حكاية هروب الأطباء من جحيم "مشرحة" الحكومة!
تصاعدت أزمة هجرة الأطباء المصريين للخارج بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، خاصة في الوقت الذى تعانى فيه المستشفيات خاصة الحكومية من نقص عدد الأطباء وكذلك أطقم التمريض، وهو الأمر الذى جعل هناك دعوات برلمانية لفرض قيود صارمة لإلزام الأطباء بالعمل داخل البلاد لنحو خمس سنوات على الأقل قبل التفكير في الهجرة..
وهذا الأمر أثار جدلًا واسعًا زادت من حدته تلك التصريحات التى أدلى بها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والتى جائت صادمة، حيث أكد أن هجرة الأطباء للخارج تحقق عائدا ماليا واقتصاديا للدولة، وأن هذا جزءا من سياسة الدولة وأن هناك رؤية لمضاعفة أعداد خريجي الطب نتيجة الطلب المتزايد، فالدولة تشجع أبناءها للحصول على فرص عمل في الخارج!
موضحًا أنه تم رصد طلب متزايد على الفرق الطبية المصرية، وبمجرد عرض الأمر على القيادة السياسية تم التوجيه بمضاعفة أعداد الخريجين من الكليات الطبية وتشجيعهم على السفر للخارج.
واسترسل مدبولي في تصريحاته حيث قال أنه تم مضاعفة أعداد الخريجين من كلية الطب ووصل خلال السنوات الأخيرة إلى 21 ألف طبيبًا سنويًا، ومن المستهدف أن يصل عدد الخريجين بعد 6 سنوات 29 ألف خريج..
زاعما أن سفر الأطباء خلال السنوات الأخيرة لم يؤثر على المورد البشري الطبي في مصر، لافتًا إلى أن القطاع الصحي في مصر شهد تطورًا كبيرًا خلال لسنوات الأخيرة، حيث تم بناء مستشفيات على أحدث المستويات قد تتفوق على بعض مستشفيات القطاع الخاص.
رغم أن هذه التصريحات تتسم بنوع من التجميل خاصة في ظل الأزمات اليومية التى يتعرض لها المرضى في المستشفيات الحكومية والجامعية إلا أنها تستوجب الحفاظ على العنصر البشرى الذى تقع على عاتقه هذه الأعباء الجسيمة، وبخاصة فئة الأطباء الذين يحصلون على رواتب هزيلة مقارنة بالأجور المرتفعة التى يحصل عليها الطبيب في الخارج وبخاصة في مستشفيات دول الخليج وهو الأمر الذى يجعل لعاب كل طبيب يسيل ويسعى لتحريك وجهته إلى تلك الدول.
ومن العار أن يتبنى رئيس الوزراء وحاشيته خطة لزيادة عدد الأطباء ليس لمعالجة الأزمة الصحية في الوطن وإنما بهدف تصدير هؤلاء الأطباء للخارج حتى يستفيد الغرباء بخبراتهم الطبية، أما المرضى فلهم الله "وكده كده محدش بيموت ناقص عمر".. منطق غريب يعكس مدى عدم الحرص على صحة المواطنين.
لقد تناسى الدكتور مدبولى أن آخر إحصائية رسمية أصدرها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء نهاية العام الماضى تؤكد أن عدد الأطباء فى مستشفيات الحكومة يبلغ 100.7 طبيب فقط أي أنه يوجد 12 طبيب فقط لكل 10 آلاف مواطن..
كما تشير الإحصاءات إلى أن نحو 11 طبيبا يتقدمون باستقالاتهم يوميا بهدف الهروب من مشرحة الحكومة، والبحث على مورد رزق آخر خارج البلاد بعد أن وضعتهم مصر على الطريق وتحملت نفقات تعليمهم طول سنوات دراستهم ليصبحوا مؤهلين للعمل في تلك المهنة المقدسة.
كل الشواهد تؤكد أن تلك الحكومة لا يعنيها من قريب أو بعيد حالة المريض في مصر، ففى العام الماضى اتخذت الحكومة قرارا عجيبا بإلغاء تكليف الأطباء بما يعنى فسخ العلاقة بين خريجى كليات الطب وبين المستشفيات الحكومية، وهو الأمر الذى جعل بوصلة الأطباء تتجه نحو الهجرة..
ثم يأتى قرار كارثى آخر لتلك الحكومة يتعلق بطرح المستشفيات العامة للاستثمار بما يسمح للقطاع الخاص المصري والأجنبي بتأجير المستشفيات كحق انتفاع غير محدد المدة مع السماح للمستثمرين بالاستغناء عن عدد من الأطباء وأطقم التمريض والعاملين باعتبارها عمالة زائدة، مع الحق في تعيين أى عناصر أخرى سواء مصريين أو أجانب، وقد صدر قانون بذلك ووافق عليه مجلس النواب وهو قانون تنظيم منح التزام المرافق العامة لإنشاء وإدارة وتشغيل المنشآت الصحية ويجرى حاليا عرض 160 مستشفى عام بمختلف المحافظات على القطاع الخاص.
كما أن ما يحدث من تخريب متعمد في التعليم العالي ليس ببعيد عن أزمة تخفيض عدد الأطباء، حيث أن الهدف من القرارات التخريبية التى يتخذها وزير التعليم العالي هو العمل على إغلاق أبواب الجامعات الحكومية في وجه طلاب الطبقات غير القادرة من خلال ارتفاع درجات القبول بكليات الطب، أما الطالب الذى لديه القدرة المالية على تحمل فاتورة الدراسة في كلية الطب فأبواب الجامعات الأهلية مفتوحة له، وهو الأمر الذى أدى إلى تخفيض عدد طلاب كليات الطب خلال السنوات الأخيرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا