نزع سلاح حماس.. الورقة الأخيرة لوقف الحرب فى غزة.. عضو بمنظمة التحرير الفلسطينية: أنصح الحركة بإنهاء ذرائع الاحتلال
تتحول البيوت إلى قبور، يترقب الجميع صمت المدفع أو الاستشهاد، وبالرغم من ذلك يرفضون مغادرة الأرض، يفضلون الدفن فى أعماقها عن ترك سطحها.. هكذا أصبح حال الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة بعد نحو 19 شهرا من العدوان الإسرائيلى الغاشم على القطاع، بزعم عقاب حماس على أحداث طوفان الأقصى التى قامت بها المقاومة الفلسطينية فى 7 أكتوبر 2023.
منذ تلك اللحظة دخلت مصر إلى جانب قطر وأمريكا، كوسطاء فى رحلة بحث طويلة عن حلول تنهى المقتلة الدائرة فى غزة، ولم تبخل القاهرة بجهودها فى سبيل إنقاذ الأشقاء والحفاظ على القضية الفلسطينية كقضية أمة فى ظل المساعى الرامية إلى تصفيتها عبر مخطط التهجير القسري.
ومع جولات التفاوض بين القاهرة والدوحة، وبحضور أطراف أمريكية كانت فى الماضى محسوبة على إدارة بايدن الديمقراطية، واليوم بات الجمهورى ستيف ويتكوف مبعوث ترامب للشرق الأوسط الحاضر على طاولة التفاوض ورغم التنازلات التى قدمتها المقاومة خلال الجولات الماضية ونتج عنها تبادل أسرى بين الجانبين، فخخت إسرائيل المفاوضات ونقضت اتفاق وقف إطلاق النار، وتشترط اليوم نزع سلاح حماس وإبعاد قادتها عن القطاع، وفى سبيل تحقيق ذلك لا يسلم الوسطاء خصوصا مصر من بث أكاذيب صهيونية تهدف لتشويه دورها.
المفاوضات التى عقدها نتنياهو وعصابته اليمنية المتطرفة، جاءت بشروط تعجيزية متعلقة بما وصفها بأنها «خطوط حمرا» تتمثل فى الإصرار على نزع سلاح المقاومة وخروج حماس من أى معادلة سياسية، وأصبحت العنوان الأهم للمرحلة المقبلة، فهل تقبل الحركة تلك الشروط رغم إبداء استعدادها لذلك شريطة الحزمة الشاملة، أم تتمسك بموقفها فى ظل قناعة الجميع بمخالفة الصهاينة للعهود والوعد، وربما يجد نتنياهو ذريعة جديدة لاستمرار المقتلة فى غزة.
يرى الدكتور شفيق التلولى عضو المجلس الوطنى الفلسطيني، أنه فى حال تعاطت حماس مع طرح تسليم الأسرى وترك سلاحها والتخلى عن حكم غزة، فإن ذلك ينزع ذريعة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لاستمرار عدوانه على غزة وصولا لتحقيق أهدافه الشخصية وأهداف حكومته اليمنية الرامية لتهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم.
وأوضح لـ فيتو، أن تخلى حماس عن السلاح يفسح المجال لمصر من أجل تنفيذ خطتها التى صارت خطة عربية وإسلامية لإعادة إعمار غزة وإنفاذ قرارات القمة العربية الأخيرة وتمكين السلطة الفلسطينية وحكومتها من العمل فى قطاع غزة، وبالتالى تفويت الفرصة على رئيس الحكومة الإسرائيلية الذى يبيد الشعب صاحب الأرض بذريعة تحرير الأسرى وأمن “إسرائيل” وأصبح يروج لفكرة نزع سلاح حماس باعتباره ورقة رابحة له، ووصفة ناجعة لعدم انهيار حكومته بما يحيطه من تداعيات وضغوطات داخلية رافضة لاستمرار الحرب على غزة.
ونوه عضو المجلس الوطنى الفلسطيني، بأنه لم يعد مقبولا وجود حماس لا دوليا ولا عربيا ولا فلسطينيا، وهذا يستدعى عدم المكابرة واستمرار المراهنة والمقامرة والاستئثار بالقرار السياسى فيما يخص غزة، كما استأثرت بقرار السابع من أكتوبر، وفرضت تداعياته على الفلسطينيين وعلى العرب وعلى المنطقة.
