رئيس التحرير
عصام كامل

توفيت عن عمر يناهز 89 عامًا.. رحلة الإذاعية هدى العجيمي من الترجمة إلى الإذاعة المصرية.. وما علاقة أحمد شوقي بقبولها بالاختبارات؟

الإذاعية هدى العجيمي،
الإذاعية هدى العجيمي، فيتو
18 حجم الخط

فقدت الإذاعة أحد أهم أصواتها الثقافية الإعلامية والكاتبة الكبيرة هدى العجيمي مساء أمس الخميس، وذلك عن عمر يناهز الـ 89 عامًا، والتي عرفها الجمهور من خلال برنامجها الشهير “مع الأدباء الشباب”. 

وولدت الإذاعية هدى العجيمي في 24 يوليو عام 1936 بمدينة بورسعيد، لتمتد مسيرتها المهنية لعقود في الإذاعة المصرية لم تبدأ مذيعة، بل كانت انطلاقتها من بوابة تحرير الأخبار والترجمة، ففي أوائل الستينيات، وبينما كانت العجيمي تنتظر نتيجة الليسانس من كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة، لفت نظرها إعلان في الصحف تطلبه الإذاعة المصرية ومؤسسة البرامج الإخبارية عن حاجتها لمحررين لنشرات الأخبار ومترجمين وكتّاب تعليقات سياسية، وتقدمت هدى للامتحان ونجحت فيه، لتتزامن نتيجة نجاحها مع حصولها على شهادة الليسانس.

الدخول الأول للعجيمي بالإذاعة

وتوجهت العجيمي إلى مقر الإذاعة بشارع الشريفين، حيث كان مبنى ماسبيرو لا يزال قيد الإنشاء، لتجتاز امتحانًا تحريريًا بالغ الصعوبة شمل الترجمة، وكتابة التعليقات السياسية، وتحرير النشرات، ومعلومات عامة، وتبع ذلك لقاء شخصي وامتحان شفوي مع أبرز قيادات الأخبار في الإذاعة آنذاك، لتتفوق على آلاف المتقدمين، لتكون الأولى من بين خمسة ناجحين فقط، أربعة منهم كانوا من الشباب.

بعد قبولها في قسم الأخبار بالإذاعة وعملها لمدة عام في قسم الاستماع السياسي، قررت هدى العجيمي خوض امتحان آخر أعلنت عنه الإذاعة لطلب مذيعين، ليستمر هذا الامتحان ثلاثة أشهر، وبدأ باختبار تحريري أقامه ديوان الموظفين، ومن يجتاز هذا الاختبار ينتقل إلى امتحان شفوي أمام عمالقة الإذاعة آنذاك، مثل بابا شارو (محمد محمود شعبان)، وعبد الحميد الحديدي، وجلال معوض، والدكتور مهدي علام.

قبل مثولها أمام اللجنة المشكلة من كبار الإذاعيين، كانت هدى العجيمي تجلس في الاستراحة مع عدد كبير من الشباب والشابات، وكلهم يعانون من توتر شديد ويتناقلون شائعات حول مدى صعوبة الامتحان، والذي زاد خوفها عندما ذكر أحدهم أن رئيس الإذاعة عبد الحميد الحديدي معروف بأسئلته الغريبة، وشغفه بالجغرافيا، وسؤاله عن الأماكن. كانت هدى لا تعرف شوارع القاهرة وميادينها جيدًا، إذ كانت تتنقل فقط بين المنزل والجامعة، وفقًا لما كتبته العجيمي في أحد الصحف عن تجربتها الأولى بالإذاعة

"هدى" لأحمد شوقي سر قبول العجيمي بالإذاعة المصرية

وعندما حان دورها للمثول أمام اللجنة، توقعت هدى الرسوب لا محالة، لكن عندما دخلت اللجنة وذكرت اسمها، بادرها الدكتور مهدي علام بالتحية قائلًا: "أهلًا يا ست هدى.. هل تعرفين من هي الست هدى في حياتنا الثقافية؟" أجابت بثقة وسرعة: "نعم أعرفها، الست هدى هي مسرحية شعرية كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي، وهي مسرحية فكاهية عن سيدة مزواجة تزوجت تسع مرات".

واستطردت هدى في سرد بقية القصة التي كانت قد قرأتها وتعرفت على أشعارها وقيمتها الفنية، وكانت إجابتها وافية لدرجة أنه لم يسألها أحد عن شيء آخر بعدها، بل طلبوا منها فقط قراءة نصين، أحدهما باللغة العربية والآخر بالإنجليزية.

نجحت هدى العجيمي، لتكون الفتاة الوحيدة التي فازت بالوظيفة مع 19 شابًا، لتلتقي برئيس الإذاعة الذي قام بتوزيع الجميع على أقسام العمل الإذاعي، وخُصص الشباب ذوو الأصوات القوية لقسم المذيعين لقراءة نشرات الأخبار، أما هدى فقد عُقدت لها لجنة استماع خاصة بمشاركة الإذاعي جلال معوض وعندما سمعها، قرر توزيعها على برامج المنوعات، مما أصابها بالبكاء. 

حينها، شرح لها جلال معوض طبيعة الأصوات المناسبة للميكروفون، وسألها: "هل تعرفين آمال فهمي المذيعة الشهيرة؟ إنها في قسم المنوعات الذي اخترته لكِ". ثم طلب عبد الحميد الحديدي أن تقابل الإذاعية صفية المهندس، مديرة المنوعات، ولم تصدر صفية المهندس أي قرار رسمي بعد اللقاء، بل اصطحبت هدى من يدها إلى إحدى الغرف وأشارت إلى مكتب صغير قائلة: "هذا هو مكتبكِ." وفي صباح اليوم التالي، فوجئت بزيارة من الإذاعي المأمون أبو شوشة الذي قدم لها وردة حمراء.

إخراج أطول برنامج إذاعي وبداية “مع الأدباء الشباب”

في عام 1959، فكرت صفية المهندس في تطوير برامج المرأة، فاستحدثت شكلًا جديدًا للبرنامج يجمع بين المنوعات والبرامج الاجتماعية وأطلقت عليه اسم "إلى ربات البيوت". 

بدأت هدى العجيمي بتقديم بعض فقرات البرنامج، ثم أسند إليها إخراج أطول مسلسل إذاعي وهو "عائلة مرزوق أفندي".

في بداية عام 1971، حصلت هدى العجيمي على بعثة دراسية إلى ألمانيا للتدريب في معهد برلين للدراما وبرامج الشباب بالإذاعة الألمانية. 

وبعد عودتها، قدمت برنامج "زهور وبراعم"، الذي كان نواة لبرنامجها الشهير "مع الأدباء الشبان". أصبح هذا البرنامج نافذة للمواهب الشابة لعرض أعمالهم الأدبية على الجمهور، واستمر لما يقرب من 25 عامًا، قدمت فيه هدى العجيمي خريطة تفصيلية للحركة الأدبية في أنحاء مصر.

رحلة هدى العجيمي بالأدب

اختيرت هدى العجيمي عضوًا بمجلس إدارة اتحاد كُتّاب مصر من عام 1997 وحتى عام 2001. قدمت للمكتبة العربية العديد من مؤلفاتها القيمة، وحظيت بالحب والتقدير. 

ومن أبرز مؤلفاتها روايتها "سنوات الحب والحظ"، التي تعد من روايات السيرة الذاتية، حيث نجحت من خلالها في تقديم عرض مفصل لرحلتها من مدينة بورسعيد، كشاهدة عيان على قسوة التهجير والقتل والشتات خلال أيام العدوان.

ونالت هدى العجيمي جوائز من صندوق الأمم المتحدة للسكان عن أفضل تغطية إعلامية لمؤتمر المرأة في بكين، وعن أفضل برنامج من إذاعة كولونيا، بالإضافة إلى العديد من شهادات التقدير.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية