الكيان المنبوذ.. خبراء يشككون في مصداقية العقوبات الأوروبية ضد تل أبيب ويعتبرونها «مجرد تهديدات»
أيدت 17 دولة من أصل 27 دولة فى الاتحاد الأوروبى خطوة مراجعة البند الثانى حول “احترام حقوق الإنسان” من اتفاقية الشراكة مع الكيان الصهيوني، وذلك إثر رفضها العام للمستجدات الأخيرة التى يفرضها الاحتلال على الشعب الفلسطينى وتحديدًا قطاع غزة والضفة الغربية.
وتتزايد عدد الدول العربية الأوروبية الرافضة لما تقوم به إسرائيل من خلال الإعلان عن رغبتهم بفرض نوع من العقوبات للضغط على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى برئاسة بنيامين نتنياهو. ويبدو أن موقف بعض الدول مثل بريطانيا والنرويج منسجمًا مع الموقف الأوروبى بشأن رفض الاتحاد الأوروبى تمديد وتعزيز التكامل مع إسرائيل بسبب أعمالها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني.
وبدا ذلك عندما قالت مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كايا كالاس، فى ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل الأسبوع الماضي: “لدينا غالبية قوية مؤيدة لمراجعة البند الثانى من اتفاق الشراكة مع إسرائيل وسوف نباشر هذا الأمر، موضحة أن المساعدات التى سمحت بها إسرائيل مرحب بها بالطبع لكنها قطرة فى بحر، ويجب أن تتدفق المساعدات فورًا من دون عوائق وعلى نطاق واسع، نظرًا لأن الوضع فى غزة كارثي، فهناك ما يقرب من نصف مليون فلسطينى فى قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة.
وما زاد الغضب الأوروبي الرافض للأعمال الوحشية التى ترتكبها قوات الاحتلال تجاه الشعب الفلسطينى من إبادة جماعية ومجاعة ورفض دخول المساعدات الإنسانية والتهجير القصري، هو ما قامت به قوات الاحتلال من إطلاق نار فى الهواء خلال زيارة الوفود والبعثات الدبلوماسية الأوروبية إلى مدينة جنين.
وعن تداعيات تلك الخطوات التى اتخذتها إسرائيل وإمكانية تحويلها لكيان منبوذ محاصر من قبل الجنائية ومحكمة العدل الدولية وكذلك تجميد الاتفاقيات التجارية، قال الدكتور محمد رجائى بركات، الخبير فى الشؤون الأوروبية: فيما يتعلق بالعقوبات الأوروبية على دولة الاحتلال الإسرائيلي، فلا بد من الإشارة إلى أن وزراء خارجية دول الأعضاء خلال اجتماعهم الأخير فى بروكسل، بحثوا الاقتراح المقدم الذى يقضى بمراجعة وإعادة تقييم اتفاقيات الشراكة التجارية القائمة بين الاتحاد الأوروبى مع إسرائيل، وخاصة المادة الثانية من اتفاقية الشراكة التى تنص على إمكانية تعليق هذه الاتفاقيات إذا تبين وقوع انتهاكات جسيمة كاحترام حقوق الإنسان والديمقراطية وغيرهما.
وأضاف: الوزراء الأوروبيون قرروا أنهم سيبحثون هذا الموضوع، لكن حتى الأن لم يتم تبنى موضوع مراجعة الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل رسميا، وسيتم بحثها فى المستقبل، لكن لا بد من التساؤل هل سيتم بالفعل تبنى عقوبات صارمة تكون كافية للضغط على إسرائيل؟ كى توقف الحرب فى غزة، ويتم إدخال المساعدات مرة أخرى إلى السكان هناك، متابعا: أعتقد أن هذا الأمر لن يكون مؤكدا على الرغم من موافقة 17 دولة من أصل 27 من الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى موافقتها على هذا الموضوع، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن تقوم الدول الأوربية فى المستقبل القريب بشكل انفرادى فى تبنى مواقف أكثر صرامة من الموقف العام للاتحاد الأوروبى ضد إسرائيل، فعلى سبيل المثال إسبانيا وإيرلندا وبعض الدول الأخرى كبلجيكا وفرنسا التى تبنت وتطورت مواقفها بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، ولكن دول أخرى كـ ألمانيا والنمسا لا أعتقد أنها ستوافق على فرض عقوبات اقتصادية تحيد أو تعلق اتفاقيات الشراكة.
وتابع: وقف هذه الاتفاقية يتطلب موافقة 27 دولة من الدول الأعضاء أى بالإجماع، فى حين إن تعليق هذه الاتفاقية يتطلب فقط موافقة أكثر من 15 بحيث يمثل عدد سكانها 65% من سكان الاتحاد الأوروبي، لذا أتوقع أن هذه التهديدات والتلويح بالعقوبات لن يكون كافيًا، وأيضًا جاءت تلك الخطوة متأخرة، موضحا أنه كان من المفترض أن يتم تبنى إجراءات صارمة منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلى بالإبادة الجماعية، وخاصة عندما بدأ بقصف كنيسة المعمدانى والمستشفى والمدرسة التابعة للكنيسة والتى راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى، وإسرائيل آنذاك قالت إن هذا الدمار نجم عن صاروخ أطلقته حركة حماس وسقط هناك، لكن تبين بعد ذلك أن هذا العمل مقصود وهدفة عمليات الإبادة الجماعية، وعندما وجدت إسرائيل أن الإعلام العربى والحكومات الغربية والعربية لم تتصرف بشكل حازم إزاء هذه الجرائم استمرت إسرائيل فى جرائمها إلى أن وصلنا للوضع الحالى الذى نعيشه اليوم.
وبشأن ما قام به جيش الاحتلال الإسرائيلى من إطلاق رصاص فى الهواء لتخويف الوفد الأوروبى والوفود الدبلوماسية فى مدينة جنين، قال بركات: أعتقد أن الإجراءات لن تكون كافية لردع ما تقوم به دولة الاحتلال، ووقف ما يقوم به رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من أعمال إبادة جماعية فى قطاع غزة وأيضا أعمال التدمير والقتل فى الضفة الغربية، بل نجد أن رده كان مباشرًا حين ألقى كلمة أمام الصحفيين وعبر فيها عن عدم اهتمامه منتقدًا المواقف الأوروبية، فبالتالى لن يكون هناك تأثير للمواقف الأوروبية بحيث تؤدى الى وقف أعمال الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، متابعا: لا اعتقد أن الدول الأوربية ستقوم بإلغاء اتفاقيات الشراكة التجارية ووقف التعاون الاقتصادى مع إسرائيل، ولا أعتقد أن الاتحاد الأوروبى كاتحاد سيقوم بذلك، لكن ربما ستقوم عدد من دول الأعضاء بفرض عقوبات.
وتحدث عن إمكانية تمكن العقوبات من جعل إسرائيل دولة منبوذة ومحاصرة من الجنائية والعدل الدولية وتجميد الاتفاقيات، قائلا: هذا الأمر صعب وذلك بسبب التأييد الأمريكى لإسرائيل، ومعارضة واشنطن والعديد من الدول حتى الأوربية منها، صحيح أن الرأي العام وبعض الحكومات انتقدت إسرائيل، وأصدرت بيانات وسحبت سفراءها واستدعت سفراء إسرائيل لديها، ولكن يبدو أن نتنياهو بسبب الدعم الأمريكى وبعض الدول الأوروبية سوف يستمر فى أعمال الإبادة الجماعية، ولن يأبى بالرأى العام.
واختتم حديثه قائلا: وجدنا أيضًا أن محكمة العدل الدولية والآراء التى تبنتها لم تحوذ على رضا الولايات المتحدة الأمريكية التى أوقفت تمويلها لمحكمة العدل الدولية مما يهدد وجودها.
ومن جانبه، قال الدكتور حازم الرفاعى الرئيس الأسبق للجالية المصرية فى بريطانيا، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية: إن التهديدات بمراجعة الاتفاقيات “ليست عقوبات ولكنها تهديدات” تنص على مراجعة الاتفاقيات الخاصة بالتعاون بين الدول الأوربية كـ إنجلترا مع إسرائيل، مشددا على أن الفعل الوحيد المؤكد حتى الآن هو دعوة السفير البريطانى لوزير الخارجية الإسرائيلى وهو “رد فعل بريطانى ضعيف”، إذًا لا توجد عقوبات ولا يوجد منع للتجارة ولا منع الاتفاقيات الاقتصادية ولا حظر على تجارة السلاح ولكنه تغير فى نمط الرواية السياسية مع الأحداث.
وأشار إلى أن الرأى العام البريطانى فى حالة غضب مما يجري، وهذا أمر مدرك للسياسيين البريطانيين وللدولة البريطانية، ولكن لم يتخذ أى إجراء ذى تأثير حقيقى على الأرض، ربما يكون هناك ما يدور وراء الغرف المغلقة ولكن نحن لا نعلم عنه”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
