وكيل طب قصر العيني لـ فيتو: خطة لدمج الذكاء الاصطناعي في تدريب الأطباء.. نقدم الخدمة الصحية لأكثر من 2 مليون مريض سنويا.. وهذا دور القوافل في المحافظات النائية
تخطو كلية طب قصر العيني خطوات كبيرة نحو الاعتمادات الدولية، من خلال الاعتماد على خطة تطوير شاملة أساسها الميكنة والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي في المعامل وطرق التدريس.
ووضعت الكلية خطة شاملة من خلال قطاع خدمة المجتمع والبيئة، لدمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية وتدريب الطلاب على استخدامه الآمن، بالإضافة إلى المكتب الأخضر وخدمات القوافل العلاجية.
حول هذه الخطة كان لنا هذا الحوار مع الدكتور عمر عزام وكيل كلية طب قصر العيني لخدمة المجتمع وتنمية البيئة.

- ماهي أهم الملفات التي يعمل عليها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة في قصر العيني؟
كلية طب قصر العيني مؤسسة طبية بحثية ابتكارية مجهوداتها تصب في خدمة الدولة والمجتمع، وهناك ثوابت موجودة دائما في فكر الكلية، الأساس فيها هو القوافل الطبية، فالدولة المصرية مترامية الأطراف، ومازالت هناك أماكن الخدمة الطبية بها ليست على أعلى مستوى، ولازال هناك الكثير من عدم الوعي لدى المرضى بأهمية أو خطورة أمراضهم، كما أننا لاحظنا ان الكثير من الأمراض تؤثر بصورة مباشرة على انتاجية الفرد، كما أنهم لا يدركون أن علاج الامراض في بداية ظهورها سيوفر كثيرا على المريض والدولة والتأمين الصحي، ومن هنا تأتي أهمية القوافل الطبية، ونحن هدفنا أن نصل إلى الأماكن الأقل وعيا، والتي تكون الخدمة بها ليست على مستوى عال.

- وماهي الأماكن التي تستهدفونها بالتحديد؟
نذهب لأماكن كثيرة في محافظات القاهرة الكبرى، وتحديدا الجيزة، وفي الحقيقة يهتم الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، والدكتور حسام صلاح عميد كلية الطب، بقطاع الجيزة، على اعتبار أنها المجتمع المباشر للجامعة، ونتعاون مع التحالف الوطني الأهلي التنموي، ومؤسسة حياة كريمة، وبعض الجهات الخيرية مثل أندية الروتاري، بالإضافة إلى وزارة الصحة، لكن هناك بعض القوافل تكون خارج إطار الجيزة في المحافظات النائية والأماكن الأكثر احتياجا، لأن قصر العيني يده ممتدة لكل أنحاء مصر.

- كم يبلغ عدد المرضى الذين تقدم لهم الخدمة العلاجية من خلال قوافل قصر العيني؟
نقدم قافلة طبية بمتوسط كل 15 يوم، وتخدم القافلة الواحدة ما لا يقل عن 800 إلى 1000 مريض، بما يعني أننا نقدم الخدمة من خلال القوافل لحوالي 20 ألف مريض سنويا، في تخصصات الأمراض الباطنية، وأمراض القلب، والأطفال، والنساء والتوليد، والعيون، والأنف والأذن، الجلدية، والعظام، بالإضافة لذلك هناك فكر جديد أضفناه للقوافل منذ حوالي سنة، هو القوافل التوعوية، ومن ضمن خدماتها صحة المرأة، وتخصص الأورام الذي بدأنا نضيفه للقوافل مؤخرا، بالإضافة إلى تخصصات أخرى مختلفة عن التخصصات الطبية، فمثلا من الممكن أن تشارك فيها كلية الزراعة خاصة في المناطق الزراعية، وكذلك الطب البيطري، وأحيانا الدعم النفسي من قسم علم النفس بكلية الآداب.

- كيف تعاملتم مع الذكاء الاصطناعي، وهل هناك خطة لدمجه في تدريب الطلاب؟
الذكاء الاصطناعي أصبح أمر واقع وعالم كبير ليس لنا وجود فيه، لكن الدولة أدركت ذلك وبدأت بالاهتمام به، وكذلك وزارة التعليم العالي أطلقت الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، ثم جامعة القاهرة، وفي كلية الطب وجدنا أن قطاع الطلاب والأطباء الشباب على دراية بالذكاء الاصطناعي، أكثر من الأساتذة الكبار، ووجه عميد الكلية الدكتور حسام صلاح، بأن ننشىء مكتبًا للذكاء الاصطناعي نستعين من خلاله بأساتذة من المهتمين بالذكاء الاصطناعي، ثم بدأنا إجراء الفعاليات لزيادة الوعي بشأن الذكاء الاصطناعي، ونستهدف منها بالأساس الطلاب والأطباء الشبان، كما أعددنا لائحة داخلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، لكي نتمكن من محاسبة المستخدم ولكى نحمي المعلومات الخاصة بنا، لذلك جاءت اللائحة الداخلية لحماية قصر العيني والطبيب الذي سيجري البحث.

- ماذا عن تدريب الطلاب وصغار الأطباء على استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص؟
أكثر المجالات التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي الآن هي تشخيص الأمراض، وهو أصبح واقعا موجود بيننا، لذلك بدأنا إدخال الطلاب في دورات تدريبية اختيارية للذكاء الاصطناعي، ونأمل أن تصبح إجبارية، لكننا أردنا أن تكن اختيارية حتى لا نزيد الضغط على الطلاب خاصة وأن دراسة الطب نفسها صعبة، كما أن منهم من يفهم الذكاء الاصطناعي ويتمكن منه جيدا، لكن الهدف من الدورات هو إعداد الطالب للممارسة بعد التخرج.

- وكيف تقبل كبار الأساتذة في قصر العيني وجود الذكاء الاصطناعي في التشخيص؟
للأسف وجدنا رفض كبير من الأساتذة الكبار للذكاء الاصطناعي، وعندما بدأنا رفع الوعي لدى الفئة الأكبر من الأساتذة وجدنا نوعين، أحدهما مستخدم جيد للذكاء الاصطناعي دون ابتكار، والأخرى فئة مقتنعة أن الذكاء الاصطناعي جاء ليقضي على الطب ويقتله، لكننا سيكون لنا قريبا شوط جيد لتوعية الأساتذة الكبار بأهمية الذكاء الاصطناعي، ويجب أن يعلموا أنه ليس بالأمر السيء، وأنه وجد لمساعدتهم.

- في رأيك، هل من الممكن أن تختفي مهنة الطبيب في ظل وجود الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي لن يقتل الطب، وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه أساتذة الذكاء الاصطناعي، هذا غير صحيح، لأن وظيفة الذكاء الاصطناعي هي مساعدة الطبيب وتسهيل مهمته، وليس استبداله، فمثلا اذا كان لدي برنامج للذكاء الاصطناعي خاص بالأشعة، وهو يرصد أشياء في الأشعة لا يمكن أن يراها طبيب الأشعة بعينه، وبالتالي فإن الطبيب بعد مراجعته للفيلم الخاص بالأشعة، سيكتشف أن هذا الأمر صحيح، وسيدونها في تقرير الأشعة ويبني على أساسها أشياء معينة في التشخيص، لكن في حقيقة الأمر فإن من أعطى للذكاء الاصطناعي هذه المعلومة بالأساس طبيب.

- لكن ماذا عن المحاسبة في حالة الخطأ أو ما يسمى بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي؟
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ليست موجودة في العالم كله، فليس هناك من نحاسبه، ولا يمكن أن نحاسب الآلة، أو من استخدمها وربما يكون قد أضر بها أحدا بدون قصد، لكن الاستخدام الواعي مهم، وعلى سبيل المثال فإن الإنترنت وهو أساس الذكاء الاصطناعي، صنع بالأساس ليفيد البشر، لكنه تحول الآن لأذى كبير وجرائم وما إلى ذلك، لكن الأمر يتوقف على الوعي المجتمعي.

- هل لديكم خطة لتطوير المعامل أيضا لتواكب التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي؟
من ضمن التطوير الذي نجريه في قصر العيني الآن، هو تحويل المعامل للعمل أتوماتيكيا بالكامل بالأجهزة والتعامل البشري قليل جدا، وعندما زار أحد خبراء الذكاء الاصطناعي المعامل تعجب من وجود 5 فنيين بها، وقال انه لا حاجة لهم، فردت عليه أحد أساتذة التحاليل بقصر العيني، وقالت إنه حتى الآن هناك أكثر من 60 تحليل يجب أن يتم عملهم يدويا في العالم كله ولابد من وجود الفني، لكننا لا نعلم ما سيأتي في المستقبل.
- هل من الممكن أن يحل الروبوت محل الطبيب في معاينة المرضى؟
هذا أيضا هو الخطأ الذي يقع فيه المهتمين بالذكاء الاصطناعي، ففي الأمراض الجلدية على سبيل المثال هناك الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وللأسف قرابة 60% من التشخيصات تكون خاطئة، لأن الطبيب يجب أن يرى المريض ويلمس جسده حتى يتمكن من التشخيص الصحيح، كما أن هناك دراسة أجريت في إحدى الدول، تقول بأن ملامسة الطبيب للمريض وتعبيرات وجهه أمامه من تعاطف أو استماع تشكل نسبة قد تتخطي 50% من الشفاء وبالتالي فإذا كان من يتعامل مع المريض روبوت لن يشعر المريض بمشاعر الطبيب تجاهه، وسيكون على علم بأن من يقم بمعيانته هو مجرد آلة لا تشعر بوجعه.
- كيف تتعاملون في قصر العيني مع التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة؟
نحن في قصر العيني نتعامل مع التغيرات المناخية والانبعاثات الحرارية والكربونية واستخدام الأجهزة الصناعية، ونتعاقد مع شركات التخلص من النفايات الإلكترونية،كما أننا نراقب البيئة الداخلية ونعمل على توعية الناس في القوافل الطبية ونحزرهم من حرق المخلفات وغيره، لأن التوعية بالحفاظ على البيئة وتغيير الثقافة المجتمعية تبدأ من المجتمع الصغير، ثم تصبح ثقافة عامة، ونفعل ذلك من خلال التوعية العامة والفعاليات عن التغيرات المناخية وتأثيرها على الصحة بجميع التخصصات للطلاب والمجتمع والأندية والقوافل، لدينا قسم الطب المهني والبيئي الذي يقوم بزيارة المصانع والشركات لتوعية العمال وحمايتهم من أجل الوعي الصحي
- وما دور المكتب الأخضر في ذلك؟
المكتب الأخضر فكرة ليست جديدة ولكن الجمهورية الجديدة أولت اهتماما كبيرا بالبيئة، والتغيرات المناخية والتلوث البيئي والبصمة الكربونية، لذلك تمكنا من وضع ٢٠ باسكت لفصل مخلفات البلاستيك والمعدن وبقية الأطعمة، ونتعاقد مع شركات أخرى لتدوير المخلفات بعد فصل القمامة على أن يعاد تدويرها مما يؤدي إلى زيادة موارد للكلية، بالإضافة لذلك قمنا بعمل مسابقة كلية صديقة للبيئة،وحاليا نجهز معمل للقياسات البيئية للكلية من أجل القياس للكلية ولخارجها، وقد أوفدنا أساتذة الطب المهني لمركز الحد من المخاطر في الجامعة للتدريب على ذلك.
- ما هي المهام الأساسية لمكتب الخريجين؟
مكتب الخريجين هو القوى الناعمة للكلية في جميع أنحاء العالم، وهو همزة الوصل لجمع التبرعات لقصر العيني من الخارج، صحيح أنها لا زالت ضئيلة، لكنها ستزداد بعد جهود عميد الكلية في صناعة براند لقصر العيني وتعريف المجتمع بجهود المستشفيات، وعلاج اكثر من ٢ مليون سنويا، وتطوير المستشفيات، كما أن مكتب الخريجين يقدم فرص للتوظيف والاستعانة بالعلماء خارج مصر ومساعدة المبتعثيين، ونحن حاليا في مرحلة تجميع البيانات وقد أنشأنا تطبيق وموقع وQR كود لدعوة الخريجين لتسجيل بياناتهم، ووصلنا لنحو ٢٠ الف لكن نستهدف الوصول إلى ربع مليون،.
- هل يمكننا القول أن طب قصر العيني تمكنت من التحول الرقمي بالكامل؟
كل ما يخص الطلاب أصبح مميكنا بداية من الشهادات والامتحانات والنتائج والتسجيل، سواء الطلاب السابقين أو الحاليين، وأصبح دور شئون الطلاب محصورا في تسليم الشهادات بعد التقديم الالكتروني عليها، وبعض المهام البسيطة، أما الدراسات العليا لا زلنا نعمل على رقمنتها لكن الاعباء المالية تجعلنا نسير ببطء، كما أننا نهتم بصفحة الكلية والموقع الإلكتروني ونستهدف بذلك تعريف الطلاب الوافدين بالكلية، وحاليا نعمل على تجهيز مواقع الأقسام التي تبلغ 36 قسم بشكل شبه موحد ليتضمن جميع البيانات والتعريف بالأساتذة والاستراتيجيات البحثية والإحصائيات والفعاليات.
- بصفتك أستاذ في الأمراض الجلدية، هل الأمراض الجلدية لها علاقة بالحالة النفسية؟
نعم بالفعل 99,9 أو ربما 105% من الأمراض الجلدية لها علاقة مباشرة بالحالة النفسية، والأمراض المرتبطة بالحالة النفسية كثيرة جدا منها البهاق، والاكزيما، والثعلبة، والصدفية، والحزاز، وغيرها، بالإضافة إلى بعض الأمراض المعدية التي تحدث نتيجة هبوط الجهاز المناعي بسبب التوتر العصبي ويصبح مرتعا لأي ميكروب، لذلك فإن الفطريات التي كان يتم علاجها قديما خلال اسبوعين، يتم علاجها الآن في ثلاثة أشهر.
- في رأيك، كيف أثرت التغيرات المناخية على صحة الجلد؟
التغيرات المناخية لها تأثير على كل شىء وليس الجلد فقط، لكنه الأكثر عرضة للإصابة، لأنه المصد الأول، وقد تصل تأثيراته إلى حدوث سرطانات الجلد فهي مرتبطة ارتباط مباشر بالجلد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
