مصائد المساعدات في غزة.. مأساة إنسانية تتجدد تحت نيران الاحتلال.. لماذا تصر إسرائيل على كسر ما تبقى من كرامة المحاصرين؟
في مشهد يعيد إلى الأذهان أبشع صور الحصار والمعاناة، تحولت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة إلى “مصائد موت”، يذهب ضحيتها العشرات من الفلسطينيين كل يوم.
في الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، ارتقى نحو 120 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، معظمهم سقطوا إما في قصف استهدف خيام النازحين أو في أثناء توجههم للحصول على مساعدات غذائية، في ما يعد واحدة من أكثر الفصول دموية في العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
صباح اليوم الجمعة، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خياما تأوي نازحين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 15 فلسطينيًّا على الأقل.
وجاء هذا الهجوم بعد سلسلة من الغارات التي لم تتوقف منذ فجر الخميس، واستهدفت منازل المدنيين ومواقع تمركز النازحين ومراكز توزيع المساعدات، لتصل حصيلة الشهداء خلال يومٍ واحد إلى نحو 120، منهم 70 شهيدًا في خان يونس وحدها.
وفيما يستمر تصاعد القصف، فإن الطائرات الحربية الإسرائيلية لا تزال تستهدف بشكل متعمد كل ما يتحرك بالقرب من مواقع توزيع المساعدات، في سياسة باتت تُعرف محليًّا بـ“مصائد المساعدات”.
أكثر من 51 شهيدًا خلال اليوم الماضي وحده تم قنصهم أو قصفهم بينما كانوا في طريقهم لتلقي المعونات، بحسب مصادر طبية وإعلامية ميدانية.
ولم تكن هذه المجازر حدثًا معزولًا، بل جاءت ضمن سلسلة من الهجمات العنيفة التي شملت أنحاء القطاع كافة. ففي مخيم البريج وسط القطاع، استشهد أربعة فلسطينيين بينهم سيدة في قصف استهدف منزلًا، فيما أُصيب آخرون بجراح متفاوتة. كذلك، أدى قصف خيمة للنازحين بجوار أبراج طيبة في خان يونس إلى استشهاد خمسة فلسطينيين وجرح عشرات.
جرائم متكررة بحق المنتظرين للمساعدات
أحد أكثر المشاهد ترويعا وقع في شرق خان يونس، حيث استهدفت قوات الاحتلال موقعا يضم مئات المدنيين المنتظرين للحصول على مساعدات غذائية. القصف أسفر عن استشهاد 16 شخصًا وإصابة نحو 100 آخرين، معظمهم إصاباتهم خطيرة، نقلوا إلى مجمع ناصر الطبي، الذي فاضت أقسام الطوارئ فيه بالضحايا.
في ظل هذه الكارثة الإنسانية، تتزايد الاتهامات للمجتمع الدولي بالتقاعس، خاصة بعد التصريحات المتكررة التي يطلقها المسؤولون الأمريكيون، وآخرها ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي صرح فجرًا بأن "سكان غزة عانوا الجحيم"، مؤكدا رغبته في تحقيق الأمان لهم. ولكن هذه التصريحات، التي تطلق دون أي خطوات فعلية لوقف العدوان أو محاسبة قادة الاحتلال، باتت تعد من الفلسطينيين ومناصريهم حول العالم مجرد تواطؤ معلن يلبس ثوب الإنسانية.
مصائد المساعدات.. سلاح جديد في يد الاحتلال
في كل جولة تصعيد، يلجأ الاحتلال الإسرائيلي إلى أساليب جديدة للقتل والضغط النفسي والمعيشي على سكان القطاع، لكن استهداف المحتاجين للمساعدات شكل جريمة من نوع خاص. هذه “المصائد” لا تستهدف فقط الأرواح، بل تكسر ما تبقى من كرامة الناس المحاصرين منذ أكثر من 17 عاما، وتحول المساعدات من وسيلة إنقاذ إلى فخ دموي.
المنظمات الدولية، ومن بينها الأمم المتحدة والهلال الأحمر، التي تشارك في تنسيق إدخال المساعدات، باتت تواجه تحديا وجوديا أمام هذه الانتهاكات، إذ تُستهدف القوافل الإنسانية والعاملون في الحقل الطبي بشكل مباشر، مما يهدد مستقبل العمل الإغاثي في غزة برمته.
المقترح الأمريكي لهدنة جديدة.. وتفاؤل مشوب بالحذر
في موازاة التصعيد، تسعى الولايات المتحدة ومصر وقطر إلى تمرير مقترح هدنة يمتد لـ60 يومًا يتضمن تبادلًا للأسرى وانسحابات تدريجية من مناطق في القطاع. وبينما أبدت إسرائيل موافقة مبدئية على شروط المقترح، أكدت حركة حماس أنها تدرس تفاصيله مع الفصائل الفلسطينية قبل إعطاء ردها النهائي للوسطاء.
لكن أي مفاوضات تجري في ظل استمرار المجازر، تجعل من الحديث عن تهدئة أو سلام ضربًا من العبث، وفق مراقبين فلسطينيين يرون في تكرار المجازر، لا سيما في محيط مراكز المساعدات، محاولة إسرائيلية لتقويض فرص أي تسوية قادمة عبر خلق واقع دموي جديد.
ما يحدث في غزة اليوم لم يعد فقط عدوانًا عسكريًّا، بل بات حربًا شاملة على كل مقومات الحياة الإنسانية، حيث تُستهدف المدارس والمستشفيات والمنازل وخيام النازحين وحتى مراكز تقديم الغذاء. وتبقى “مصائد المساعدات” جريمة موثقة بحق شعب يُحاصر ويُجوّع ويُقتل تحت أنظار العالم، بينما تتكرر بيانات الشجب، دون أن يُتخذ أي إجراء حقيقي لوقف نزيف الدم المستمر منذ تسعة أشهر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
