د. عبد الوهاب المسيري.. ما تيسر من سيرة عدو الصهيونية.. تأثر بجمال حمدان فى دراساته الجغرافية وكتاباته عن اليهود
الدكتور عبد الوهاب المسيرى ١٩٣٨-٢٠٠٨ أشهر من كتب فى الصراع العربى الإسرائيلي، فهو مؤلف موسوعة «اليهود واليهودية والصهيونية»، أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية فى القرن العشرين، التى قضى فى إعدادها ربع قرن من حياته، وخرجت فى ثمانية أجزاء كمحاولة لإيصال فكرة حقيقية عن اليهود كعدو لم يكن يُعرف عنه إلا من خلال كتاب “بروتوكولات حكماء صهيون”. استعرض فى موسوعته كل جوانب تاريخ اليهود فى العالم القديم والحديث، وكافة أحوالهم الاجتماعية، وعلاقاتهم بالديانات الأخرى.
وتتناول هذه الموسوعة جوانب تاريخ العبرانيين فى العالم القديم، وتواريخ الجماعات اليهودية بامتداد بلدان العالم، وتعداداتها وتوزيعاتها، وسماتها الأساسية، وهياكلها التنظيمية، وعلاقات أفراد الجماعات اليهودية بالمجتمعات والدول التى يوجدون فيها وبالدولة الصهيونية.
وتركز الموسوعة على أحوال الجماعات اليهودية فى البلدان التى تواجدوا فيها، ودراسة الظروف المحيطة بهم، حيث جعلت من هذه الظروف المحيطة المختلفة مرتكزًا رئيسًا لتفسير أفعالهم وخصوصيتهم وأخلاقهم، أكثر من الاعتماد على عقائدهم، مما يفسر الجرائم والأفعال المشينة اليهودية، والعداء والتهم الموجهة من الجنسيات والأديان الأخرى لليهود فى كل زمان ومكان، بحيث تجعل اليهود غالبًا غير مسئولين عنها.
وتغطى الموسوعة كذلك أشهر الأعلام من اليهود (مثل موسى بن ميمون) وغير اليهود ممن ارتبطت أسماؤهم بتواريخ الجماعات اليهودية (مثل نابليون بونابرت وهتلر).
وفى كتابه «الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ» يتحدث الدكتور المسيرى عن الصهيونية كحركة دينية سياسية شاذة لا يمكن تكرارها، لأنها لم تكن حركة شعب، ولكنها حركة أرادت إنشاء شعب وتجميعه فى دولة واحدة تتسيد بها العالم، وما ذلك إلا لأنها تعتقد أن هذا الشعب هو صاحب النقاء العقائدي، وأنه ما وصل إلى هذا النقاء الذى يعلو البشر ويستعلى عليهم إلا لأنهم شعب الله المختار. وهى حركة نشأت بين الطبقة المتوسطة من يهود أوروبا، ولكنها لم تكن حركة شعب ابتغت تحقيق طموحات الدول التى تعيش فيها، ولكنها أرادت تحقيق أهدافها الذاتية، فهى بذلك حركة أنشأت شعبًا، لها تنظيم دولى ينظم أمورها على مستوى العالم، وتعتمد على تمويل خارجي، فأنشأت لنفسها ميليشيات مسلحة لتساعدها على إنشاء الدولة، فكانت عصابات أطلق عليها المسيرى «عصابات الصهاينة الإرهابية»، وهى عصابات سبقت إنشاء الجيش الإسرائيلي، وأنها عندما كانت فى أوروبا لم تكن تستمد ثقافتها من المجتمعات التى تعيش فيها، ولكنها كانت منغلقة على ذاتها، تعيش فى دائرة مغلقة، كل علاقاتها الاجتماعية ذاتية منفصلة عن مجتمع الدولة نفسه. وأكد المسيرى أن هذا النموذج سينهار حتميًا، لأنه ضد حركة التاريخ.
أصدر المسيري، خلال رحلته، العديد من الكتب والدراسات، التى تناولت الاختلافات والمعتقدات الفكرية، منها: الانتفاضة الفلسطينية والأزمة الصهيونية، الاستعمار الصهيونى وتطبيع الشخصية اليهودية، الفرد الأرضي، الأيديولوجية الصهيونية، مختارات من الشعر الرومانتيكى الإنجليزي، الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، اللغة والمجاز، الموسوعة الموجزة، الحداثة وما بعد الحداثة، وغيرها.
تأثر المسيرى بكتابات الدكتور جمال حمدان فى دراساته الجغرافية عمومًا، ودراساته عن اليهود خاصة، فكتب يقول عنه: كنت أحس بالإعجاب الشديد فى أسلوب كتابته وفى أسلوب حياته، هذا الزهد العلمى الشديد، والإعراض عن الدنيا الذى مكنه من إنجاز جوانب مهمة من مشروعه المعرفى الكبير، وهذا ما شجعنى على الاستقالة من الجامعة لإنجاز مشروعى المعرفي. تعلمت منه الواحدية المادية العلمية، والتعصب للمناهج الرياضية، وإعادة الاعتبار للخيال والحدس فى عملية التفكير العلمي، وأهم ما استفدت منه: الخروج بالظواهر اليهودية والصهيونية من دائرة التوراة والتلمود، ووضعها فى سياقات تاريخية لتصبح ظواهر مختلفة عن كل ما هو سائد عنها.
رحل المسيرى فى 3 يوليو 2008 عن 70 عاما، بعد صراع طويل مع السرطان، وشيعت جنازته من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة، شارك فى جنازته الآلاف من محبيه وعدد كبير من العلماء والمفكرين، ودفن بمسقط رأسه فى مدينة دمنهور.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
