سعد عبد الوهاب من "علّموني الحب" إلى نشيد الإمارات، قصة فنان آثر العزلة على الأضواء
سعد عبد الوهاب ، في مثل هذا اليوم، 16 يونيو عام 1929، وُلد الفنان سعد عبد الوهاب، الذي كان يجمع بين رهافة الإحساس وصدق الموهبة، ولكنه آثر الابتعاد عن الأضواء برغبة ذاتية، ليبقى في ذاكرة الفن العربي كنموذج للفنان الزاهد المتأني، الرافض للركض خلف الشهرة، والذي فضل القناعة والاعتزال على الوهج الخادع.
ينتمي سعد عبد الوهاب إلى واحدة من أشهر العائلات الفنية في تاريخ الموسيقى العربية، فهو ابن شقيق موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ولهذا لم يكن الشبه بينهما شكليًا فقط، بل امتد إلى تقاطعات في الصوت والملامح وحتى طريقة الأداء. ومع ذلك، فإن مسيرته الفنية القصيرة لم تسمح له بأن يخلق لنفسه هوية مستقلة بعيدًا عن المقارنات.
بداية من الزراعة إلى الأستوديو
تخرج سعد عبد الوهاب في كلية الزراعة، وبدأ حياته المهنية كاتبًا بمصنع السكر في نجع حمادي، إلا أن شغفه بالفن لم يسمح له بالاستمرار لأكثر من عشرة أيام، ليتجه إلى الإذاعة ويعمل مذيعًا لمدة خمس سنوات. كانت هذه الفترة مرحلة تمهيدية قبل أن يخوض تجربته السينمائية، التي سرعان ما فتحت له أبواب الشهرة.


دخول الفن من بوابة "العيش والملح"
اكتشفه المخرج حسين فوزي وقدمه في أول أدواره السينمائية بفيلم العيش والملح أمام الفنانة نعيمة عاكف، لتتوالى بعدها أفلامه: بلدي وخفة، سيبوني أحب، بلد المحبوب مع تحية كاريوكا، أختي ستيتة مع صباح، وأماني العمر مع ماجدة، الذي خاض فيه تجربة الإنتاج لأول مرة عام 1955، مؤديًا دور الموظف الفقير صاحب الكبرياء في حي شعبي.
"علّموني الحب".. الذروة الفنية
كان فيلم علّموني الحب مع الفنانة إيمان وأحمد رمزي هو أبرز محطات سعد عبد الوهاب الفنية. لم يكن مجرد فيلم رومانسي بل شكل محطة فنية شاملة، جمع فيها بين الغناء والتمثيل ببراعة. ومن أشهر أغاني الفيلم التي ما زالت تُردد حتى اليوم: "الدنيا ريشة في هوا"، "على فين واخداني عينيك"، "قلبي القاسي يحب ويصبح ناسي"، و"من خطوة لخطوة يا قلبي"، وجميعها من إنتاج عمه محمد عبد الوهاب.
اعتزال بإرادة وقناعة
رغم النجاح الكبير لفيلم علّموني الحب، قرر سعد عبد الوهاب الاعتزال، خوفًا من أن ينجرف في تقديم أعمال تخالف قناعاته الدينية والأخلاقية. لم يكن الاعتزال هروبًا أو نتيجة ضغوط، بل كان اختيارًا نابعًا من قناعة شخصية، ليبتعد عن الساحة الفنية لأكثر من عشرين عامًا.
خلال فترة ابتعاده، عمل مستشارًا للإذاعة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وخلّد اسمه بلحن وغناء السلام الوطني الإماراتي، في واحدة من أبرز مساهماته خارج حدود الفن الاستعراضي.
ظل في المقارنة مع "الموسيقار"
رغم أنه بدأ مشواره الفني بمساعدة عمه محمد عبد الوهاب، وورث عنه الكثير من الملامح والصوت، إلا أن ذلك الشبه كان سيفًا ذا حدين. فبدلًا من أن يمنحه فرصة مميزة، جعله عرضة دائمة للمقارنة، ما أفقده القدرة على ترسيخ أسلوب خاص به في وجدان الجمهور، خاصة أن عمه رفض عمله بالفن في البداية، قبل أن يلين ويقدم له بعض ألحانه الأولى.
الحياة في الظل والرحيل الهادئ
عاد سعد عبد الوهاب من الإمارات ليقضي سنواته الأخيرة في هدوء، بعيدًا عن الفن والحياة الاجتماعية، مكتفيًا بحياة أسرية بسيطة وسط أبنائه هاني وعمرو وأحفاده. ورحل عن عالمنا عام 2004 عن عمر ناهز 75 عامًا.
رغم قصر مسيرته، فإن سعد عبد الوهاب ترك بصمة غنائية لا تُنسى. من أبرز أغانيه: الدنيا ريشة في هوا، القلب القاسي، من خطوة لخطوة يا قلبي، صحيتِ يا دنيا، على فين واخداني عينيك، شبابك أنت، وشك ولا القمر، والنبي وصى على سابع جار. أما أغانيه الوطنية، فأبرزها: عاشت ثورتنا، ثورتنا إرادتنا، شعبنا لبى الندا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
