رئيس التحرير
عصام كامل

سوريا بين نارين!.. تحرك إسرائيلى غاشم مدعوم أمريكيًا وغضب داخلى ينذران بـ”سيناريو التفكيك”.. ما تشهده دمشق ليس حدثا عارضا بل سيناريو محكم الإعداد

السويداء
السويداء
18 حجم الخط

تشهد عدة مدن سورية منذ الأسبوع الماضى وعلى رأسها العاصمة دمشق  والسويداء ودرعا  تطورًا عسكريًا  لافتًا  فى مسار الأزمة السورية، حيث تتسارع الأحداث بوتيرة تنذر بتحولات كبرى  فى المشهد الإقليمي.

فما يحدث فى سوريا الآن  لا يمكن اعتباره أحداثًا معزولة، بل هو جزء من مشهد مُحكم الإعداد، تتحرك فيه إسرائيل ضمن استراتيجية مرسومة مسبقًا، وبغطاء أمريكى مباشر، يستهدف إعادة تشكيل الواقع السورى سياسيًا وديموجرافيًا وعسكريًا، فتلك الغارات التى تشهدها بعض المدن السورية لم تأت من فراغ بل جاءت ضمن تنسيق واضح مع الجانب الأمريكى، واعتداء صارخ على السيادة السورية، وذلك بحسب بعض الخبراء المطلعين على المشهد السوري، فهم يرون أن واشنطن لا تكتفى بالمراقبة، بل تمارس دور المنسق الخفى  فى العمليات الإسرائيلية، التى تخدم أجندات أبعد من مجرد الأمن الإسرائيلي.

لكن ومع تسارع وتيرة الأحداث باتت التساؤلات تكثر حول  مصير سوريا وهل يمكن أن تشهد تفككًا فى القريب العاجل مع  استمرار تطور الأحداث؟، ومدى استمرار أسطورة  الشرع المصنوعة بداية من جنوب سوريا  وانفصال قسد؟ ليس  ذلك فحسب بل  أيضًا  مدى تدخل أطراف أخرى لحماية كل منطقة فى سوريا حال انقسامها؟

ولتوضيح تلك التساؤلات قال الكاتب والباحث السياسى أحمد شيخو: لا أعتقد أن سوريا تذهب إلى التفكك لأن الشعب السورى بغالبيته يريد دولة موحدة ذات سيادة، ولكن ربما تكون هناك إرادة إقليمية ودولية لا تريد أن تكون سوريا دولة موحدة وقوية، كما أن الخطورة تكمن فى ممارسات وسياسات هيئة تحرير الشام (الحكومة السورية الانتقالية)، وخاصة فى التجاوزات والانتهاكات التى تتم من قبل القوى المحسوبة على الحكومة، أو من العناصر والفصائل التى قالت إنها انضمت إلى الوزارات الأمنية والعسكرية، وهى ما زالت تتصرف بعقلية الفصيل والثورة، وليس بمنطق وسلوكيات الدولة.

وبشأن انتهاء “أسطورة الشرع” وانقسام سوريا، قال شيخو إن الشرع ليس أسطورة، بل أعتقد أنه جزء من مشروع إقليمى ودولى بعد 7 أكتوبر، يُراد به أن تكون سوريا فى موضع استراتيجى جديد، بعيدًا عن إيران وروسيا.

وأعتقد أنه لتجنب تفكيك سوريا، على الحكومة المؤقتة استيعاب المكونات السورية المختلفة، وتحقيق مشاركة لهم فى مؤسسات وقرار الدولة السورية، وليس ممارسة الأحادية والتهميش المُمارس منذ 8 ديسمبر. ومن الوارد أن يتم استبدال أحمد الشرع أو التخلص منه فى حال لم ينفذ المطلوب منه، خاصة فيما يتعلق بالأجندات العالمية والإقليمية، وأظن أن تحقيق توازن بين مطالب وأجندات كل الدول أمر صعب جدًا، ولذلك هو فى موقف صعب بين تركيا وإسرائيل.

وفى حال انقسام سوريا ومدى تدخل أطراف أخرى لحماية كل منطقة، استبعد الكاتب السياسى انقسام سوريا.

مختتما: للحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، لا بد من تقوية الجبهة الداخلية، وتعزيز روح التعاون والتصالح بين السوريين. ولا بد من حوار حقيقى وإعادة كتابة الدستور ليكون ضامنًا لحقوق كل المكونات السورية، وإلا ستكون سوريا أمام خيارات صعبة وأوضاع أمنية وعسكرية هشة تستغلها الدول الإقليمية التى تريد الهيمنة والسيطرة على سوريا، مثل إسرائيل وتركيا وغيرهما.

من جانبه، قال محمود الشناوي، الباحث والخبير فى الملف السوري، إن دمشق فى الفترة المقبلة سوف تشهد المزيد من الفوضى والتصعيد، أما قضية التصعيد فلها حسابات أخرى لا تتوقف عند الجانب السورى فقط، لأن سوريا ليست دولة خارج الحسابات، وإنما جزء من المعادلة الإقليمية ومن حسابات القوى الإقليمية، خاصة المعنية بالأمر، أولها إسرائيل، وثانيًا تركيا.

وبشأن تفكيك سوريا إلى دويلات، قال: أتصور أنه أمر لن يجرى فى القريب العاجل، وإنما سوف يتم وضع مناطق نفوذ، سواء لإسرائيل أو تركيا، وتكون هذه المناطق بمثابة مناطق عازلة لفرض الأمن والسيطرة، خاصة فى الجنوب السورى بالنسبة لإسرائيل، ومناطق الدروز، خاصة محافظة السويداء، والمناطق التى تتواجد فيها تركيا بالفعل، والتى تتواجد فيها قوات سوريا الديمقراطية، والمعروفة باسم “قسد”، والمناطق الخاصة بالأكراد.

وبشأن الشرع وأسطورته، أكد على أن الشرع له دور مرسوم، وعندما ينتهى دوره سيكون التعامل معه مختلفًا، فالشرع لم يأتِ مصادفة، ولم يصبح ظاهرة موجودة، وإنما جرى الترتيب له فى مكاتب المخابرات، فالشرع رجل مرحلة سيقود دورًا معينًا مرسومًا له، وهو حماية إسرائيل، ومنع تمدد النفوذ الإيراني، وحتى الروسي، مرة أخرى فى سوريا، مع الحفاظ على المصالح التركية.

وحول احتمالية انقسام سوريا، أشار إلى أن جنوب سوريا، ومحافظة السويداء تحديدًا، والمناطق المحيطة بها، جعلت إسرائيل منها منطقة نفوذ لها بدعوى حماية الدروز، فإسرائيل تريد أن توجد لها موطئ قدم، ولكن دون أن يكون هناك احتلال، فهى تريد مجرد تواجد رمزى أو تدخل عند اللزوم بدعوى حماية الدروز، ولكن قطاعات عريضة من الدروز ترفض هذه الحماية والتواجد الإسرائيلي، وهناك من يرفض وجود دولة للدروز لأنها ستكون دولة ميتة، وفاقدة لشروط الدولة والقوة المطلوبة.

أما بشأن العلويين قال الشناوى: إيران لا يمكنها أن تعيد دورها فى مناطق العلويين، الذين ينتمون بشكل أو بآخر إلى الشيعة، رغم أن مراجع الشيعة الكبار كفّروهم. ولكن إيران تحسبهم عليها بأنهم شيعة، وكانت ترسل ميليشياتها لحمايتهم باعتبارهم جزءًا من الشيعة، ولن يُسمح مرة أخرى بنفوذ إيرانى فى سوريا بشكل أو بآخر، بعد أن انتهى نظام بشار الأسد، وقُطعت خطوط الإمداد ما بين إيران وحزب الله، من خلال الطريق البرى الذى كان يحميه نظام الأسد.

وأضاف: تبقى قضية الأكراد، الذين يتواجدون فى حدود 20٪ من المساحة السكانية لشمال شرق سوريا، ولهم دور محدد، فأمريكا تدعمهم، ولكن بالشكل الذى لا يزعج تركيا، فـ”قسد” كانت تريد منطقة حكم ذاتى على غرار تجربة أكراد العراق (شمال كردستان)، ولكن تركيا ترفض تمامًا تلك التجربة، وتريد أن يكون أكراد سوريا جزءًا من الوضع السوري، دون التمتع بالخصوصية وحرية امتلاك السلاح، لكنهم كانوا يحظون بحماية أمريكية، لأن لديهم أدوارًا فى الحرب ضد داعش.

ومؤخرًا، أقرت أمريكا بأن تنقل حماية بعض المناطق التى يتواجد بها الدواعش، وهى سجن الصناعة فى الحسكة، ومخيم الهول الذى توجد به عائلات الدواعش، إلى نظام حماية أحمد الشرع، وليس إلى مجموعة “قسد” أو قوات سوريا الديمقراطية، لذلك، مسألة تدخل أطراف أخرى مستبعدة، لأن المسألة محسومة، والخريطة مرسومة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية