رئيس التحرير
عصام كامل

الاحتلال يطلق «غضب الرب» لتنفيذ عملياته الإرهابية.. قائمة اغتيالات جديدة في صفوف المقاومة.. نيلي تستهدف قادة حماس.. ومحلل فلسطيني: العملية لترميم معنويات مجتمع مهزوم

قادة حماس، فيتو
قادة حماس، فيتو

عملية غضب الرب الجديدة، أو غضب الرب 2، عملية جديدة أطلقها جهاز الموساد الإسرائيلي، لاغتيال قادة حركة المقاومة "حماس"، وكل من له صلة بعملية طوفان الأقصى التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي، حيث منح مجلس الحرب لرئيس جهاز مخابرات الاحتلال (الموساد)، دافيد برنياع، الضوء الأخضر لتصفية قادة حماس في كل من لبنان وقطر وتركيا، وقال ديفيد برنياع: "إنه ملتزم بتصفية الحسابات مع الذين وصلوا إلى غلاف غزة في السابع من أكتوبر".

الموساد يطلق عملية غضب الرب الجديدة

بدأت عملية غضب الرب الجديدة، التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد قادة حماس منذ يوم الثلاثاء الماضى، عندما قامت جهاز الموساد الإسرائيلي باغتيال قائد حماس، صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، والقياديين سمير فندي أبو عامر وعزام الأقرع أبو عمار، في لبنان.

عملية غضب الرب بدأت باغتيال صالح العاروري، فيتو

وصف الخبراء عمليات الاغتيال، التي يقوم بها الموساد ضد قادة المقاومة، وتحديد "حماس" بأنها تشبه عملية "غضب الرب"، التي أطلقها الموساد علم 1972، وهي حملة اغتيالات أمرت بها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، آنذاك، جولدا مائير للانتقام من مجموعة "أيلول الأسود"، التي قامت باغتيال 11 من أعضاء فريق الاحتلال المشارك في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1972، وتم تنفيذ العملية في ميونخ، وحاول الاحتلال استرداد هيبته المفقودة من خلال الاغتيالات.

بداية عملية غضب الرب عام 1972

بداية عملية غضب الرب 1، أو حملة الاغتيالات التي أطلقها جهاز مخابرات الاحتلال "الموساد"، بدأت في عام 1972، عندما تمكنت المقاومة الفلسطينية من قتل 11 لاعبا من الاحتلال الإسرائيلي في الألعاب الأولمبية في ميونخ بألمانيا، وتُعرف مجموعة المقاومة الفلسطينية باسم "منظمة أيلول الأسود"

وقررت سلطة الاحتلال الإسرائيلي جمع أجهزة الاستخبارات لديها (الشاباك والموساد والوحدات الخاصة الصهيونية) لتشكيل فرقة يقوم بحملة اغتيالات لقادة وأعضاء المنظمة الفلسطينية "أيلول الأسود"، وبعد تشكيل الفرقة وتلقيهم التدريب اللازمة بدأت المجموعة وتعرف باسم "فرقة الحربة"، في تنفيذ مخطط الاغتيالات.

منظمة أيلول الأسود، فيتو

 في ذلك الوقت أعلنت جولدا مائير عن إطلاقهم "فرقة الحربة" في مهمة عُرفت بعملية "غضب الرب"، وقامت بتشكيل قائمة تضم 35 قياديا في المقاومة، سواء كانوا على علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمنظمة "أيلول الأسود"، ومنحت جولدا مائير مجموعة الاغتيالات الصلاحيات الكاملة لدخول جميع البلدان المتواجد بها قيادات المقاومة.

فرقة الحربة تغتال قادة المقاومة الفلسطينية

 كانت فرقة الحربة لا تتبع الأسلوب الصامت، ولكنها تتبع نفس نمط التلاعب النفسي، حيث تستخدم العبوات والأسلحة الثقيلة، كما استعانوا بفرقة الكوماندوز الإسرائيلية لاغتيال محمد يوسف النجار، قائد عمليات أيلول الأسود.

محمد يوسف نجار قائد منظمة أيلول الأسود، فيتو

 وقال ديفيد كيمتشي، نائب رئيس الموساد، آنذاك، "إن هدف العملية جعلهم يعيشون نفس الشئ" وعلى طريقة الاحتلال الغاشمة، نشرت نعى بالصحف الأوروبية باسماء القادة الـ35 قبل تنفيذ العملية للتلاعب النفسي، ولكسر معنويات منظمة أيلول الأسود.

