رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة جدعان


مع اقتراب الذكرى الثانية لثورة يناير؛ يجب أن يعلم الشباب الثورى أنه سيخوض معارك ضارية وعنيفة منطلقا فى ذلك من أهدافه الثورية التى تهدف إلى تعرية وفضح الأساليب الانتهازية؛ والأيدولوجيات المخادعة؛ والتى تستخدم فى سبيل وصولها لرأس الدولة أى وسيلة قد تصب فى تحقيق أهدافها الزائفة؛ لابد أن يهيئ الشباب الثورى نفسه للدفاع عن مبادئ ثورته المجهضة، منطلقا فى ذلك نحو جماعة اعتقدت لفترات أن الانكسار الثورى الذى نتج عن شعبية الثورة وفقدانها القيادة المخلصة التى تستطيع أن تعبر بها الى شاطئ الأمن والاستقرار وتحقيق أهدافها السامية؛ وهذا كان متوقعا حتى قبل أن يتم خلع الطاغية السابق.

 
على رفاق الميدان أن يعلموا أن شرارة الثورة الحقيقية لابد أن تكون مسلحة بالإرادة وخلق موجات ثورية جديدة تتفادى بها الأخطاء ومشاهد الانكسار والإحباط التى أفرزتها فشل الأولى فى تحقيق أهدافها، حتى وإن أبهرت العالم وأثمرت عن خلق جيل جديد بمقدوره استكمال الخط الثورى؛ عليكم أن تعلموا أن انتفاضتكم المستمرة قد أحدثت زلزالا تصدعت به قلاع الجماعة المحظورة، ولكنها لم تهدم بنيانها العتيد حتى الآن؛ لابد أن تتوحد الصفوف وأن تكون مسلحة بالواقعية والثورية؛ وألقوا وراء ظهوركم أحلامكم الرومانسية؛ وأنكروا ذاتكم؛ وحاربوا الضجيج السياسى؛ والاندفاع والثرثرة الثورية؛ وحرضوا جموع الشعب على التذمر والارتقاء فوق الخلافات السياسية والعقائدية والطائفية؛ وتوجيهها نحو مجرى الثورة.

لرفاق الميدان أقول النضال القادم مرير؛ وبقدر مرارته ستكون حلاوة الانتصار؛ سيروا على طريق النضال الثورى التحررى وأسقطوا الطاغية المتاجر بدين الله وبدماء الشهداء؛ حرروا العقول وأزيلوا عن العيون عصابتها؛ إياكم أن تتباكوا على ما مضى؛ واجلعوا دماءكم وأوراحكم أرخص ما يستحقه منكم وطنكم. افخروا بأنفسكم وتكاتفوا وأخلصوا فى نضالكم التحررى؛ واحذروا أن يتسرب اليأس إليكم.

لجيش مصر أقول خسرتم كثيرا مع مجلس مبارك العسكرى الذى أتم صفقته مع الجماعة الإخوانية والتى أتت برجلهم رئيسا؛ لا تعادوا الشعب واحذروا الغضب القادم؛ كونوا كما كنتم دائما أبناء مصر ودرعها الواقى؛ حرروا مصر من طاغيتها؛ وابتعدوا؛ فما للجيش للجيش؛ وما للسياسية للساسة.
الجريدة الرسمية