رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: لماذا النفخ في لقاء جيبوتي؟!

زغلول صيام،فيتو
زغلول صيام،فيتو

جيبوتي، دولة عربية شقيقة لها كل الاحترام والتقدير على كافة المستويات، واليوم يستهل منتخبنا الوطني مشواره أمام الأشقاء من جيبوتي في تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال 2026، ومع كامل الاحترام فإن المسافات واسعة في كل شيء، سواء من حيث التاريخ الكروي لكلا البلدين أو المساحة وعدد السكان، ويكفي أن نقول إن سعر لاعب واحد من المنتخب الوطني يزيد على عشرة أضعاف سعر فريق جيبوتي كاملا بالاحتياطي، حيث قدره البعض بـ250 ألف يورو حسب القيمة السوقية له.

Advertisements

جيبوتي هي أصغر دولة تقريبا في القارة الإفريقية من حيث المساحة (23 ألف كيلومتر مربع) وعدد سكانها مليون نسمة (تقريبا عدد سكان حي فيصل)، وتحتل المرتبة الـ189 في تصنيف الفيفا، ولكن لماذا هذا الكلام؟!

هذا الكلام للإخوة فى استديوهات التحليل والجماعة اللى عايزين يعملوا “من الحبة قبة” ومحاولة تصدير أنها مباراة مصيرية وعنق الزجاجة وحاجات من قبيل نفخ الأمور لتحلية البضاعة، وهكذا يفعل البعض لتضخيم حجم الانتصارات الرياضية فى مجال كرة القدم رغم أنى أراها مباراة عادية جدا والفوز الكبير وارد جدا، وبفارق كبير من الأهداف، وأى شيء غير ذلك يعد فشلا ذريعا.
يا سادة: الأمر لا يتحمل هذا العبث الذى تقدمونه عبر شاشة الفضائيات التى تنقل المباراة، لا سيما أن هناك مباريات فى الدورى أقوى منها.
نعم أراها مباراة عادية، وكل عاقل يراها كذلك، إنما هناك من يحاول تكبير الأمر وتضخيمه لغرض فى نفس يعقوب حتى يعيش البعض فى وهم الانتصارات، وأن منتخبنا هو سيد القارة وهو أمر منافٍ تماما للحقيقة حاليا.
الاختبار الحقيقى هو عندما تواجه منافسيك الكبار فى القارة لتؤكد أنك زعيم بلاشك، وهذا لن يحدث إلا فى بطولة الأمم الأفريقية وقد آليت على نفسى عدم الكتابة حتى البطولة ووقتها سيكون الحكم منطقيا على جماعة فيتوريا ولكن تضخيم مباراة اليوم أمر استفزنى.
عندما ترى أن القاعدة لديك أصبحت صحراء جرداء ستتأكد أننا نسير فى طريق عكس الاتجاه رغم محاولة تزويقه ولكن.. هل نسينا أن منتخبات الناشئين لم تصل لنهائيات الأمم الأفريقية سواء 2003 أو 2006، ثم شكلنا منتخب 2005 بعد ما الناس شكلت واشتغلت منذ أكثر من سنتين واتحادنا نايم!
حقيقة، أعترف أن مصير كرة القدم فى مصر أصبح فى مهب الريح وغامضا جدا فى ظل قاعدة متآكلة حتى لو حققنا إنجازا سيكون وليد صدفة وليس وليد تخطيط، ولكن هناك من يعجبه الحال المايل ولا يريد التصحيح.
فليفرح (النبطشية) الجالسون فى تكييفات استديوهات التحليل لا يعنيهم مستقبل الكرة أو الرياضة فى مصر قدر اهتماهم بالفلوس التى يغرفونها بدون مقابل.
الحمد لله أن الأمور الآن أصبحت على المكشوف عكس زمان، كانت الناس تسمع فقط، ولكن الآن تسمع وترى، والعالمون ببواطن الأمور يرون أن مستقبل الكرة المصرية غامض جدا ويحتاج إلى تصحيح مسار.
عموما عندما أنظر لمن يحتلون المناصب المهمة فى كرة القدم أتأكد يوما بعد الآخر أننا اقتربنا من دخول النفق المظلم، ويظل مطبلاتية الاستديوهات يحاولون تزويق العروسة وتحلية البضاعة التى انصرف عنها الجميع بدليل أن قنوات عربية كانت ترصد مئات الملايين لشراء الدورى المصرى، ولكن الآن..!

الجريدة الرسمية