وتمكنت جماعة الحربة من الدخول لبلدان عديدة بها جميع قادة المقاومة الفلسطينية المستهدفين في عملية الاغتيال "غضب الرب"، ومنهم (الأردن وقبرص وفرنسا وغيرها)، كما اغتال الموساد أبرياء ليس لهم أي علاقة بعملية "أيلول الأسود"،  وكان لاغتيالهم فائدة لهم.

اغتيال ممثل منظمة التحرير والسفير الفلسطيني في باريس

وكان أول أهداف الموساد في عملية "غضب الرب"، أول أهدافهم هو ممثل منظمة التحرير الفلسطينية بإيطاليا وائل زعيتر، عقل اقتحم حصون الاحتلال الإسرائيلي في أوروبا، ومن أوائل الذين تمكنوا بمجهود شاق إيصال صوت فلسطين للرأي العام الأوروبي.

عندما دخل وائل زعير في منزله، في 16 أكتوبر 1972، وجد 2 من فرقة الاغتيالات التابعة للموساد في انتظاره، وأمطروه بـ 11 طلقة رصاص، قيل إنها بنفس عدد اللاعبين الذين سقطوا في الأولمبياد.

استشهاد الدكتور محمود الهمشري، فيتو


أما ثاني الأهداف لمجموعة الاغتيالات في عملية "غضب الرب"، فكان محمود الهمشري، سفير فلسطين لدى فرنسا، وممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية هناك، حيث قامت المجموعة باستدراج الهمشري للخروج من شقته في باريس، وقاموا بدخول شقته وزرعوا عبوة متفجرة في هاتفه، وبمجرد أن رد الهمشري على الهاتف انفجرت العبوة، واستشهد.

الشهيد حسين علي أبو الخير، فيتو


 كما اغتالت المجموعة حسين أبو الخير،  ممثل حركة فتح في قبرص، فعندما ذهب أبو الخير لمنزله بعد العمل، وقبل أن يدخل منزله كانت المجموعة متواجدة قبله، وبنفس طريقة استشهاد زميله محمود الهمشري قامت المجموعة باغتيال حسين أبو الخير، لكن هذه المرة وضعوا العبوة أسفل سريره.
أما باسل القبيسي، أستاذ القانون في الجامعة الأمريكية في بيروت، فقد قررت المجموعة اغتياله برغم أنه لم يكن له علاقة بحادث ميونيخ، فالقبيسي من أوائل كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واستشهد في باريس بداخل مطعم أثناء تناوله الطعام، وقد اغتيل لمجرد الشك في أنه قام بتزويد منظمة "أيلول الأسود"  بالسلاح، وذلك الشك لم يكن له أي دليل.

مجموعة الاغتيالات الإسرائيلية تتوجه إلى بيروت

وتوجهت مجموعة الاغتيالات الإسرائيلية بعد ذلك إلى بيروت، حيث القيادات الأساسية للمنظمة الفلسطينية في بيروت، ومنهم محمود يوسف النجار، قائد عملية أيلول الأسود، وكمال عدوان، رئيس العمليات بمنظمة التحرير الفلسطينية، وكمال ناصر، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتم اغتيالهم في عملية عٌرفت باسم "عملية الفردان"، وكانت عملية الفردان جريمة بمثابة إعلان الحرب الإسرائيلية على لبنان.

استشهاد قادة أيلول الأسود، فيتو


 قامت مجموعة الاغتيالات الإسرائيلية بإطلاق الصواريخ على مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ومستودعات الوقود، كما اسقطوا جنود إسرائيليين منهم، واستقال وقتها رئيس وزراء لبنان وحكومته لعدم قدرتهم على حماية أراضيهم.

اغتيال شاب جزائري يكشف مجموعة الاغتيالات الإسرائيلية

أما آخر اسم ظهر في قائمة اغتيالات في عملية "غضب الرب" فكان علي حسن سلامة، رئيس منظمة أيلول الأسود، وتم تحديد مكانه في مدينة نرويجية تسمى "ليلهامر"، قامت مجموعة واستهدفوه بـ 14 رصاصة أمام سينما بجوار زوجته الحامل، لكن المفارقة التي وضحت بعد ذلك أن من أقدم الاحتلال على اغتياله لم يكن على حسن، وكان شابًا جزائريًا، وتم القبض على مجموعة الاغتيالات الإسرائيلية في مطار النرويج، واعترفوا بكل شئ، وتم طرد المسئول الدبلوماسي الإسرائيلي الذي خبأهم في شقته، وتم تجميد عملية غضب الرب لمدة 5 أعوام.

استشهاد على حسن سلامة، فيتو

 لكنهم بحثوا عن على حسن سلامة حتى وجدوه في بيروت تحت حماية الحكومة اللبنانية، وتم استهدافه واغتياله بعبوة ناسفة تزن 100 كيلو جرام، واستشهد على حسن سلامة، وعاطف بسيسو، رئيس استخبارات منظمة التحرير الفلسطينية، الذي بحثوا عنه لمدة 20 عامًا، حتى وجدوه في باريس واستشهد هناك.

نيلي تستهدف قادة حماس

 تقوم أجهزة الاستخبارات التابعة للاحتلال الإسرائيلي اليوم بتنفيذ عملية "غضب الرب الجديدة، أو العملية "نيلي"، وفقًا لدراسة المرصد الأوروبي لمحاربة التصرف، حيث أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه تم إنشاء وحدة خاصة من عملاء "الشين بيت"، جهاز الأمن الداخلي، والموساد، جهاز المخابرات الخارجية، بإطلاق اسم "نيلي"على عمليتهم الجديدة، ومهمتها تعقب أعضاء حركة حماس المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر والقضاء عليهم، بنفس طريقة عملية "غضب الرب" 1972.

استشهاد وائل زعير، فيتو


وبدأت وسائل الإعلام العبرية في الحديث أن تل أبيب قد أطلقت عملية خاصة لتعقب وقتل أعضاء المقاومة الفلسطينية، الذين قاموا بعملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت أجهزة المخابرات الإسرائيلية على هذه العملية اسم “نيلي”، وهو اختصار لرموز جملة "نتساح يسرائيل لو يشاكر"، وهي اقتباس توراتي ترجمته "خلود إسرائيل لن يكذب"، كما يشير أيضا إلى شبكة تجسس يهودية دعمت بريطانيا ضد الدولة العثمانية في فلسطين من عام  1915 إلى 1917 أثناء الحرب العالمية الأولى.

اغتيالات قادة المقاومة لترميم مجتمع الاحتلال المهزوم

علق المحلل السياسي الفلسطيني  ياسر الزعاترة على إطلاق عملية "غضب الرب 2" فقال: "زعيم الموساد إذ يتوعّد بـ"غضب الربّ" الجديدة. "غضب الرب" هو اسم العملية التي أطلقها "الكيان" لقتل من لهم صلة بـ"عملية ميونيخ" الشهيرة (1972). قال ديفيد برنياع إنه "ملتزم بتصفية الحسابات مع القتلة الذين وصلوا إلى غلاف غزة في 7 أكتوبر ومع قيادة حماس". وأضاف: "سيستغرق الأمر وقتا، تماما كما حدث بعد مذبحة ميونيخ، لكننا سنضع أيدينا عليهم أينما كانوا". سنوات طويلة أمضاها "الكيان" في ملاحقة عدد محدود من الأشخاص ضمن منظمة صغيرة جدا (أيلول الأسود)، فهل يعني ذلك أنه سيقتل مئات الأشخاص من "حماس" في الداخل والخارج عبر الاغتيالات الشخصية؟!"

الاحتلال يستهدف قادة حماس، فيتو


وقال ياسر الزعاترة: "هذا ضرب من الاستعراض التافه لترميم معنويات مجتمع مهزوم. لا "طوفان الأقصى" يشبه عملية ميونيح"، ولا "حماس" تشبه "أيلول الأسود"، ولا الزمن هو الزمن (فلسطينيا وإقليميا ودوليا). سيزول كيانهم قبل أن يصلوا إلى مَن لم يستشهد من أبطال 7 أكتوبر. كل المؤشّرات تقول ذلك. وسيعلم هذا المأفون وكيانه أيّ منقلب ينقلبون."

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية