مواجهة ترامب وحلف الناتو.. تهديدات قد تعيد تشكيل الأمن العالمي.. الرئيس الأمريكي يضغط للحصول على تمويلات مقابل الدفاع عن الأعضاء
أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، إثارة الجدل حول التزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، معيدًا بذلك مخاوف الحلفاء الأوروبيين من سياسات أمريكية قد تعيد تشكيل الأمن في القارة العجوز.
تصريحات ترامب الأخيرة، التي أكد فيها أنه لن يدافع عن الدول الأعضاء في الناتو إذا لم تدفع ما يكفي على نفقاتها الدفاعية، أثارت عاصفة من القلق، إذ إنها تتعارض مع المبدأ الأساسي للحلف، وهو الدفاع المشترك، المنصوص عليه في المادة الخامسة من ميثاقه.
ترامب والناتو.. تهديد بالانسحاب أم ضغط للحصول على تمويل؟
تصريحات ترامب لم تكن مفاجئة تمامًا، فقد سبق أن شكك في جدوى استمرار الولايات المتحدة في لعب دورها التقليدي كضامن للأمن الأوروبي. وكما فعل خلال ولايته الأولى (2017-2021)، عاد ليؤكد أن واشنطن لن تتحمل العبء الأكبر من تمويل الحلف بينما بعض الدول الأعضاء لا تفي بالتزاماتها المالية. ومن بين أفكاره المثيرة للجدل، طرح إمكانية تقديم الدعم فقط للدول التي تنفق ما يعادل 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو الحد الذي أقره الحلف لكنه لا يُطبَّق بالتساوي بين جميع الأعضاء.
يرى محللون أن ترامب يستخدم الناتو كورقة ضغط لتعزيز موقفه التفاوضي، سواء مع الحلفاء الأوروبيين أو في مواجهة روسيا والصين. فبينما كان الرئيس جو بايدن يسعى لتعزيز التحالفات وتقوية موقف الناتو، يبدو أن ترامب يتبنى استراتيجية مختلفة، تتمثل في تخفيف التزامات الولايات المتحدة الخارجية والتركيز على المصالح الأمريكية الضيقة.
أوروبا في موقف صعب.. هل تبحث عن بديل؟
تهديدات ترامب المتكررة بزعزعة التزام واشنطن تجاه الناتو دفعت القادة الأوروبيين إلى البحث عن خيارات بديلة لتعزيز أمنهم، في حال قررت الولايات المتحدة تقليص دعمها العسكري. وأثار هذا الحديث نقاشًا في الأوساط السياسية الأوروبية حول ضرورة تطوير جيش أوروبي مستقل عن الحلف، وهي فكرة لطالما دعمتها فرنسا وألمانيا، لكنها لم تحظَ بإجماع أوروبي كامل بسبب الاعتماد الطويل على المظلة العسكرية الأمريكية.
ويرى مراقبون أن سياسة ترامب قد تدفع الاتحاد الأوروبي إلى تسريع خطواته نحو تحقيق استقلالية دفاعية، خاصة مع تصاعد التهديدات الأمنية من روسيا وتنامي التحديات في مناطق مثل الشرق الأوسط وأفريقيا.
زيلينسكي وترامب.. رهان خاسر؟
إحدى القضايا المتشابكة في موقف ترامب من الناتو هي الحرب في أوكرانيا. فقد دعمت إدارة بايدن كييف بمساعدات ضخمة تجاوزت 150 مليار دولار، لكن إدارة ترامب الجديدة تتبنى نهجًا مختلفًا، حيث يشكك فريقه في مدى فاعلية هذه المساعدات، ويزعم أن جزءًا منها لم يُستخدم في الأغراض العسكرية كما كان مخططًا.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان يراهن على فوز بايدن أو المرشحة الديمقراطية المحتملة كامالا هاريس لضمان استمرار الدعم الأمريكي، لكن فوز ترامب وضعه في مأزق، إذ أن الإدارة الجديدة قد تدفع نحو مفاوضات مع موسكو بدلًا من استمرار الدعم المفتوح لكييف.
روسيا وحسابات ترامب الجيوسياسية
يبدو أن ترامب يتبنى رؤية مغايرة لملف الأمن الأوروبي مقارنة بسلفه. فهو يرى أن روسيا لديها "أسباب مشروعة" للقلق من توسع الناتو في شرق أوروبا، ويعتقد أن من الممكن التوصل إلى صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشرط أن تضمن المصالح الأمريكية دون التورط في صراعات طويلة الأمد.
هذا الموقف يثير مخاوف أوروبية، حيث تعتبر دول مثل بولندا ودول البلطيق أن أي تراجع أمريكي عن التزامات الناتو سيتركها مكشوفة أمام موسكو. وبالفعل، بدأت هذه الدول في تكثيف إنفاقها العسكري تحسبًا لأي تغيير في السياسات الأمريكية.
الانعكاسات على الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية
بعيدًا عن أوروبا، فإن تحولات السياسة الأمريكية في عهد ترامب قد يكون لها تأثير مباشر على قضايا الشرق الأوسط. فبينما كان بايدن يؤيد حل الدولتين كإطار لحل القضية الفلسطينية، يبدو أن ترامب سيعود إلى نهج "صفقة القرن"، الذي يركز على إبرام اتفاقات تطبيع وتفاهمات اقتصادية بدلًا من الحلول السياسية الشاملة.
كما أن الموقف الأمريكي من حزب الله وحماس قد يشهد تغييرات، حيث تُطرح تساؤلات حول إمكانية تفاوض إدارة ترامب مع قوى غير حكومية في المنطقة، إذا كان ذلك يخدم المصالح الأمريكية.
هل تقود سياسات ترامب إلى تفكك الناتو؟
ويبقى السؤال الكبير: هل سيؤدي نهج ترامب إلى إضعاف أو حتى تفكيك الناتو؟ من الناحية العملية، من الصعب تصور تفكك الحلف في المدى القريب، لكنه قد يشهد تغييرات جوهرية، سواء من حيث الأدوار التي تلعبها الولايات المتحدة داخله، أو في مدى التزام الدول الأعضاء بتعهداتهم الدفاعية.
وستحدد الأشهر القادمة ما إذا كانت تهديدات ترامب ستظل مجرد تكتيك تفاوضي، أم أنها ستتحول إلى قرارات فعلية قد تعيد تشكيل النظام الأمني العالمي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