وأشار إلى أنه فى حال رفض الحركة التخلى عن السلاح والابتعاد عن المشهد السياسي، فهذا يعنى استمرار العدوان دون جدوى سوى ورقة الأسرى المتبقية بيدها، ويبدو أن نتنياهو فى استئناف حربه على غزة قرر حسم الأمر بالقوة حتى لو على حساب أسراه فى القطاع والتفاوض تحت النار لتجريدها من تلك الورقة المتبقية لها بعد فقدان حلفائها فى المنطقة من أذرع ما يسمى بمحور المقاومة، وفقدانها الحاضنة الشعبية التى تواجهها الآن برفض الحرب ورفض استمرار وجودها إضافة إلى تقويض قدراتها التسليحية نتيجة المواجهات خلال الأشهر الماضية، ولم يعد أمامها سوى التعاطى مع المبادرة العربية والرؤية المصرية فى حل أزمة غزة باعتبارها الأقرب لفلسطين.
وأشار إلى أن حماس تعلم أن نزع السلاح يعنى نهايتها وهى تريد أن تكون موجودة تحت واقع القوة والإنفراد بالقرار بشكل عام وليس ضمن المكون الفلسطينى العام، ولكن أكثر الطرق لإعادة تموضعها هو تحولها إلى حزب سياسى كما تسرب مؤخرا، يقتصر دورها على السياسة والتواصل الاجتماعى تحت منظومة رسمية حاصلة على اعتراف دولى ودعم إقليم.
من جانبه قال اللواء الدكتور محمد أبو سمرة، رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، أن ملامح المشهد السياسى الفلسطينى الداخلى فى غاية التعقيد فى ظل استمرار حرب الإبادة والتطهير العرقى التى يواصل شنها العدو الصهيونى المجرم ضد شعبنا الفلسطينى المظلوم الأعزل فى قطاع غزة المدمر المنكوب والضفة الغربية المحتلة.
وتابع: ربما يكون من الصعب استباق الإجابة على بعض الأسئلة فيما يتعلق بسلاح المقاومة، عدا أن بعضها يجب توجيهه إلى حماس لتقدم هى الإجابات المناسبة عليها وفق رؤيتها وحساباتها الخاصة، ومن ناحيتنا نرى وننصح قادة الحركة بالاستجابة الكاملة للمبادرة المصرية الحريصة على المسارعة بوقف حرب الإبادة والعدوان الصهيونى ضد قطاع غزة، ووقف نزيف الدم الفلسطينى المتواصل، وفتح المعابر والبدء بعمليات الإغاثة العاجلة والسريعة لشعبنا وأهلنا الذين يعانون أشد المعاناة جوعًا وعطشًا وحصارًا ومنعًا وفقدانًا للعلاجات والأدوية وأبسط احتياجات الحياة الإنسانية فى القطاع المحاصر والمدمر والمنكوب، ثم البدء بعمليات إعادة إعمار القطاع الذى زادت نسبة التدمير فيه عن 90٪ من مبانيه ومنشآته، بينما دمر العدو الصهيونى النازى كامل بنيته التحيتة.
وقال: الوقت لم يعد يحتمل المزيد من المراوغة السياسية والتفاوضية، فكل ثانية تمر على شعبنا المنكوب يقدم فيها المزيد من الدماء والأرواح البريئة والشهداء والجرحى المظلومين، فما يعيشه قطاع غزة من فظائع ومصائب ونكبات وكوارث وأهوال، تعتبر أبشع نكبة ومأساة وكارثة تشهدها وتعرفها البشرية منذ بدء الخليقة، وهى أم النكبات والمآسى والكوارث والمصائب، والوقت فى غزة ليس من ثوانى ودقائق وساعات وأيام، إنما هو من دم وأرواح وشهداء ومصائب ودموع وأحزان وأهوال وكوارث وفقد ودموع وجوع وعطش وموت حرقًا وقصفًا وجوعًا وعطشًا الوقت فى غزة من دم وبارود.
فيما طالب الدكتور عبد الهادى مطاوع المحلل السياسى الفلسطينى، أن تجرى حركة حماس مراجعات وتعيد ترتيب أولوياتها السياسية، مشيرًا إنه أن مازال يوجد مؤيدين لها فى غزة ولكن القاعدة الكبيرة التى انطلقت منها منذ السيطرة على الحكم فى غزة لم تعد موجودة الآن، وهذا يستدعى غيابهم عن الحكم فى القطاع حتى يعودوا ويقبلهم الناس مرة أخرى.
ونوه إلى أن إعلان حماس رفضها استمرار الحرب فى الوقت الذى استطاع نتنياهو تنفيذ مخططه، وأصبح أقرب للتهجير من أى وقت مضى والرهان على أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، سوف يمارس ضغوطا لوقف الحرب، رهان خاطئ سوف يدفع ثمنه الشعب الفلسطينى، معتبرا، أن تمسك حماس بالسلاح يعرقل الأمور بشكل كبير، متسائلًا عمن الذى سيضمن للدول المانحة عدم تكرار ما حدث، وبقاء حماس مع الأسف بات يوفر للاحتلال الذريعة لاستمرار الحرب واحتلال القطاع والحديث عن التهجير القسرى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
