رئيس التحرير
عصام كامل

تحت ستار المنطقة الآمنة والعازلة.. الاحتلال الإسرائيلي يعيد رسم الحدود بالنار والجرافات.. وخطر وجودي يهدد قطاع غزة

غزة،فيتو
غزة،فيتو
18 حجم الخط

 في زمن تتكلم فيه المدافع بصوت أعلى من القانون، وترسم الحدود لا بالحبر بل بالدم، تطل غزة من بين ركامها مدينة تقاتل من أجل البقاء، لا أمام عدو يهدد وجودها فحسب، بل في مواجهة محو ممنهج لمعالمها.

غزة، التي كانت يوما خريطة نابضة بالحياة، صارت الآن بقعا متناثرة من الدخان والحصار، يتبدد اسمها في نشرات الأخبار تحت عناوين "المناطق العازلة" و"أوامر الإخلاء". لكن تحت هذا الركام، يعيش الناس... يقتلعون من بيوتهم، يزاحون عن أرضهم، ويطردون من التاريخ والجغرافيا على حد سواء.

 

ومن رفح إلى خان يونس، ومن الحدود شرقا حتى البحر غربا، يتقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي لا كمحتل مؤقت، بل كمهندس تغيير ديموغرافي وجغرافي، يفرغ الأرض من ساكنيها، ليشيد على أنقاضها منطقة تسمى "آمنة"... لكنها خالية من الفلسطينيين، تسحب الخرائط من أيدي الجغرافيين، وترسم على وقع القصف وتحت ظلال الطائرات".

منذ استئنافها للعمليات العسكرية قبل نحو ستة أسابيع، بدأ الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ خطة واضحة المعالم لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في قطاع غزة. وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 70% من أراضي القطاع باتت مصنفة كمناطق عسكرية مغلقة أو مناطق إخلاء. 

جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يبرر عمليات الإخلاء بأنها لحماية المدنيين، يهدد كل من يبقى في هذه المناطق باعتباره "هدفًا مشروعًا". والنتيجة؟ نصف مليون فلسطيني نزحوا مؤخرًا إلى مناطق أصغر، أكثر ازدحامًا، وأقل قدرة على استيعاب المزيد من البشر.

 

رفح نموذجا للابتلاع

في رفح شنت إسرائيل أوسع عمليات التوسع في "المنطقة العازلة"، وأمرت بإخلاء آلاف المدنيين، تمهيدا لما سمته "تأمين ممر فيلادلفيا".

وربطت إسرائيل هذا التوسع بما تسميه منع تكرار هجوم السابع من أكتوبر 2023، معتبرة أن هذه الإجراءات الأمنية قد تستمر شهورًا وربما سنوات، في إشارة إلى نية مبيتة للاحتلال طويل الأمد.

 

التوسع بلا رجعة

 اللافت أن العديد من المسئولين الإسرائيليين لمحوا إلى أن هذه المناطق - الممتدة من الحدود حتى شمال خان يونس - لن تعاد للفلسطينيين. وفي الميدان، يتم التعامل معها كأراضٍ إسرائيلية عسكرية محظورة، يُمنع الفلسطينيون من دخولها تحت طائلة القصف أو الاعتقال.

 

العواقب الإنسانية كارثية

 وكالات الإغاثة الإنسانية تُحذر من أن توسع المنطقة العازلة أدى إلى عزل عشرات آلاف الفلسطينيين عن آبار المياه، والمراكز الطبية، وحتى عن المساعدات الغذائية التي أصبحت نادرة في ظل الحصار الكامل المفروض على القطاع منذ ما يزيد عن شهرين.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن نصف آبار المياه في غزة باتت في مناطق إخلاء، إلى جانب تدمير عدد كبير من الحقول الزراعية التي كانت مصدر رزق رئيسي للسكان.

 

كان هناك وقف لإطلاق النار

 الهدنة التي تم التوصل إليها في يناير الماضي كانت تنص على انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية، مع الإبقاء على "منطقة عازلة" عرضها ما بين 700 إلى 1000 متر داخل أراضي غزة. هذه المنطقة وحدها شكّلت 14% من مساحة القطاع، وحرمت عشرات الآلاف من العودة إلى منازلهم.

لكن منذ استئناف القتال، تمددت هذه المنطقة لتشمل مناطق جديدة، وباتت الخريطة تتقلص على أهلها، بينما تتسع على حسابهم لصالح جيش الاحتلال.

في غزة، لا تُسقط الطائرات فقط القنابل، بل تُسقط معها الجغرافيا، ومع كل شبر يُقضم من خريطة القطاع، يُقضم جزء من الحق الفلسطيني، ويُحاصر الحلم أكثر.

لكن التاريخ - وإن كتبته القوة حاليا - لا يخلد إلا من يقف على الجانب الصحيح من الحقيقة، وغزة، رغم كل الخرائط الجديدة، تظل هناك شاهدة، ومنتصرة بصمودها حتى ولو محيت من الورق.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية