رئيس التحرير
عصام كامل

أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم، تفسير الشعراوي للآية 44 من سورة البقرة

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي، فيتو

سورة البقرة، تناول الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره، تفسير الآية 44 من سورة البقرة، التي وضح فيها كيف للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون لديهم مصداقية في قولهم ودعوتهم لما قد يصيب دعوتهم بالبطلان من فعل عكس ذلك.

 

سورة البقرة

 سورة مدنية، وتعد أول السور الطوال، وسميت سورة البقرة بهذا الاسم لتضمنها قصة بقرة بني إسرائيل، وسُمّيت أيضا بِفُسطاط القُرآن؛ لِعظمها، وكثرة الأحكام الواردة فيها، وبهائها ومواعظها، وشرفها وكثرة فضائلها.

Advertisements

 

 سورة البقرة الآية 44

يقول الله تعالى في سورة البقرة: «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ» (الآية: 44)

 

تفسير الشعراوي للآية 44 من سورة البقرة

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير الآية: إن هذا منهج آخر من مناهج الدعاة، لأن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحمل منهج الله، يخاطب قوما يريد أن يخرجهم عما تعودوا من فعل الباطل، وحين تُخرج إنسانا عما أَلِف من حركات الباطل، فإن ذلك أمر شاق على نفسه، لأنه خروج عما اعتاد، ولذلك يحاول أن يجد لنفسه عذرا في أن يظل على ما اعتاد.

وأضاف الشيخ الشعراوي: فهو مفتوح العين على من يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، ليرى أيطبق الآمر بالمعروف ذلك على نفسه، ويطبق الناهي عن المنكر ذلك على نفسه أم لا، فإن رآه قد طبق ما قال من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر على نفسه وعلى من يحب، علم أنه صادق في الدعوة، وأنه لم يطلب من الناس إلا ما رضيَه لنفسه منهجا.

 

الإسلام نزل بالمنهج السلوكي

وأردف الشعراوي: إذن فهؤلاء المتربصون يريدون أن يتلمسوا في الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أنهم يقولون ذلك بألسنتهم، وأن حركتهم في الحياة على غير ذلك، فحين يجدون ذلك وتنفصل الكلمة عن السلوك كانت الطامة، ولذلك يسميها الحق سبحانه وتعالى في سورة الصف: (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) {الآية: 3}.

وأكمل الشعراوي: فلماذا شدد الله عليها في كتابه العزيز، لأنك تُشكك الذي يسمعك تعظ، ثم يراك تفعل على غير ما تعظ، فيقول إنه رجل غشاش، فلو كان في ذلك خير لقبِله لنفسه.

ولذلك الحق سبحانه وتعالى حينما أنزل القرآن بالمنهج، جعل الرسول –صلى الله عليه وسلم- أسوة سلوكية، لأن المنهج لا يكفي إلا إذا خرج إلى حيز التطبيق، ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- هو الذي يطبقه.

الفاروق يطبق أمور الإسلام على نفسه أولا

وتطرق الشيخ الشعراوي إلى الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – عندما كان يريد أن يطبق أمرا من أمور الإسلام يأتي بأهله وأقاربه ويقول لهم: «لقد بدا لي أن آمر بكذا وكذا، والذي نفسي بيده من خالف منكم لأجعلنه نكالا للمسلمين»، لأنه يعلم من أين تأتي الفتنة.

إذن فالذي يريد أن يأمر بأمر لابد أن يطبقه على نفسه أولًا، فكانت هي كلمة طارق بن زياد لجيش عبد الملك حينما أراد أن يفتح الأندلس فقال: "أنا لم آمركم بأمر أنا عنه بنجوة".

فكل من يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر لابد أن يلاحظ أن الذين يأمرهم بالمعروف، وهو شاق على النفوس، وينهاهم عن المنكر، وهو حبيب إلى النفوس، مُفتح الأعين، ينظرون ماذا يصنع، فإذا صنع خلاف ما يقول، فإنهم يتهمون الدعوة كلها بالبطلان، ويقولون إنه نفاق وكذب، ولذلك كان الإسلام قبل أن ينشر بالمنهج العلمي، نُشر بالمنهج السلوكي.

ولذلك جاء قول الحق سبحانه وتعالى في سورة فصلت: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ» (الآية: 33).

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية