رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات ما بعد العدوان الإسرائيلى.. دبلوماسيون: النضال الفلسطينى لن يموت.. ومبررات البقاء قائمة ومستمرة.. دولة الاحتلال ألقت على غزة ٢٧ ألف طن متفجرات

العدوان الإسرائيلى،فيتو
العدوان الإسرائيلى،فيتو

المقاومة الفلسطينية من أهم أركان المشهد فى الأرض المحتلة، طورت نفسها بشدة وأصبحت تملك المبادرة والقوة اللازمة لإذلال الاحتلال، والصمود أمامه بندية غير مسبوقة، لهذا أصبحت عقدة أمام المؤسسات العسكرية والسياسية فى إسرائيل، بيد أن كل الخطط التى تطلق من هنا أو هناك لتفكيك المقاومة لن تبقى أمام الواقع، خاصة فى ظل استمرار الاحتلال والاستيطان والرغبة فى اقتلاع الفلسطينيين من جذورهم وأراضيهم، ورغم وجود فصائل مختلفة فى المرجعيات والفكر والرؤية تعمل داخل أرض فلسطين، لكن الجميع فى نهاية المطاف اتفق على ضرورة مواجهة المحتل الغاشم، البنادق تطورت مع الوقت إلى صواريخ، والعمليات الفردية أصبحت أكثر تنظيما بطريقة تشبه الجيوش الرسمية، حتى وصلنا إلى ما رأيناه فى طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضى.

لكن آلة القتل الصهيونية انطلقت دون رحمة تحصد أرواح الأطفال والنساء والشيوخ فى غزة، بزعم الدفاع عن النفس ضد المقاومة الفلسطينية، 6 أسابيع ولم تتوقف دانات الدبابات أو صواريخ الطائرات، والهدف المعلن توارى مع الوقت بعد ظهور خطط التهجير، تارة إلى مصر، وأخرى إلى أوروبا وأمريكا.

تعددت المشاريع السياسية التى تهدف للتخلص من أصحاب الأرض واستغلال الظرف لتحقيق الحلم التاريخى، إسرائيل من البحر للنهر، لكن صمود الشعب ودروس الماضى جعلته يفضل الدفن فى بطن أرضه على الحياة فى أوطان بديلة.

ومع أن أيام الهدنة الأربعة خلفت رغبة فى التراجع عن مخطط التهجير القسرى لما واجهه من عقبات، لكن تظل فكرة القضاء على حماس والمقاومة الفلسطينية هدف إسرائيل الذى تحتفظ به خلف جدران أجهزة استخباراتها وفى دهاليز معامل السياسية الغربية.

ورغم الهدنة والضغوط الدولية لإيقاف الحرب، لكن الآن سيناريوهات «اليوم التالي» لانتهاء الحرب تنصب جميعها على صالح مخطط القضاء على حماس أو المقاومة الفلسطينية بشكل أشمل، بعدما اختذلت إسرائيل والغرب جميع أسماء الفصائل فى شخص القسام.

وسؤال اللحظة: هل تنجح تل أبيب فى تحقيق هدفها المعلن بالقضاء على المقاومة.. أم تتراجع خطوات كما فعلت أمام عقبة مشروع التهجير، وترتضى بالأمر الواقع وتتحرك فى عملية سياسية وهمية تحقق المطلوب.

«فيتو» طرحت قضية العام على الخبراء لاستخلاص نتيجة ترسم ملامح المستقبل، كما نقبت عن الحلول الغربية من الصحف ذائعة الصيت والأكثر انتشارا.

مجلة فورين بوليسي الامريكية سلطت الضوء علي مصير حركة حماس بعد\ انتهاء الحرب الاسرائيلية علي غزة، مؤكدة انها ستظل موجودة، وايا كان ما يحدث وكيف سيكون شكلها ستظل حماس تلعب دورا ولو حتي ثانويا في حكم غزة. 

 

وأوضحت المجلة، أن أمريكا ترغب بشكل مستمر فى القضاء على حماس، حيث تمثل تهديدًا كبيرًا للداخل الإسرائيلي، لافتة إلى أن دولة الاحتلال شغلها الشاغل الآن القضاء على القيادة العسكرية التى أثبتت قدرتها على قيادة الحرب منذ الـ7 من أكتوبر وحتى قبل الهدنة، وأوضحت المجلة أن الحرب على غزة لن تنتهى إلا بالقضاء على عدد من الشخصيات مثل  يحيى السنوار زعيم حماس فى قطاع غزة، ومحمد السنوار، قائد العمليات العسكرية، ومحمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، وصالح العاروري، أحد مؤسسى الكتائب، وترى المجلة الأمريكية أنه حال نجح سيناريو القضاء على قادة حماس الحاليين فإن السيناريو المتوقع هو قبول العرب والإسرائيليين بالأمر الواقع، على أن تلعب النسخة المعدلة من حماس دورًا ثانويا فى حكم غزة، كما أشارت المجلة إلى ما قاله المتحدث باسم الأمن القومى بالبيت الأبيض جون كيربي، أنه حال تمكنت إسرائيل من الإطاحة بقيادات حماس، سيكون من شبه المستحيل القضاء على الشعور المؤيد للحركة بين سكان القطاع بما يزيد من مخاطر تعرض أى جهة تتولى إدارته لهجمات جديدة قد تتضمن تفجيرات انتحارية أو ما شابه.

ووفقا لبعض التقديرات الأخرى بشأن حركة حماس ومستقبلها، لا شك أنها ستواجه عدة سيناريوهات قد تفشل مخطط إسرائيل بشأن القضاء على حكمها بسبب المقاومة الشرسة التى تظهر بها الحركة الى جانب بقية الفصائل الفلسطينية، أما السيناريو الثانى لبقاء الحركة هو احتمال تدخل إيران وحزب الله لمنع إسرائيل من تحقيق هدفها بإسقاط حكم حماس، ويمكن أيضا أن تتوقف العملية عند ضرب قدرات حماس عسكريًا قدر الإمكان، دون القضاء على حكمها، مع بناء منطقة أمنية عازلة على الشريط الحدودى مع القطاع، بما يشبه الوضع الذى كان فى جنوب لبنان قبل انسحاب إسرائيل منه عام 2000، ويعتمد هذا السيناريو على الاعتبارات الآتية:

لن يكون إسقاط حكم حماس سهلًا، وليس مضمونًا أن يبقى الإجماع الإسرائيلى قائمًا إذا ازدادت الخسائر فى صفوف الجيش بعد اجتياح القطاع، ولكن إسرائيل ستعمل بداية على تحقيق هذا الهدف بدعم أمريكى والتفاف شعبى حوله، فحتى الآن لا تملك إسرائيل تصورًا واضحًا لما بعد تحقيق هذا الهدف.

ولكن حال تحققه فإن إسرائيل لن تبقى فى غزة لتتحول إلى دولة محتلة، بل ستنسحب من القطاع وستبنى منطقة أمنية عازلة، وستترك للولايات المتحدة قيادة ترتيب الفراغ السياسى بعد تحقيق الهدف العسكرى بالتنسيق مع أطراف إقليمية، وحتى الآن لا يمكن تخيل مستقبل المقاومة بعدم وجودها أو إسقاطها، فالمستقبل يشير إلى بقائها خاصة أن القضاء على حركة حماس نهائيًا يحتاج إلى احتلال قطاع غزة بشكل كامل، وهو أمر طويل ومكلف جدا لجيش الاحتلال الذى لا يمكنه تحمل حرب طويلة الأمد وخسائر كبيرة، وهو الأمر الذى سوف يشكل عاملًا ضاغطًا على الحكومة لوقف الحرب بعد فترة معينة، كما تتخوف إسرائيل من طول الحرب أن تشعل جبهات قتال أخرى، مثل المنطقة الشمالية،  والتى يمكنها أن تحد من قدرة إسرائيل على إطالة الحرب أو توسعها، ولن تصمد إسرائيل فى الوقت نفسه حال عدم تحقيق هدفها العسكرى بسبب تآكل الشرعية الدولية للحرب بسبب تفاقم المشكلة الإنسانية وقتل المدنيين وحسب محللين، لن يبقى أمام الكيان الصهيونى سوى التعويل على الحراك الإقليمى والدولى لتغيير حكم حماس بعد ضربها وإضعافها وتشديد الحصار عليها، إضافة  إلى محاولة بناء منطقة عازلة  تضمن عدم تكرار هجمات السابع من أكتوبر، أملا فى إعادة  شعور الأمن للمستوطنين فى غلاف غزة.

وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تحبذ ذلك السيناريو، إلا أن عدم قدرتها على إسقاط حماس وعجزها العسكرى عن تحقيق ذلك مع إطالة الحرب والتكلفة البشرية الكبيرة، سيُحدث تصدعات فى الإجماع الإسرائيلى على إكمال الحرب وتحقيق الهدف المتمثل بالقضاء نهائيًا على حكم حماس الأمر الذى يدفعها إلى تغيير هدف إسقاط حماس.

وعن مستقبل المقاومة فى غزة ومدى بقائها أو تفكيك هيكلها السياسي، قال السفير أشرف عقل، نائب رئيس الجامعة الدولية الإلكترونية وسفير مصر الأسبق فى فلسطين واليمن سابقا إن المقاومة فى غزة لن تنتهي، لكن يمكننا الحديث عن حماس والتى لا تعد وحدها حركة مقاومة، وأضاف أن هناك حركات وفصائل أخرى مثل حركة فتح رافعة النضال الفلسطينى وجناحها العسكرى كتائب شهداء الأقصى، وحركة الجهاد الإسلامى وجناحها العسكرى سرايا القدس، بالإضافة إلى الفصائل المسلحة الأخرى مثل كتائب أبو الريش وألوية الناصر صلاح الدين وغيرها الكثير فى غزة خاصة وفلسطين بصفة عامة، وأشار سفير مصر الأسبق لدى فلسطين إلى أن فرضية تقليل قوة حماس أو القضاء على جزء كبير من قوتها أمر لن يحدث أيضا، إذ لا يمكن تفكيك المقاومة، نظرا لأن الشعب الفلسطينى شعب مقاوم بطبيعته، كما أن أسباب ومبررات المقاومة ماثلة أمامنا طوال الوقت وهى بقاء الاحتلال الإسرائيلى وممارساته العدوانية، وتابع: إذا نظرنا للتاريخ منذ احتلال فلسطين من عام 1948 كانت هناك حركات مقاومة وإن كانت حركات فردية تطورت فيما بعد لتصبح فصائل مقاومة، وأضاف السفير عقل: المقاومة ستستمر طالما أن الاحتلال مازال موجودًا، ولا يستطيع أحد مهما أوتى من قوة القضاء عليها، مشيرا إلى أن المقاومة نوعين، مسلحة وسلمية.

واستكمل: المسلحة لن تنتهى طالما أن إسرائيل تستخدم القوة العسكرية، مضيفا: دولة الاحتلال ألقت على غزة منذ 7 اكتوبر ٢٠٢٣م وحتى اعلان الهدنة أكثر من 27 ألف طن  من القنابل والصواريخ والمتفجرات، بأكثر مما استعمل فى الحرب العالمية الثانية، وهو عدوان همجى بربرى لا تقره الأديان السماوية ولا الأعراف الدولية ولا القانون الدولي، ورغم ذلك لم تستطع أن تكسر أو تهزم إرادة الشعب الفلسطينى وخاصة المقاومة.

وتابع: حماس سواء اتفقنا أو اختلفنا معها  كونها حركة تنتمى لتنظيم الاخوان المسلمين، إلا أنها قامت بعمل كبير وعظيم جدا بغض النظر عن هوية الكيانات التى نسقت معها قبل ٧ أكتوبر، لكن الدوافع هنا كانت مفهومة منذ البداية، كما أنها اوجعت إسرائيل كثيرا وحققت أضرارا وخسائر لم تلحق بإسرائيل منذ حرب أكتوبر عام 1973.

واستكمل: كل ما حدث فى الفترة الأخيرة هو نتيجة طبيعية لسياسات الاحتلال ومحاولات التهجير واغتصاب الأراضى والسياسات الاستيطانية والاحلالية، مضيفا إن إسرائيل اسوأ استعمار استيطانى إحلالى شهده التاريخ، يحاول زرع جذوره فى أرض لا يملكها اعتمادا على روايتين تاريخية ودينية، وهذا لن يحدث لأنه طالما استمر الاحتلال واستخدام القوة لن تنطفئ حركة المقاومة ولن تهدأ  أيًا كان اسمها أو شكلها.

وأشار عقل إلى تصريحات الرئيس السيسى السابقة، والتى قال فيها إن استخدام إسرائيل للقوة العسكرية لن يحل المشكلة، وبالتالى لابد من البحث عن حلول، مشيرا إلى أن حل الدولتين رغم أنه يفى بالحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، إلا أنه الحل الأنسب لإحلال الاستقرار فى المنطقة.

وتابع: مصر تبذل جهودها مع أطراف أخرى لاستدامة الهدنة وإحلال السلام، فالعبء الأصعب يقع على الشقيقة الكبرى التى لا تتحدث كثيرا فى هذا الملف عن إنجازاتها، بينما تتحدث عنها خبرتها الطويلة وقدرتها على التعامل فى هذا الملف، ودخولها حروب دفاعا عن فلسطين وبحكم الجوار الجغرافي، كما أن الأمن القومى الفلسطينى جزء لا يتجزأ من الأمن المصري.

ومن جانبه قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق: إنه من المؤكد بقاء المقاومة الفلسطينية ولو حتى اختلف شكلها، لافتا إلى أنها أمر ضرورى لكفاح الشعب الفلسطينى مشددا على ضرورة توحيد المقاومة تحت مظلة سياسية واحدة تجمع كل القوى الفلسطينية، وتكون بعيدة تماما عن استعمالها كإحدى الأدوات السياسية لبعض الدول الإقليمية فى تحقيق مكاسب خاصة لها، وأشار السفير العرابى إلى أن قوة المقاومة الفلسطينية التى ثبتت بعد 7 أكتوبر أصبحت علامة مؤكدة فى المعادلة الفلسطينية، وبالتالى يجب صياغة معادلة جديدة للمقاربة نحو حل سياسى بعيد تماما عن العنف والعنف المضاد، واختتم: المهم الآن القضاء على فكرة النزاع المستمر من حين إلى آخر، والتوصل إلى هدوء كامل وآفق سياسى أرحب للشعب الفلسطيني.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية