رئيس التحرير
عصام كامل

حرب بلا نصر وسلام بفاتورة باهظة.. نتنياهو على حافة الهاوية بين أزمة الأسرى وتهم الفساد.. والمماطلة في صفقة التبادل لن تحميه من السقوط

نتنياهو، فيتو
نتنياهو، فيتو
18 حجم الخط

في السياسة كما في الحروب لا يكفي أن تنجو.. يجب أن تنتصر. واليوم يقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند حافة مصيرية في تاريخه السياسي، فبعد سنوات من صناعة الأزمات وتوظيفها لتمديد عمره في الحكم، يجد نفسه أمام مفترق طرق غير مسبوق، هل يختار السلام لينجو من المحكمة، أم يواصل طريق الحرب على أمل البقاء.. بعد توقف الحرب مع إيران، وغليان جبهات غزة ولبنان واليمن، أصبح مستقبل "بيبي" أكثر ضبابية، وربما أقرب للسقوط من أي وقت مضى.

مستقبل سياسي على كف عاصفة

لم تعد المعارك كافية لنجاة نتنياهو، فمنذ 7 أكتوبر، دخلت إسرائيل في واحدة من أكثر المراحل دموية وتكلفة، ليس فقط ماديا وعسكريا، بل سياسيا أيضا، فالجبهة الداخلية الإسرائيلية تعيش حالة إنهاك، والرهائن ما زالوا في غزة، والوضع الاقتصادي يزداد هشاشة. وفي المقابل، لم يحصد نتنياهو من حروبه سوى المزيد من التحديات.

وإن كانت الحرب الأخيرة مع إيران قد أعادت له بعض الشعبية مؤقتا، فإن ذلك لم يدم طويلًا. إذ أظهر استطلاع رأي حديث أن 75% من الإسرائيليين يريدون إنهاء الحرب في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن، وهو ما يعني أن "رأسماله السياسي القائم على القوة" بدأ يتآكل داخليًا.

الرهان على أمريكا... ولكن بثمن

الأنباء المسربة عن اتفاق بين نتنياهو والإدارة الأمريكية لوقف الحرب في غزة وإقامة دولة فلسطينية أعادت خلط الأوراق. فبينما يعتبرها البعض فرصة تاريخية لإعادة التموضع، رأى فيها اليمين الإسرائيلي – ممثلًا بسموتريتش وبن غفير – خيانة واضحة. وهدد وزير المالية بإسقاط الحكومة إذا ثبت التوجه نحو إقامة دولة فلسطينية أو تهجير قادة حماس فقط دون "تفكيك غزة نهائيًا".

هذا الانقسام يعكس مأزق نتنياهو الحقيقي، إن أوقف الحرب، خسر حلفاءه المتطرفين. وإن استمر، خسر الشارع الإسرائيلي والرأي العام الدولي، وربما واجه المحاسبة القضائية لاحقًا.

صفقة الخروج.. هل يعيد التاريخ نفسه؟

الحديث عن "صفقة سياسية" تضمن خروج نتنياهو الآمن من الحكم مقابل إنهاء الحرب وإعادة الرهائن لم يعد خياليًا. فقبل 7 أكتوبر، كانت دوائر أمريكية وإسرائيلية قد ناقشت هذا السيناريو، واليوم، قد يكون هو طوق النجاة الوحيد لرجل ملاحق بثلاث قضايا فساد، ويعيش عزلة دولية متزايدة.

المعارضة الإسرائيلية التي طالما نادت بإقصائه، تبدو اليوم مستعدة لتوفير شبكة أمان مؤقتة إذا ما قرر الانسحاب بشكل "مشرف"، خاصة أن الوقت المتبقي حتى عرض مشروع إسقاط الحكومة في الكنيست لا يتجاوز خمسة أشهر.

بين فوردو وغزة.. أيهما سيكون القشة؟

قرار نتنياهو بشن أكبر غارات جوية على إيران بعد الاتفاق الأمريكي أثار استياء حتى داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، والتي اعتبرت أن الضربات لم تُحدث الأثر المطلوب، وأنها كانت خطوة متسرعة لإرضاء اليمين وليس لردع إيران فعليًا.

أما في غزة، فإن استمرار العمليات العسكرية دون أفق سياسي واضح، بات يثقل كاهل الدولة، ويهدد بانفجار شعبي داخلي قد يكون أقوى من أي معركة خارجية، خاصة في ظل تزايد الضغط الأمريكي والدولي لإيجاد حل نهائي.

رغم أن بنيامين نتنياهو يعرف بأنه "ناجي الأزمات"، إلا أن الأزمة الحالية مختلفة. فهذه المرة، لا يبدو أن الحرب ستنقذه، ولا أن الصفقة ستكون مجانية. وكلما تأخر الحسم، زادت خسائره. فهل يتجه زعيم اليمين الإسرائيلي أخيرًا نحو السلام من أجل النجاة... أم أن حب البقاء في الحكم سيقوده نحو النهاية.. هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة، ولكن المؤكد أن إسرائيل اليوم أقرب من أي وقت مضى لنهاية عهد نتنياهو.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية