ما تيسر من سيرة القارئ الشيخ عبد العزيز حربي في ذكراه الثانية والعشرين

تحل اليوم ذكرى رحيل القارئ الشيخ عبد العزيز حربي، وهو واحد من عمالقة دولة التلاوة ليس في مصر وحدها وإنما في العالم الإسلامي كله، ظاهرة جديرة بالاهتمام بما كان له من مكانة بين حفظة كتاب الله، وهو من أفضل من جود القرآن الكريم في الإذاعة والتليفزيون المصري، ولم يكن قارئًا للقرآن أو صاحب صوت يهز الوجدان فحسب، بل كان جامعًا لأصول القراءة وقواعدها، عالمًا بالقراءات.
نشأته وتأثره بعمالقة دولة التلاوة
وُلد الشيخ عبد العزيز السيد متولي حربي بمنطقة الزهراء عين شمس بالقاهرة في السادس من شهر نوفمبر 1920م، وكان جده حافظًا للقرآن الكريم، فشجعه هو ووالده على حفظ القرآن الكريم حتى التحق بـ "كُتّاب" الشيخ محمود معروف وجوّد على يديه قراءة حفص عَن عاصم، ثم انتقل إلى الشيخ محمد موسى بضاحية المطرية فتعلم على يديه القراءات السبع، وكان عمره لم يكن قد تجاوز الخامسة عشر، ثم راجع بعد ذلك بعض الروايات على الشيخ الجريسي شيخ مقرأة مسجد الإمام الحسين.
تأثر الشيخ حربي بصوت الشيخ محمد رفعت، فكان يصطحبه والده لسماعه كُل جمعة بمسجد فاضل باشا، فيجلس بجوار "دكة التلاوة" خاشعًا مُتدبرًا للقرآن الكريم بصوت قيثارة السماء! وكان له لقاء مُستمر بالشيخ علي محمود الذي كان يذهب لبعض أقاربه في عين شمس مرةً أو مرتين فِي الشهر، فكان يذهب الشيخ حربي إليه وينهل مِن علمه الزاخر.

أصغر قارئ بالإذاعة المصرية
ذاع صيته في القاهرة والمحافظات المجاورة، حتى رشحه إمام الخاصّة الملكية الشيخ عبد الله عفيفي للإذاعة المصريّة، فكان الاختبار في لجنة واحدة مع الشيخ أبو العينين شعيشع، عام 1939م.
نجح بامتياز في الاختبار من المرة الأولى وهو لم يتجاوز عمره يومئذ حاجز العشرين عامًا، وأصبح واحدًا من أصغر القراء اعتمادًا بالإذاعة المصرية، وقرأ لأول مرة على الهواء بالإذاعة المصرية في يناير 1940م.
وقد سجل بعض سور القرآن الكريم على أسطوانات لشركة كايروفون عام 1960م بناء على طلب الشركة، هو والشيخ طه الفشني والشيخ محمود خليل الحصري.
قرأ الشيخ حربي السورة في عدة مساجد بالقاهرة، بدأها بـمسجد جمال الدين الأفغاني، ثم مسجد الثورة بمصر الجديدة، حتى انتقل إلى مسجد المخابرات العامّة وظل فيه ثلاثين عامًا حتى وافته المنيّة.
جاء الشيخ حربي فِي زمان خير التلاوة -المُسجلة- فتميز كما تميز أقرانه باهتمامهم البالغ بأحكام التجويد والاعتناء بالوقف والابتداء، إضافة إلى النغم القرآني الراقي والجدية فِي تلاوة كتاب الله.. وكان صوته من الأصوات القوية حتى قال عنه الشيخ الشعراوي رحمه الله: صوته كالجبل (الصوت الجبلي)، دلالة على قوة صوته.
وفي سنة 1975 سافر الشيخ حربى إلى المملكة العربية السعودية، وقرأ القرآن الكريم بالمسجد الحرام وقد نال صوته وقراءته الخاشعة إعجاب جميع الحاضرين، وقد نال الشيخ حربى جائزة خاصة من عاهل المملكة العربية السعودية وقت ذلك.
كان الشيخ حربى رحمه الله يقرأ القرآن الكريم في الحفلات الدينية لأنه كلام الله لا ابتغاء أجر دنيوي، فكان يقنع بالقليل من الرزق دون طلب ولا يأخذ من الفقراء أجرًا على التلاوة عندما يدعى للقراءة عندهم.
شهادات عمالقة دولة التلاوة في الشيخ عبد العزيز حربي
شهد للشيخ عبد العزيز حربي العديد من قراء دولة التلاوة، ومن ذلك يقول القارئ الشيخ عبد الله عمران: الشيخ حربى معجزة قرآنية وموهبة فذة لا تتكرر مرة أخرى في دولة التلاوة.
ويقول القارئ الشيخ أحمد محمد عامر نقيب القراء بمحافظة الشرقية: إن فقد الشيخ عبد العزيز حربى هو أكبر فاجعة لدولة التلاوة، وعزائي الوحيد الدعاء إلى الله أن يعوض أهله ومحبيه وعشاقه عنه خيرًا، ويكفيه شرفًا وفخرًا أن صوته تشنفت به الآذان وستظل ذاكرة للأبد، وسيظل مدرسة في دنيا التلاوة، وأتوجه إلى إدارة التخطيط الديني بالإذاعة وإذاعة القرآن الكريم إذاعة التسجيلات النادرة له.
وقال القارئ الشيخ سيد عبد الشافي هلال: فقد الشيخ عبد العزيز حربى وهو القارئ وعالم القراءات مصيبة ما بعدها مصيبة؛ لتفرده في تلاوته للقرآن وحسن خلقه ودماثة طباعه، وكان فنيًّا كالريحانة في بستان الزهور.
وقال القارئ الشيخ سيد متولي عبد العال: الشيخ عبد العزيز حربى رحمه الله علامة فارقة وبارزة في دولة التلاوة، وتشعر وأنت تسمعه وكأنك في الكعبة المشرفة، وكان رحمة الله يعطي كل حرف في الكلمة حقه ومستحقه.
وقال القارئ الطبيب أحمد نعينع: يعتبر الشيخ حربى رحمه الله من الرعيل الأول، وهو قارئ متقن ممتاز وأستاذ جليل لنا جميعًا، وهو قارئ متقن أداء وصوتًا ويتمتع بالأداء الدقيق والصوت الجميل والتعايش مع كتاب الله أثناء القراءة، وأجمل ما فيه اعتزازه بإخوانه القراء.
وقال سعد عبد الله مدير إدارة الإذاعات الخارجية والمناسبات بالإذاعة: كان الشيخ عبد العزيز حربى قارئًا يمتاز بقوة الصوت والانتقال النغمي في سهولة ويسر، وكان يحرص دائمًا على العلاقة الطيبة مع زملائه ومع الناس جميعًا، فلقد كان فنانًا بارعًا فى تلاوة القرآن وإجادة أصول أحكامه بصوت المتمكن لأصول التجويد وقواعد الترتيل على أساس متين مع المحافظة على مخارج الحروف والوقف والابتداء.
وقال عنه القارئ الشيخ أحمد الرزيقي الأمين العام السابق لنقابة القراء: الشيخ عبد العزيز حربى رحمه الله قد وهبه الله آذانًا موسيقية وصوتًا مرهفًا وطريقة فريدة في الأداء والأبداع القرآني حتى نال شهرة فائقة ومكان مرموقة في الصيت والشهرة وعلو المنزلة بنبراته القوية وعذوبة صوته الحسن مع إجادة الأداء والإتقان لأحكام القراءة والتلاوة، فكان في مقدمة القراء الكبار الإذاعيين الذين نالوا شهرة كبيرة.
وقال عنه القارئ الشيخ عثمان الشبراوي: إن الشيخ عبد العزيز حربى سيظل مدرسة في دنيا التلاوة بمصر والعالم الإسلامي.
وقال القارئ الشيخ محمد عبد العزيز حصان: إن الشيخ عبد العزيز حربى من أعلام الإذاعة المصرية في قراءة القرآن الكريم، ولكنه مظلوم مع جماعة أخرى من القراء القدامى والجدد وتمر الشهور ولا نرى له إلا قراءة كل شهر أو كل ثلاثة شهور، وفي وقت لا يكون الناس في منازلهم بل في أعمالهم.
وقال عنه القارئ الشيخ محمد الليثي: إن الشيخ عبد العزيز حربي أخ كبير وأستاذ في القراءة وصاحب موهبة في قراءة القرآن، وهو مدرسة كبيرة وعبقري من عباقرة التلاوة في مصر، وكان ذا خلق حسن رحمة الله تعالى عليه.
وفاته
وقبل وفاته بأسبوع يروي ابنه سعيد الذي كان يصطحبه في رحلاته القرآنية قائلًا: "كنا في زيارةٍ للشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ المصرية وقد كان الشيخ رزق من أصدقاء والدي المقربين، فرأيت أبي يودعه بشدة على غير العادة، ومن ثمّ يوقفني عند المقابر بالسيارة قرابة الساعة ولا أدرك منه إلا سماع همساتٍ بآيات القرآن وهمساتٍ بالدعاء حتى رجعنا البيت، فما لبث حتى الليل وصعدت روحه إلى خالقها سبحانه وتعالى في ليلة 19 فبراير عام 2003 م عَن عُمر يناهز 83 عامًا، ودفن بمقابر عين شمس بالقاهرة"
وقد خرج من نسل الشيخ عبد العزيز حربي حفيد يحمل اسمه ليواصل رحلة القرآن الكريم، وهو القارئ الشاب الشيخ محمد سعيد عبد العزيز حربي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا