رئيس التحرير
عصام كامل

طبول الحرب تدق في جنوب شرق آسيا.. مواجهات دامية بين تايلاند وكمبوديا.. ونزاع حدودي قديم بين البلدين «سبب الأزمة»

تايلاند
تايلاند
18 حجم الخط

 في مشهد يعيد إلى الأذهان توترات عقود مضت، تجد منطقة جنوب شرق آسيا نفسها على أعتاب صراع مفتوح بين جارين لطالما شهدت حدودهما نزاعات دموية.

فمع احتدام الاشتباكات بين القوات التايلاندية والكمبودية لليوم الثاني على التوالي، وسقوط قتلى وجرحى، بدأت تحذيرات جدية من احتمالات تحوّل هذا التصعيد إلى حرب شاملة، في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية، واستدعاء مجلس الأمن الدولي للتدخل الطارئ خلف أبواب موصدة. 

تحذير تايلاندي من "حرب" محتملة

 رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة، بومتام ويشاياشاي، صرّح الخميس للصحافيين في بانكوك قائلًا: "إذا ما شهد الوضع تصعيدًا، فهو قد يتحوّل إلى حرب، حتى لو كانت الأمور تقتصر الآن على اشتباكات". تصريح يأتي في وقت أكدت فيه بانكوك شنّ غارات جوية على أهداف عسكرية في كمبوديا، بينما ردت الأخيرة بهجمات مدفعية وصاروخية على بلدات حدودية تايلاندية، ما أسفر وفقًا للمصادر الرسمية عن مقتل 14 شخصًا على الأقل، بينهم 13 مدنيًا وعسكري واحد. 

مأساة إنسانية على الحدود

في أعقاب هذا التصعيد، أعلنت وزارة الداخلية التايلاندية الجمعة إجلاء أكثر من 100 ألف مدني من القرى الواقعة في أربع مقاطعات حدودية. وقد تم نقل السكان إلى مراكز إيواء مؤقتة، وسط مخاوف من استمرار التصعيد أو اتساع رقعة الاشتباكات. وتمتد الحدود المشتركة بين البلدين لنحو 800 كيلومتر، معظمها مناطق ريفية وسياحية كانت في السنوات الماضية عرضة للتوترات المتكررة.

مجلس الأمن يتدخل.. والكمبوديون يطلبون الدعم

مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أفادت بأن مجلس الأمن سيعقد جلسة طارئة مغلقة يوم الجمعة لمناقشة الوضع بين تايلاند وكمبوديا. 

ودعت كمبوديا لعقد هذه الجلسة رسميًا عبر طلب مباشر من رئيس وزرائها هون مانيت، في مؤشر على رغبتها في تدويل الأزمة وكسب دعم المجتمع الدولي، خاصةً في ظل وجود سوابق لمثل هذا التدخل خلال نزاعات سابقة بين البلدين.

جذور الصراع: المثلث الزمردي ومعبد "بريا فيهير"

ما يجري اليوم على الأرض لا يمكن فهمه دون الرجوع إلى الخلفية التاريخية للنزاع، والذي يتمحور في جزء كبير منه حول منطقة المثلث الحدودي المعروف باسم "المثلث الزمردي"، حيث تلتقي حدود تايلاند وكمبوديا مع لاوس. لكن التوتر بلغ ذروته في السنوات الماضية حول السيادة على معبد "بريا فيهير" الشهير، والذي يعود تاريخه إلى حقبة مملكة أنغكور (بين القرنين التاسع والخامس عشر).

هذا المعبد الواقع على قمة جبلية يراه الكمبوديون جزءًا من تاريخهم وتراثهم الوطني، بينما تعتبره تايلاند واقعًا ضمن سيادتها. 

ورغم أن محكمة العدل الدولية قضت عام 1962 بأحقية كمبوديا في المعبد، بقيت المناطق المحيطة به محل خلاف حاد، وسبق أن اندلعت اشتباكات عسكرية بسببه في أعوام 2008 و2011 و2013.

التصعيد الأخير.. أسباب مباشرة وغير مباشرة

الاشتباكات التي اندلعت مجددًا هذا الأسبوع تعود إلى توترات متراكمة منذ مايو الماضي، عندما قُتل جندي كمبودي في اشتباك محدود قرب المثلث الحدودي. وتؤكد تقارير إقليمية أن تحركات استفزازية من الجانبين، تضمنت نشر معدات عسكرية ثقيلة وتبادل اتهامات باختراقات حدودية، كانت مقدمة مباشرة للتصعيد.

لكن المراقبين يرون أن الأسباب الأعمق تكمن في عوامل سياسية داخلية، إذ يعاني كلا البلدين من أزمات سياسية متراكمة؛ ففي كمبوديا يسعى رئيس الوزراء الجديد هون مانيت لإثبات قوته داخليًا بعد تسلمه المنصب من والده المخضرم هون سين، أما في تايلاند، فتمر الحكومة بمرحلة انتقالية وسط انقسامات سياسية حادة قد تدفع إلى توجيه الأنظار خارجيًا.

أثر اقتصادي وإنساني مرجّح

التوتر الحالي لا يهدد فقط أرواح المدنيين والبنية التحتية، بل يهدد أيضًا السياحة والتجارة بين البلدين، والتي تعتمد عليها المجتمعات الحدودية بشكل كبير. كما أن مناطق النزاع تضم مواقع أثرية وسياحية مدرجة على قوائم اليونسكو، ما يثير مخاوف من تكرار سيناريوهات دمار موروث ثقافي بالغ الأهمية.

في ظل غياب نية حقيقية للتفاوض من كلا الطرفين حتى الآن، وتحميل كل جانب المسؤولية للآخر، يبدو أن المنطقة تتجه نحو مزيد من التصعيد، ما لم يتدخل المجتمع الدولي بحزم عبر آليات سياسية ودبلوماسية فعالة. ومهما كانت النتائج على المدى القريب، فإن هذه الأزمة تذكّر بأن النزاعات الحدودية القديمة لا تموت، بل تنتظر لحظة مناسبة لتنفجر من جديد، مهددة استقرار منطقة بأكملها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية