رئيس التحرير
عصام كامل

الأمم المتحدة تراها جرائم حرب.. فماذا ننتظر؟!

موقف الأمم المتحدة من الاعتداءات الإسرائيلية على غزة  أقوى مع الأسف من مواقف بعض الدول العربية التي تتماهى مع مواقف تل أبيب.. فمن ينسى مثلًا موقف الأمين العام أنطونيو جوتيريش الداعم ل المقاومة الفلسطينية حين قال أمام الجمعية العامة إن ما فعلته حماس يوم السابع من أكتوبر لم يأت من فراغ، رافضًا وصفها بالإرهابية..

 

وها هى الأمم المتحدة تمضى خطوة أبعد وأكثر جرأة حين كشفت عن البدء في جمع أدلة حول ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في قطاع غزة؛ تمهيدًا لمحاكمات محتملة لأعضاء حكومة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل.

Advertisements


وبصرف النظر عما إذا تمت تلك المحاكمات بحق مجرمي الكيان الصهيوني أم لا.. فإن مجرد جمع الأدلة من أعلى منظمة أممية يبقى شهادة دولية توثق ما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب وإبادة؛ وهى جرائم لا تسقط بالتقادم، ولا تبقى أي ذريعة للعرب أصحاب القضية للتنصل من المسئولية تجاه قضيتهم المركزية التي لا تجد من بعض الأطراف الحماس والدعم اللائقين.

جرائم إسرائيل


أما الأمم المتحدة فإنها تفند دلائل ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة من خلال قيام الأخيرة بحرمان أكثر من مليوني شخص من الطعام والماء والكهرباء، ناهيك عن قصف المدنيين العزل في المستشفيات والأحياء السكنية كما حدث ليلة أمس في مخيم جباليا.. 

 

الذي شهد نسفًا جماعيًا بقنابل أمريكية لأكثر من 20 منزلًا راح ضحيته أكثر من 400 شهيد وربما عشرات أو مئات المفقودين تحت الأنقاض؛ بدعم أمريكي صارخ لا يتورع عن المشاركة المباشرة في القتل والإبادة عبر قواته أوعتاده وقنابله الفتاكة التي تزن الواحدة منها نحو 1000 كيلو جرام، والتي جرى استخدامها في قصف مخيم جباليا؛ ناهيك عما تعتزم أمريكا ضخه من دعم مالي ضخم يقدر بنحو 14 مليار دولار للخزانة الإسرائيلية. 


للأسف أمريكا متورطة في الحرب على غزة؛ ذلك أن وزير خارجيتها بلينكن قال تزامنا مع مجزرة جباليا إن الولايات المتحدة تدعم استمرار هجوم إسرائيل على قطاع غزة.. وهو ما يفجر سؤالًا في وجه كل من يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس: هل هذه الهمجية ما زالت في نظركم دفاعًا عن النفس؟!

 

والسؤال أيضًا لمجلس الأمن: هل ستدفعكم تلك الهمجية إلى القيام بدوركم بوقف إطلاق النار وفقًا للفصل أو البند السابع حفاظًا على السلم والأمن الدوليين، اللذين يتعرضان الآن للخطر؛ بفعل أزمة تكاد تتدحرج وتكبر ككرة الثلج لتجر المنطقة كلها إلى أتون حرب مدمرة يخسر الجميع بسببها..أم أنكم تنتظرون إبادة غزة بالكامل؟!

 

 

والسؤال للعرب: ماذا تتنظرون وأنتم تملكون من أوراق الضغط الكثير أم أنكم لا ترون أن جرائم إسرائيل حتى الآن تكفي للتحرك الفوري لوقفها، وحماية شعب أعزل كل جريمته أنه يصر على البقاء في أرضه ولا يرضي بغيرها بديلًا.. والسؤال: حنروح من ربنا فين؟! 

الجريدة الرسمية