رئيس التحرير
عصام كامل

حلم الوحدة العربية لن يموت

وتحيا أبطال فلسطين الحرة العربية!

الحلم العروبى.. الوحدة العربية التى بزغت فكرتها على يد الزعيم الاستثنائى جمال عبدالناصر، وتغنت به الشعوب العربية، وحلمت بتحقيقه، هل انتهى هذا الحلم؟ هل فشل تحقيق فكرة نبيلة يعنى دفنها للأبد؟ من يقرأ للعظيم الدكتور جمال حمدان سيدرك أن الوحدة العربية، ليست نوعا من الترف أو الإختيار، إنها ضرورة واجبة وطريق إجبارى لابد للعرب السير فيه، ولا يمكن للعرب أن يكون مكانة عالميا إلا بالوحدة بين أقطار العالم العربي.

Advertisements

 

وأضاف الدكتورجمال حمدان: أن العرب بدون مصر لا يستطيعون فعل شىء، ومصر بدون العرب نفس الأمر، وبالتالى كتب على مصر صاحبة الموقع الأهم فى العالم، أن تكون قلب العرب النابض، وهذا أمرا اجباريا وليس فيه إختيار لمصر أو العرب.

 

حاول الزعيم جمال عبدالناصر توحيد العرب، ولكنه قوبل بمقاومة شديدة، من بعض الدول العربية، وأخرى كانت بمثابة قواعد للأعداء، ومع هذا إنصهرت الشعوب العربية مع فكرة زعيم مصر والعرب عبدالناصر، وتجلت بعض مظاهر الانصار العربى في حرب 1956..

الوحدة العربية

عندما ضربت الاذاعة المصرية، فاذا بالاذاعة السورية تقول: هنا القاهرة من دمشق، بل الفدائيين السوريين قاموا بتفجير خطوط البترول التى تذهب إلى الكيان الصهيونى، وكان مؤتمر القمة العربية في أكتوبر 1967 أى بعد نكسة يونية 67، كان أنجح مؤتمر قمة فى تاريخ مؤتمرات القمة العربية..

 

فيه تم الاتفاق على دعم دول المواجهة، وتم لم شمل العرب خاصة بين مصر والسعودية، وفيه أيضا تم رفع شعار “لا صلح.. ولا اعتراف.. ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود إلى خطوط الرابع من يونية 67”.

 

والصورة الاخيرة قبل 24 ساعة من رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، عندما إجتمع كل زعماء العرب في القاهرة لإنهاء المشكلة بين الأردن ومنظمة فتح ووقف الاقتتال، وكأن هذا كان خير وداع لزعيم نادى بالوحدة العربية، نادى بأن العروبة فرض عين لابد من تطبيقها..

 

الأبدع من هذا كله إنصهار الشعوب مع الزعيم جمال عبدالناصر، خرجت في جميع العواصم والمدت العربية المظاهرات حزنا على رحيل الزعيم، بل أقيم فى أكثر من عاصمة ومدينة وقرية جنازات رمزية للزعيم، وهذا دليل دامغ قناعة الشعوب بالوحدة العربية..

 

عندما تحدث الصهاينة عن العرب في أحد المؤتمرات في لندن قالوا: العرب لا يحتاجون الكثير للوحدة، يكفى أنهم يتحدثون لغة واحدة، وهم من الشعوب التى تملك عقيدة دينية سواء كانت اسلامية أو مسيحية، وهذا أخطر سلاح يملكونه اللغة والعقيدة!

 

رحل الزعيم جمال عبدالناصر، وتسارعت السنين، وطبعت مصر فى ظروف سياسية صعبة، وتحللت أفكار الوحدة، وأصبح العرب يحكمهم حكام لولا اسمائهم لقلنا أنهم أعداءنا، أعداء الشعوب، حكام تربية أعداء الوطن سواء سافروا أو تعلموا وهم بيننا، وأصبح الحديث عن الوحدة ضربا من الخيال، ولكن هل هذا يلغى الفكر العروبى؟!

 

 إنتصار القضية الفلسطينية 

لو فقد أصحاب الرسالات إيمانهم بما يحملون من قيم نبيلة من أجل صلاح وسعادة البشر ما كان هناك مؤمن واحد في أى ديانة أو في أى مجال فكرى يكون هدفه صلاح المجتمع، ليس معنى أن يكون اليوم بعض الحكام أكثر صهيونية من العدو الصهيونى أن أفقد إيمانى بأهمية الوحدة العربية، أو أفقد إيمانى بعدالة القضية الفلسطينية وأنها قضية الوطن الأولى ولا مساومة عليها..

 

تعليقا على ما يحدث في غزة قال الدكتور أحمد يوسف أحمد شيخ أساتذة العلوم السياسية: فشل الهجوم البري في غزة يعنى إنتصار القضية الفلسطينية وإنتهاء إسرائيل، وهذا الأمر ليس بالضرورة يكون غدا ولكنه قادم حتى لو بعد خمسين سنة!

 

وتعليقا على المقاومة الفلسطينية، أعرف تاريخ كافة الجماعات المقاومة، بدأ من منظمة التحرير، وصولا إلى حماس والجهاد، وأدرك الخطأ أو الجريمة التى حدثت من حماس بتعاونها مع الإخوان المجرمين، في بداية أحداث 25 من يناير ثم بعد ذلك، وما حدث لا يمكن تجاهله مطلقا..

 

ولكن أنا أشد على أى يد تطلق النار على العدو الصهيونى، أشد على أيادى كل فرق المقاومة الفلسطينية التى أعطت الكيان الصهيونى درسا لن تنساه، أشد على أيادى كل أهل غزة وأهل الشهداء، وتحية للعبقرية التى تدير المعارك، كل ما بينى وبين حماس صفحة من التاريخ أتمنى ألا نعود إليه..

 

أتمنى أن يكون الهدف واحد فقط، فوهات بنادقنا تجاه العدو الأوحد، وهو الكيان الصهيونى الذى سيزول حتما بعون الله وبدماء الشهداء التى نزفت وصعدت إلى السماء إلى جنات ربها، الشىء الذى لم يتحدث عنه أحد، أن المقاومة الفلسطينية هى حركة التحرير الوحيدة بدون سند أو أى دعم، غزة محاصرة، والضفة تحت الإحتلال، والدول العربية أغلقت أبوابها في وجه المقاومة.

 

 

أعود للتأكيد على إيمانى بالوحدة العربية وأنها قادمة لا محالة، ولكن عندما نتخلص من كل خائن ومطبع، ويومها سيكون العرب قادرين على الوحدة وتحقيق الحلم، سيتحقق الحلم حتى ولو بعد خمسون عاما.. والنصر للعروبة.. فلسطين حرة عربية.. ولا عزاء للجهلاء.. المنبطحين.. الخونة.. وللحديث بقية.

الجريدة الرسمية