رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ محمد الليثي، التحق بالإذاعة في ريعان شبابه وقرأ في كل المحافل العربية والدولية

الشيخ محمد الليثي،
الشيخ محمد الليثي، فيتو
18 حجم الخط

هو أحد أبرز أركان دولة التلاوة المصرية، لقب بعملاق القراء، وسبقت شهرته الإذاعة قبل أن يلتحق بها عندما كان فى ريعان شبابه، حيث رزقه الله صوتًا لا مثيل له، كما قرأ فى جميع المحافل العربية والدولية، إنه القارئ الشيخ محمد محمد أبو العلا، المعروف إعلاميًّا بـ "محمد الليثي"، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2006. 

نشأته

ولد الشيخ محمد الليثي في الأول من شهر يوليو عام 1949 في قرية النخاس التابعة لمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وكان جده ووالده من حفظة القرآن الكريم وكان لهما مكتب لتحفيظ القرآن الكريم، وعند زيارة والده وجده آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كالإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة رضي الله عنهم، فنذر الوالد إن رزق ولدًا يسميه محمد ويهيئه للقرآن الكريم، وفعلًا قد تم له ذلك، وشجعه جده على الالتحاق لحفظ القرآن الكريم، إذ وجد فيه إقبالًا غير عادي للالتحام بصفوف الطلاب رغم عمره الصغير الذي لا يتعدى الثلاث سنوات، وهنا بدأ يحفظ القرآن الكريم، فتم الله عليه حفظ القرآن الكريم كاملًا وعمره لا يتعدى العشر سنين، ووجد الجد والأب ابنهم يتمتم بالقرآن الكريم بصوت جميل فشجعاه إلى أن قرأ في محافل القرية مع كبار القراء، ولم يجد الناس حرجًا في أن هذا الصغير يقرأ في المحافل والكل يستمع إليه بأذان صاغية، حيث كان والده هو العامل الأساسي في تكوين شخصيته، وورث القرآن من جده وتشجيعه له فأصبح القرآن الكريم له عشق الهوى والهوية.

 

الشيخ محمد الليثي
الشيخ محمد الليثي

 

سبب تسميته بالليثي

وعن اسم فضيلة الشيخ محمد الليثي، فلم يكن الليثي اسمًا لأبيه، ولكن عندما كان جده وأبيه في زيارة آل البيت وزاروا الإمام الليث بن سعد وجدوا تعلق الطفل محمد بمقام الإمام الليث بن سعد ومسجده بالقاهرة، فمن كثرة تعلق الطفل بالإمام أطلق عليه والده محمد الليثي، وأصبح معروفا بعد ذلك باسم الشيخ محمد الليثي.

وبدأ الشيخ محمد اليثي رحلته في القراءة وهو صغير وعرفه القراء الكبار آنذاك أمثال: الشيخ محمد أحمد شبيب والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الشعشاعي والشيخ البنا، وأدرك هؤلاء أن هذا ولد ليكون قارئًا. وتعلم القراءات العشر بإتقان محكم على يد العلامة الشيخ محمد العربي بقرية بني قريش مركز منيا القمح بالشرقية.

دخوله الإذاعة

لم يكن الشيخ الليثي يسعى للإذاعة؛ لأن شهرته سبقت الإذاعة بكثير، وكانت له أشرطة تعد من أشهر أشرطة السوق، وكان اسمًا كبيرًا خصوصا في فترة الثمانينات، وكان صوته عبر جميع المحافظات ويعرف اسمه الجميع في مصر وخارجها، وكان عمره آنذاك لا يتعدى الثالثة والثلاثين، فكان في مقتبل عمره صاحب أداء قوي ومميز وغير مقلد، وهذا ما يمكن أن يتميز به الشيخ عن غيره من القراء في تلك الفترة.

تقدم الشيخ إلى لجنة اختبار القراء في عام 1986م فجازته من أول وهلة وأعجبت به إعجابًا شديدًا؛ لأن صوته فيه قوة ونبرة وبصمة، تدل على أنه قارئ جيد ولون جديد، وكأن الاذاعة تقول لمستمعيها نحن اخترنا واكتشفنا قارئًا يضاف إلى عمالقة القراء، وفعلًا أذيعت له أول تلاوة بعد إجازته بشهور قليلة، وكانت مما تيسر من سورة النور، فأضيفت إلى رصيده وذاعت شهرته في الآفاق وهو يقرأ: (الله نور السماوات والأرض)، وكانت أولى سهراته القرانية على الهواء مباشرة في عام 1988م.

للمزيد: الشيخ محمد الليثي.. أتم حفظ القرآن الكريم طفلًا.. وأتقن القراءات العشر في "بني قريش".. وظل سفيرًا فوق العادة لكتاب الله.. وتلاواته شاهدة على موهبته وإخلاصه

سفيرا للقرآن الكريم

وبعد دخوله الإذاعة ازداد الإقبال على اسم الشيخ محمد الليثي عالميا فكثرت العروض لدعوته لإحياء الليالي الرمضانية والمناسبات الدينية المختلفة، وكانت إحداها من تركيا، فاستقبله الأتراك في مطار تركيا استقبال الملوك وكان معه القارئ سيد عبد الشافي هلال، فقرأ في إسطنبول وأنقرة ونقلت جميع الاحتفالات على الهواء مباشرة، ومعروف أن الاتراك يحبون الاستماع للقراء المصريين ويقدمون الأصوات الجميلة.

 

قارئ القصرين

ودعي الشيخ الليثي في عام 1989 إلى سلطنة بروناي أغنى دولة في العالم بدعوى شخصية من السلطان حسن بلقيه، وكان الشيخ يقرأ كل يوم في قصر على مدى ثلاثين يوما، ويأتيه المسلمون والجاليات الاسلامية من كل مكان للاستماع إليه، وتم تكريمه من سلطان بروناي والذي أطلق عليه لقب "قارئ القصرين"، ورغم ذهاب أكثر من قارئ لإحياء ليالي رمضان كانت دعوة سلطان بروناي للشيخ الليثي بمفرده حتى يستمع ويستمتع بأدائه مفردًا، فأصبح ينتقل ما بين القصرين على مدى الثلاثين يومًا.

مذاق خاص

وفي عام 1990م سافر الشيخ الليثي إلى أمريكا بتكليف من وزارة الأوقاف، وكان يقول: إن أمريكا لها مذاق خاص ومختلف، فمنذ أن وصل الى نيورك انبهر فضيلته بهذه المدينة الحضارية. وتنقل فيها حيث المركز الإسلامي في ولاية تكساس، حيث استقبل استقبالا كبيرا من الجاليات الإسلامية، ورغم وجود علماء ووعاظ وخطباء وأئمة في الولاية إلا أنهم أجمعوا جميعا على تقديم الشيخ محمد الليثي لإمامة المصليين لصلاة العشاء والتروايح، وفي الرحلة أسلم على يديه ثلاثة من الأمريكيين، وكان سعيدًا جدًّا بدخولهم الإسلام لأنهم تأثروا بصوته وأدائه.

على فراش المرض

دعي  الشيخ محمد الليثي لإحياء ليالي رمضان من دولة لبنان عام 2000م، وفي منتصف الزيارة أحس الشيخ بتعب في أحباله الصوتية فقرر العودة إلى مصر فرجع مرهقًا متعبًا ومجهدًا، وزار كبار الإطباء في مصر للعلاج، وبعد رحلة مع المرض استمرت ست سنوات لم يقرأ فيها، وافته المنية في الخامس من مارس لعام 2006م، وقبل وفاته بشهر طلب أن يزور أولياء الله الصالحين؛ الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والإمام الشافعي، وكان معه ابنه القارئ محمد محمد الليثي الذي كان يقول: إن والدنا لم يورثنا سوى كتاب الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. 

فرحم الله الشيخ محمد الليثي على ما قدم للقرآن.

مقبرة الشيخ محمد الليثي
مقبرة الشيخ محمد الليثي

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية