مسجد الرفاعي.. من مقبرة ملكية إلى صرح خالد.. يمزج بين الفنون المملوكية والمعمار الحديث.. وهذا سر إقامة الاحتفالات الصوفية داخله (فيديو وصور)
في قلب القاهرة، وتحديدًا بجوار مسجد السلطان حسن في منطقة القلعة، يقف مسجد الرفاعي شامخًا كأحد أهم المعالم الإسلامية والأثرية.
هذا المسجد ليس مجرد مكان للصلاة أو مزار سياحي عادي، بل هو نافذة على حقبة زاخرة بالتاريخ، شاهدة على تعاقب الملوك والأمراء، وتحفة معمارية مبهرة تمزج بين الطراز المملوكي الكلاسيكي والعناصر الحديثة.
بداية مسجد الرفاعي.. فكرة تتحول إلى صرح خالد
بدأت فكرة إنشاء المسجد عندما أمرت خوشيار هانم، والدة الخديوي إسماعيل، عام 1869 ببناء مسجد يليق بمكانتها الاجتماعية ويمثل مقبرة للعائلة الملكية، أرادت خوشيار أن يكون هذا الصرح تجسيدًا للفخامة والرقي، واختارت موقعًا كان يضم زاوية قديمة تُعرف باسم (زاوية الرفاعي)، نسبةً للشيخ علي أبي شباك، أحد أحفاد الإمام أحمد الرفاعي، العالم الصوفي الشهير.












وتولى المهندس المصري حسين باشا فهمي تصميم المسجد على الطراز المملوكي مع لمسات أوروبية حديثة. ورغم توقف العمل لسنوات بعد وفاة خوشيار هانم، إلا أن المسجد اكتمل في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1912.
موقع مسجد الرفاعي وتصميمه المذهل
يقع مسجد الرفاعي في حي الخليفة بميدان القلعة، في منطقة غنية بالآثار الإسلامية، حيث يجاور مسجد السلطان حسن، مما يمنح المنطقة طابعًا خاصًا، ويتميز المسجد بضخامته وروعة تصميمه الخارجي والداخلي، الذي يمزج بين الفنون المملوكية التقليدية والتقنيات المعمارية الحديثة، عند النظر إلى المسجد، يلفت الانتباه مدخله الضخم المزخرف، والذي تزينه النقوش الإسلامية البديعة، والأعمدة الرخامية التي تعكس الفخامة.
كما تتميز مئذنتاه برشاقتهما وجمال تصميمهما، حيث ترتفعان لتطلا على القاهرة القديمة، مسجد الرفاعي يتميز بمساحته الكبيرة التي تبلغ حوالي 6500 متر مربع. هذه المساحة الشاسعة تجعل المسجد ليس فقط مكانًا للصلاة، بل أيضًا موقعًا يتسع للأنشطة الدينية والثقافية، بالإضافة إلى احتوائه على الأضرحة الملكية.
المسجد مستطيل الشكل، ويبلغ طول واجهته الرئيسية حوالي 176 مترًا، مما يمنحه طابعًا مهيبًا ويجعله معلمًا بارزًا في المنطقة.

التفاصيل الفنية والزخارف لمسجد الرفاعي
ويتألق مسجد الرفاعي من الداخل بتصاميمه وزخارفه المبهرة التي تأخذك في رحلة بصرية. الجدران مزينة بالآيات القرآنية المحفورة بأيدي حرفيين مهرة، باستخدام أجود أنواع الرخام المستورد.
وتنتشر النقوش النباتية والهندسية بشكل متناغم، مع قباب مزخرفة تضفي هيبة وروحانية على المكان. يتجلى الاهتمام بالتفاصيل في كل ركن، بدءًا من الأبواب الخشبية الضخمة المنحوتة بدقة، إلى النوافذ المزخرفة بزجاجها الملون.
المقابر الملكية في مسجد الرفاعي.. قاعة التاريخ
ومسجد الرفاعي ليس مجرد مكان للصلاة، بل هو أيضًا مقبرة ملكية تضم رفات أفراد من العائلة العلوية. هنا دُفنت خوشيار هانم، والخديوي إسماعيل، وعدد من زوجاته. كما يُعد المسجد مقرًّا لضريح شاه إيران محمد رضا بهلوي، الذي لجأ إلى مصر بعد الثورة الإيرانية وتوفي فيها عام 1980.
وجود هذه المقابر جعل المسجد رمزًا للتاريخ السياسي والدبلوماسي لمصر، حيث تُحاط المقابر برفاهية وزخارف تناسب مكانة المدفونين فيها.
الأهمية الثقافية والدينية لمسجد الرفاعي
إلى جانب قيمته الأثرية والتاريخية، يمثل مسجد الرفاعي مركزًا للروحانية والثقافة الإسلامية، ويُعتبر المسجد مكانًا مميزًا للاحتفالات الصوفية، خصوصًا مولد الإمام أحمد الرفاعي، حيث يتوافد الزوار والمريدون للاحتفال في أجواء مليئة بالروحانية.
ومسجد الرفاعي ليس مجرد مبنى أثري، بل هو قطعة من تاريخ مصر، شاهدة على عصور الازدهار والملكية، وبزيارتك له، ستجد نفسك أمام لوحة معمارية تتحدث بلغة الجمال والتاريخ، حاضنة لذكريات ملوك وأحداث غيرت مسار الأمة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
