رئيس التحرير
عصام كامل

تجنيد الحريديم نيران صديقة تهدد حكومة نتنياهو.. الجماعة المتشددة ترفض الانخراط في الحرب.. يشكلون 13% من إسرائيل.. ودخولهم كارثة لجيش الاحتلال

التجنيد الإجباري
التجنيد الإجباري للحريديم يهدد الكيان الصهيوني، فيتو

تجنيد الحريديم، اعتبر العديد من الخبراء والباحثين السياسيين أن تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال الإسرائيلي يعد قنبلة موقوتة، يمكن أن تأذن بزوال الكيان، حيث يُعد  ملف تجنيد المنتمين للطائفة الأكثر تشددًا في إسرائيل، من الملفات الساخنة، التي باتت تهدد الوجود الإسرائيلي.

 

 أزمة تجنيد الحريديم تعود للواجهة 

 عاد ملف تجنيد الحريديم إلى الواجهة مجددًا، بعد مطالبات من وزير حرب الاحتلال  يوآف جالانت ومعه العديد من وزراء حكومة الاحتلال بتجنيد الحريديم كباقي أفراد المجتمع في الداخل الإسرائيلي، لكن الحريديم لم يوافقوا على ذلك، فخرجوا في مظاهرات تهديد ووعيد لحكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، في حال اتخذت حكومة نتنياهو هذا القرار، ما يعني إسقاطها، لأنهم جزء من حكومة الاحتلال المتطرفة، ومطلبهم الوحيد عدم تجنيدهم. 

Advertisements

الحريديم يتحدون حكومة الاحتلال بتمرير قانون التجنيد الإجباري، فيتو


 خرج مئات من الحريديم، مؤخرًا، ضد التجنيد الإجباري في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولم يكن الأمر سهلًا، حيث يشكل اليهود "الحريديم" المتشددين أكثر من 13% من عدد السكان في المجتمع الإسرائيلي، ووجود ملف تجنيد الحريديم على الطاولة يزيد من سخونة الأحداث، بل يشكل عبء على الكيان، يأذن بوجود مشاكل كبيرة تنخر في جسده.  

 

ملف تجنيد الحريديم الأكثر سخونة على طاولة الكيان

تشير الدراسات إلى أن الحريديم هم اليمين الإسرئيلي، المنشغل في قراءة التوراة وتطبيقها بحذافيرها، وملف تجنيدهم يُعد الملف الأكثر سخونة منذ بداية وجود الكيان، وتسبب ذلك الملف في خلق معركة سياسية بين اليسار واليمين في الكيان، فاليسار يطالب بإجبارهم على التجنيد، واليمين يدافع عنهم ويمنع تجنيدهم. 


واليهود الحريديم ضد التجنيد في الجيش، باعتبارهم منشغلون بممارسة معتقداتهم الدينية بشكل كامل، حتى إنهم ليس لديهم أي مشاركة اقتصادية، هؤلاء يعيشون على الإعانات الحكومية والمساعدات، ويمضون وقتهم في المدارس الدينية والعبادة.

 

يوآف جالانت يجدد أزمة تجنيد الحريديم

 وبرغم التوافق الذي كان يشهده الاحتلال، من عدم تجنيد أبناء طائفة الحريديم، لكن وزير حرب الكيان يوآف جالانت جدد الأزمة، منذ أيام قليلة، عندما قال: "لم نخض حربا كهذه منذ 75 عاما"، داعيا إلى تجنيد الحريديم (اليمين المتطرف) في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعدما طلب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إعادة تعبئة جنود الاحتياط من أجل الاستعداد للاجتياح العسكري في رفح.

الحريديم يرفضون التجنيد الإجباري، فيتو

  أزمة تجنيد الحريديم تجتاح الكيان كله حاليًا، فتجنيد أفراد الجماعة المتشددة له تأثير على التفكك المجتمعي الإسرائيلي، بل وزوال إسرائيل،  حيث تشير الدراسات إلى أن  "الترابط المجتمعي" أهم عوامل بقاء الدول وصمودها لأي تحديات، وهو ما تفتقده إسرائيل بشدة حاليًا، فالمجتمع الإسرائيلي حاليًا يتشكل من 3 فصائل، كل فصيل في صراع صراع محتدم مع  الاثنين الآخرين، فالمجتمع الإسرائيلي يضم 1- يمين المتطرف 2- لادينيون: ليبراليون ويسار. 3- عرب إسرائيل 21%.

وأقرأ أيضًا: أزمات تضرب جيش الاحتلال في غزة.. سقوط عشرات القتلى والمصابين بشكل يومي يهدد مسار الحرب.. وتجنيد الحريديم يهدد بقاء نتنياهو

 

تفكيك الكيان الصهيوني مرتين

 وأكدت الدراسات في الشأن الإسرائيلي أن بني إسرائيل تفككت مرتين من قبل، وذلك بسبب الصراع المحتدم بين الفصائل الإسرائيلية، حيث يؤثر هذا الصراع على الإستقرار السياسي في داخل الكيان، حيث سقطت حكومة بينت ولم تكمل عام واحد نتيجة لهذه الصراعات.

المتشددون الحريديم يرفضون التجنيد الإجباري، فيتو


يمثل المتطرفون اليهود "الحريديم" 13 % من السكان، ويعيشون حياتهم الخاصة منعزلين ومعادين للمجتمع، فالحريديم لهم استقلالية كالحكم الذاتي، ويشكلون صداعا كارثيًا، يصل كثيرًا لمواجهات عنيفة مع الآخرين ومع الشرطة ومع الاحتلال الإسرائيلي، لدرجة دعوة بعض الأحزاب إلى إعفائهم من التجنيد! ومعظمهم لا يعملون، ويعيشون على المعونات، ولهم حزبان مهمان: "شاس" للسفرديم و"يهودات هتوراه" للأشكنار.

 

بن جوريون يتعهد بعدم تجنيد الحريديم

تؤكد دراسة "الحريديم والجيش في سياق.. سؤال الدين والدولة في إسرائيل" للباحث مهند مصطفى، أن القيادة الدينية للحريديم يرفضون فكرة التجنيد الإلزامي للجيش، لسببين: الأول، تعليم التوراة لليهودي المتدين مدى الحياة، وأنه لا يجب التوقف عنها، حيث تساهم بتعزيز أمن الكيان بواسطة ما يوصف بـ "الحماية الربانية" التي يضمنها تعليم التوراة، ثانيًا: إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية مكفول في اتفاق تم توقيعه قبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيل، بين دافيد بن جوريون وحاخامات "أغودات يسرائيل". 

تجنيد الحريديم أزمة تهدد الكيان، فيتو


وتذكر الدراسة أن طلب الحريديم تجنب تجنيد أفرادهم في جيش الاحتلال، يعود إلى إدعاء قيادتهم الدينية بأن العالم الديني لليهود تم تدميره في شرق أوروبا بسبب الكارثة اليهودية، ويجب إعادة بنائه من جديد في الكيان الصهيوني. 
حافظ الحريديم على  مركز منظومتهم الدينية المتطرفة، متمثلة في تعليم التوراة، فالتوراة كانت مركز الخطاب اليهودي بعد عام 1948، واستمرت حتى الآن، وكانت معارضتها لتجنيد طالب مدارسها الدينية التوراتية في جيش الاحتلال الإسرائيلي نابعة من الخوف مما يصفوه بـ تدنيس هذا المقدس بعلمانيته وصهينته، رغم أنها لم تسلم من تصدعات أصابت منظومتها بفعل ضغط الصهيونية العلمانية والدينية عليها، بحسب دراسة "الحريديم والجيش..."

 

الاحتلال الإسرائيلي يعارض عدم تجنيد الحريديم

 وتعارض الغالبية في الاحتلال الإسرائيل السياسة الحالية، التي تقوم على فكرة تجنب تجنيد الحريديم،  ومع الخسارة الفادحة التي تعرض لها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي وضفها جالانت بأنها لم تحدث منذ 75 عامًا، فإنه بات من الضروري لدى حكومة الاحتلال أن تقوم بتجنيد أعضاء المدارس الدينية والحريديم،  وأصبحت السياسة الماضية محل إعادة النظر مرة أخرى.

تجنيد الحريديم يطيح بحكومة الاحتلال، فيتو

 يذكر المدون اليساري يوسي جورفيتس مساويء الحديث عن تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه سيؤذي ويضر الجميع، وسيكلف مبالغ طائلة من الأموال، سيثقل هذا الأمر كاهل جيش الاحتلال، حيث سيخدم رجال الحريديم في الوحدات التي يوجد بها فصل بين الجنسين، وسيكون الحريديم أقل استعدادًا للقتال، ويزيد ميزانية الجيش بالبلايين، لتغطية رواتبهم والنفقات الأخرى.

 

تزايد المتطرفين في المستوطنات من الحريديم

وفي دراسة "تجنيد المتزمتين دينيًا الحريديم كمستوطنين" لنزال صقر إلياس قال: "تجنيد المتزمتين دينيًا الحريديم كمستوطنين. فمنذ بداية الثمانينات وبسبب تزايد عدد الطلاب المتدينين المعفيين من الخدمة في الجيش الإسرائيلي بذريعة تفرغهم لدراسة التوراة بات موضوع تهرب المتزمتين دينيًا من اليهود من الخدمة العسكرية يُشكل موضوعًا ساخنًا في الخطاب الاجتماعي السياسي للاحتلال الإسرائيلي، نظرًا لتزايد عدد من أصبح يشملهم تأجيل الخدمة العسكرية، ولأن التأجيل اقترن مع خروج هؤلاء من عداد القوي العاملة، لكون التأجيل يشترط التفرغ لدراسة التوراة".

تظاهرات ضد تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال، فيتو

 وأشارت الدراسة إلى أن "سخونة تجنيد الحريديم زاد عند قرار محكمة العدل العليا مؤخرًا الذي قضى بإلغاء الإعفاء بصورة نهائية. حيث يتفاقم حجم المشكلة وتطوراتها فقد ظل الأمر، ويصبح قائمًا حتي حكومة بيجن الأولي حيث طالب المتدينون تثبيت ذلك في الاتفاق الائتلافي وجاء قانون يُحدد معايير تأجيل الخدمة في إطار اتفاق توراته فكانت الصيغة الأولى تقضي بأن يقدم الطالب الذي يريد أن يسري عليه الاتفاق تصريحًا مكتوبًا يقول فيه إن توراته حرفته ويدرج اسمه في سجل إحدى المدارس الدينية."

 

تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال قنبلة موقوتة

وأوضح الدراسة  أن الحريديم يزيد من المتطرفين في القيادة العسكرية للاحتلال، والتي وصلت إلى 40%، إلى جانب زيادة نسبة المتشددين والمتطرفين في المستوطنات سواء كمستوطنين أو حاخامات يساهمون في إشعال مشاعر الكراهية تجاه الفلسطينيين، ما يزيد من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيجد باستمرار من يضع العراقيل في أية تسوية محتملة".

مظاهرات الحريديم ضد التجنيد الإجباري، فيتو


ويؤكد الباحثون في الشأن الإسرائيلي أن تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال يعتبر قنبلة موقوتة تهدد بتفجير الانقسام داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وزوالها، فالحريديم هم طائفة متشددة تعارض العلوم الحديثة وتتمسك بأسفار العهد القديم،  وأرض الميعاد، هم ينتظرون المخلص الذى يحكم الكيان ويوحده ويجعله يسود العالم، والحريديم فى ازدياد مستمر لأنهم لا يؤمنون بتحديد النسل، ومن القربات عندهم زيادة النسل، وكان ممنوع عليهم دخول التجنيد بجيش الاحتلال، لكن نتنياهو يحاول إقناعهم بالتجنيد وهم يرفضون، بحجة أن المعركة الكبرى لم يأت آوانها بعد.


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.

الجريدة الرسمية