى أن الأمر المهم هو أنه لأول مرة الآن هناك فصل بين وقف إطلاق النار والمفاوضات والوضع الإنساني، بمعنى أنه ليس بالضرورة الانتظار حتى يتم التوصل لاتفاق لوقف لإطلاق النار حتي يتم تحسين الوضع الإنساني.
وقال: هذا أمر مهم جدا ونحن نستمر في الضغط في اتجاه التوصل لوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن والنفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات.
التعامل مع القارة الأفريقية
وأكد الدكتور بدر عبدالعاطي، أن مصر تضع على رأس أولوياتها الآن القارة الإفريقية، وهناك الآن مقترب شامل في التعامل مع القارة الأفريقية وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية.
وقال في رده على سؤال حول الزخم الذي تشهده العلاقات المصرية الأفريقية في الوقت الراهن، أن القضية المائية والمصالح المائية المصرية لم تعد فقط الزاوية الوحيدة التي ننظر لها للقارة الأفريقية.. رغم أنها على رأس الأولويات وهذه قضية وجودية ذكرناها مرارا وتكرارا، لكن المقترب الآن مقترب اشمل بالتأكيد، مشيرا إلى أن المقترب الاقتصادي هو الأساس في التعامل مع القارة الأفريقية من خلال تطوير شراكات مع دول القارة حتى تكون هناك أسواق أكثر للمنتج المصري، أيضا لتوطين الصناعة في هذه الدول خاصة الصناعات الدوائية وغيرها.
وأضاف: «وثالثا بطبيعة الحال نحن متواجدون أكثر على الأرض من خلال الاستثمارات الحكومية والخاصة في القارة الأفريقية».
وتابع وزير الخارجية: مرة أخرى نؤكد مرارا وتكرارا أن مستقبل الاقتصاد المصري والنمو هو في القارة الأفريقية، مؤكدا أن هذا الأمر ليس مجرد شعار فقط إنما واقع على الأرض.
وأكد الدكتور بدر عبدالعاطي، أن وزارة الخارجية تبذل كل جهد ممكن لتكثيف التواجد المصري على الأرض في القارة الأفريقية، لافتا إلى أنه وبتوجيهات من الرئيس فإن الجولات مستمرة والتي يشارك فيها مجموعات كبيرة من الشركات ورجال الأعمال المصريين.
وأوضح وزير الخارجية أنه وخلال تلك الجولات يكون الطرح الرئيسي هو تحقيق مبدأ المكاسب للجميع وليس مجرد فتح الأسواق فقط.
وأشار وزير الخارجية إلى الجولة الأخيرة الهامة التي قام بها في عدد من دول غرب إفريقيا بتعليمات من الرئيس، لافتا إلى مشاركة 30 شركة مصرية إضافة إلى الجهات الحكومية مثل وزارة الإسكان ووزارة البترول والموارد المعدنية ووزارة الصناعة والهيئة الاقتصادية لقناة السويس.
وذكر الوزير، أن الجولة شملت زيارة ست دول في خمسة أيام، مؤكدا أن هذا عكس الاهتمام بالقارة الأفريقية وخاصة منطقتي الغرب والوسط، وهذه منطقة تحظى بأولوية. وأن منطقة القرن الأفريقي ودول حوض النيل مهمة جدا لاعتبارات كثيرة ولكن منطقة الوسط والغرب مهمة كذلك.
الدواء المصري له سمعة عظيمة جدا وسمعة هائلة
ونوه الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية إلى وجود بعض المبادرات الهامة مثل الممر التنموي العظيم الذي يبدأ من سفاجا لأم جرس في شمال شرق تشاد وينتهي إلى الموانئ على المحيط الأطلنطي سواء في الكاميرون أو غانا أو في غينيا الاستوائية.
وقال: هذا أمر مهم جدا نتحرك فيه ولدينا 4 قطاعات ذات أولوية وأستطيع أن أقول بكل موضوعية إن مصر في هذه القطاعات لديها قيمة مضافة ونحن أكبر طرف منافس الآن في القارة الأفريقية خاصة في قطاعات البنية التحتية والإنشاءات والطاقة خاصة الطاقة الجديدة والمتجددة وأيضا قطاع الصناعات الدوائية الذي يعتبر أهم قطاع جنبا إلى جنب البنية التحتية.
وأشار إلى، أن الدواء المصري له سمعة عظيمة جدا وسمعة هائلة موجودة في القارة.
واختتم: فبالتالي هناك مقترب شامل هذا المقترب لا يقوم فقط على مسألة أن مصر تستفيد فقط ولكن أيضا الطرف الآخر أيضا يستفيد، مضيفا: «لدينا سياسة توطين الصناعة في القارة الأفريقية، ومشروع سد جوليوس نيريري، في تنزانيا، يعد أحد أعظم المشروعات على الإطلاق لتحالف مصري تم خارج الأراضي المصرية، ونحن نتباهى ونفتخر به، إذ فتح المجال للشركات المصرية أن تتوسع في القارة، وأصبحت الشركات المصرية معروفة بالاسم الآن، وهذا أمر جيد جدا وسنستمر فيه».
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا








