لماذا يحمي ترامب نتنياهو؟ وما مصير صفقة الخروج الآمن لرئيس وزراء الاحتلال من السلطة؟
تثير مواقف دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، الاستغراب وتضع علامات استفهام عديدة، ومن أبرز هذه المواقف الغريبة وصف نتنياهو بالبطل، وتصريحاته بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتسامح مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم الفساد، بل الأكثر من ذلك هدد بوقف المساعدات الاقتصادية والعسكرية لإسرائيل، في تدخل سافر في أعمال القضاء الإسرائيلي، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلا مهما لماذا ينحاز ترامب لنتنياهو؟

في هذا الصدد، قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبريات بجامعة الإسكندرية والخبير بملف الصراع العربي الإسرائيلي: إن تصريح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والذى وصف نتنياهو بالبطل وأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتسامح مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم الفساد، يثير علامات استفهام كبرى حول انحياز ترامب لنتنياهو، وهذا الأمر يعود إلى تجربة ترامب السابقة مع القضاء الأمريكي عندما تمكن من الإفلات من الملاحقات القضائية والترشح لفترة ولاية ثانية.
صفقة لإعفاء نتنياهو من المحاكمة
وأكد في تصريح لـ “فيتو” أن نتنياهو يعلم أن هناك صفقة قادمة تشمل إعادة الأسرى لدى حركة حماس الفلسطينية ووقف لإطلاق النار مقابل إعفاء لنتنياهو من الرئيس الإسرائيلى عن طريق عفو رئاسي أو من خلال صفقة ادعاء مع النيابة بإسقاط تهمة الرشوة والفساد واعتماد واعتراف نتنياهو بتهم أقل، وبالتالي ستكون العقوبة السجن مع إيقاف التنفيذ، وهذه هي الصفقة التي تلوح فى الأفق، ويبدو أن ترامب يعلم أن هذه الصفقة شرفت على الانتهاء والإبرام.
نتنياهو سيسافر إلى ابنة فى الولايات المتحدة الأمريكية وسيكون فى منفى اختيارى
وواصل حديثه قائلا: هنا كان تدخل القاضي رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية سابقا وممثلها بمحكمة العدل الدولية في دعوى جنوب افريقيا مساندا لهذه الفكرة، وبالتالي هذه الصيغة توفر لنتياهو خروجا آمنا وستكون مقبولة، وفي الأغلب نتنياهو سيسافر إلى ابنه في الولايات المتحدة الامريكية، وسيكون في منفى اختياري بحجة تدهور حالتة الصحية، وبالتالي موقف دونالد ترامب يعد تدخل سافر في شأن القضاء الإسرائيلي.

وبدوره، قال الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي: إن دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة لإلغاء محاكمة بنيامين نتنياهو بتهم الفساد، تفسر بأنها تمثل انتهاكًا خطيرًا لمبادئ استقلال القضاء والسيادة الوطنية المكرسة في القانون الدولي، على الرغم من أن الاحتلال الإسرائيلي يقيم بشكل غير قانوني على الأراضي الفلسطينية.
وأوضح مهران في حديث خاص لـ “فيتو” أن تدخل ترامب في النظام القضائي للكيان المحتل بربط المساعدات الأمريكية بإلغاء محاكمة نتنياهو يشكل سابقة خطيرة تقوض مبدأ استقلال القضاء المنصوص عليه في المبادئ الأساسية للأمم المتحدة بشأن استقلال السلطة القضائية.
تصريحات ترامب التي وصف فيها محاكمة نتنياهو بـ"مطاردة الساحرات"
ومن منظور القانون الدولي، أكد أستاذ القانون الدولي أن تصريحات ترامب التي وصف فيها محاكمة نتنياهو بـ"مطاردة الساحرات" وتهديده بوقف المساعدات إذا لم تُلغ المحاكمة، تنتهك مبدأ السيادة الوطنية المنصوص عليه في المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وحلل مهران أسباب هذا الانحياز من عدة زوايا قانونية، أولها تداخل المصالح الاستراتيجية حيث يعتبر ترامب نتنياهو شريكًا أساسيًا في تنفيذ أجندته الإقليمية خاصة بعد الضربات المشتركة للمنشآت النووية الإيرانية، مما يجعل بقاء نتنياهو في السلطة ضرورة أمنية أمريكية تفوق اعتبارات العدالة.
ترامب يستخدم للمساعدات الاقتصادية والعسكرية كأداة ضغط
وأشار أستاذ القانون الدولي إلى أن استخدام ترامب للمساعدات الاقتصادية والعسكرية كأداة ضغط يتناقض مع مبدأ الشراكة المتكافئة بين الدول الحليفة، مؤكدًا أن هذا السلوك يحول العلاقة من تحالف استراتيجي إلى علاقة تبعية تضر بسيادة إسرائيل نفسها.
وعلى صعيد القانون الجنائي الدولي، انتقد مهران محاولة ترامب التأثير على مجرى العدالة، مؤكدًا أن مبدأ عدم الإفلات من العقاب يتطلب أن تأخذ العدالة مجراها بغض النظر عن المنصب أو النفوذ السياسي، وأن أي تدخل خارجي لعرقلة المحاكمة يقوض هذا المبدأ الأساسي.
وحول التداعيات على النظام الدولي، حذر الخبير الدولي من أن سلوك ترامب يرسل رسالة خطيرة مفادها أن القادة السياسيين يمكنهم الاستعانة بحلفائهم الأقوياء للهروب من العدالة، مما يشجع على الفساد ويقوض ثقة الشعوب في أنظمتها القضائية.
الولايات المتحدة سبق أن انتقدت دولًا أخرى لتدخلها في أنظمة العدالة لحلفائها
وأوضح الدكتور مهران أن ردود الفعل المتباينة داخل إسرائيل نفسها، حيث انتقد بعض المسؤولين تدخل ترامب واعتبروه انتهاكًا للسيادة الإسرائيلية، تؤكد أن هذا السلوك يثير حساسيات داخلية ويضع إسرائيل في موقف محرج أمام شعبها والمجتمع الدولي.
وفيما يتعلق بالسوابق التاريخية، أشار أستاذ القانون إلى أن الولايات المتحدة سبق أن انتقدت دولًا أخرى لتدخلها في أنظمة العدالة لحلفائها، مما يجعل موقف ترامب متناقضًا مع المبادئ التي تدعو إليها واشنطن في المحافل الدولية.
ضعف مصداقية أمريكا كراعية للديمقراطية وحكم القانون
وحذر الدكتور مهران من أن استمرار هذا النهج سيضعف مصداقية أمريكا كراعية للديمقراطية وحكم القانون، مؤكدًا أن القوى الأخرى ستستخدم هذه السابقة لتبرير تدخلاتها في أنظمة العدالة لحلفائها، مما يؤدي إلى تآكل النظام القانوني الدولي.
وفي ختام حديثه أكد أستاذ القانون الدولي، على أن العدالة يجب أن تكون فوق الاعتبارات السياسية، مؤكدًا أن قبول المجتمع الدولي لهذا التدخل سيفتح الباب أمام انتهاكات أوسع لمبادئ العدالة والسيادة في جميع أنحاء العالم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
