دولة الملاجئ!.. الضربات الإيرانية تجبر سكان إسرائيل على دخول الجحور كالفئران.. فما هى قصة إنشائها!
فجر السبت الماضى لم يكن عاديا فى إسرائيل، مع أولى لحظات الهجوم الإيرانى على إسرائيل، بدت الشوارع خالية، والمنازل ممتلئة بالخوف، لا بالسكان، فمع تصاعد أصوات صافرات الإنذار، تسابق الإسرائيليون نحو الملاجئ، فى مشهد أعاد للأذهان حروبا سابقة وسيناريوهات لم تختف من الذاكرة.
وخلال دقائق، انتشرت مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر رجالا ونساء وأطفالا يهرعون إلى مخابئ تحت الأرض، أو غرف إسمنتية داخل بيوتهم، تحولت إلى ملاذات من وابل الصواريخ الإيرانية.
مشاهد الرعب لم تكن جديدة على المجتمع الإسرائيلي، لكنها هذه المرة كانت أكثر كثافة، وأقرب إلى القلب من أى وقت مضى.
ورغم امتلاك إسرائيل واحدة من أكثر منظومات الدفاع الجوى تطورا فى العالم، بدءا من القبة الحديدية ووصولا إلى أنظمة “حيتس” و”مقلاع داوود”، فإن تلك الوسائل لم تمنع الشعب من التمسك بالحل الأبسط والأكثر بدائية وهو الهروب إلى الجدران الخرسانية.
فى تلك اللحظات، تحولت الملاجئ من فكرة دفاعية إلى أسلوب حياة، وانكشفت معها هشاشة الشعور بالأمان فى دولة تدعى القوة وتعيش دائما فى قلق.
الملجأ فى إسرائيل لم يعد خيارا، بل هو قانون، بلغة صريحة لا تحتمل التأويل. فمنذ عام 1951، أقرت الحكومة الإسرائيلية قانون الدفاع المدنى الذى يفرض وجود ملاجئ محصنة فى كل مبنى سكنى ومنشأة عامة أو صناعية، خشية أى هجوم صاروخى أو نووي.
ومع أن هذه القوانين صيغت فى سياق ما بعد إعلان قيام الدولة عام 1948، فإن الهجوم الصاروخى الذى شنه نظام صدام حسين على تل أبيب عام 1991 بصواريخ “سكود” دفع لتغيير جوهرى فى شكل الملاجئ، إذ تم تعديل القوانين لتُلزم كل مقاول أو مطور عقارى بإنشاء غرفة محصنة فى كل شقة جديدة تبنى، كشرط أساسى للحصول على رخصة البناء.
هذه الغرف المحصنة باتت موجودة فى معظم البيوت الإسرائيلية الحديثة، وتبنى من الخرسانة المسلحة بسمك لا يقل عن 30 سنتيمترًا، ويركب فيها باب فولاذي، ونوافذ مضادة للتحطم، وأنظمة تهوية قادرة على حجب الغازات السامة. كما تجهز بمقابس كهرباء وتوصيلات مياه وشبكات اتصال، بحيث يتمكن السكان من الاحتماء فيها لأيام فى حال وقوع كارثة كبرى.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإن ما يقارب 65% من السكان يمتلكون غرفة محصنة داخل بيوتهم، لكن هذا الرقم لا يخفى مفارقة مؤلمة، إذ إن أكثر من ثلث الإسرائيليين لا يستطيعون الوصول إلى ملجأ فى الوقت المناسب حال وقوع هجوم مفاجئ.
الواقع أن فكرة الملاجئ تحولت من مجرد إجراء احترازى إلى جزء من الثقافة اليومية فى إسرائيل. بل إن كثيرا من البيوت تسوق نفسها بسعر أعلى إذا ما احتوت على غرفة آمنة مطابقة للمواصفات. ومع ذلك، فإن الكلفة المرتفعة لبناء أو تطوير ملجأ داخل المنزل، دفعت العديد من العائلات إلى الاستغناء عنها، خاصة فى المناطق الريفية أو الأحياء ذات الدخل المحدود، ما جعل الفجوة الطبقية تتسرب حتى إلى حق الحماية.
ولم تتوقف إسرائيل عند حدود البيوت، بل وسعت من نطاق الملاجئ لتشمل الشوارع والمؤسسات العامة. فعشرات الآلاف من الملاجئ الجماعية موجودة فى الأحياء والمناطق المفتوحة، يتم فتحها تلقائيا حال إعلان حالة الطوارئ، بعضها تم تحويله إلى مراكز اجتماعية، أو صالات رياضية، أو حتى دور عبادة، بحيث يمكن استخدامها بشكل مزدوج خلال أوقات السلم.
ومع تصاعد التهديدات، باتت بعض الملاجئ مجهزة بأنظمة فتح أوتوماتيكية تعمل مباشرة بعد إطلاق صافرات الإنذار، لربح الوقت وإنقاذ الأرواح.
لكن رغم كل هذه الاحتياطات، يظل الشعور بالأمان غائبا، فالملاجئ، مهما بلغت قوتها، تظل حلولا مؤقتة لا تمنع وقوع الكارثة، بل تحاول فقط تقليل خسائرها، والأسئلة التى تتكرر فى الأوساط الإسرائيلية ليست عن عدد الصواريخ التى اعترضتها القبة الحديدية، بل عن فرص النجاة لمن يسكن فى عمارة قديمة، أو قرية بلا ملجأ، أو حى بلا إنذار. حتى داخل الملاجئ، لا يشعر الجميع بالطمأنينة، إذ إن بعض الخبراء الأمنيين لم يستبعدوا مؤخرا أن تؤدى الضربات المباشرة لبعض الملاجئ إلى مقتل من بداخلها، خاصة فى حال استُخدمت صواريخ شديدة التدمير.
اليوم، ومع اشتداد التوتر الإقليمي، يعيش الإسرائيليون فى انتظار صافرة، وتحول الخوف إلى طقس يومي، والملجأ إلى غرفة نوم بديلة.
وما بين إسمنت الجدران وحديد الأبواب، تترسخ قناعة خفية بأن القبة الحديدية لا تكفي، وأن الملجأ هو الأمل الأخير، ولو مؤقتا، فى بلد لا يولد فيه الأمن مع الولادة، بل يصنع بالإجبار تحت الأرض.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

