رئيس التحرير
عصام كامل

محمد صلاح العمود الفقري.. الدكتور هاني عبد الجواد!

وسط كل العتمة وبين كل هذه الدموع على نزيف الدم العربي الذي لا يتوقف.. نلمح دائرة من الضوء منحت الأمل للكثيرين فوق الأرض العربية وأعادت لهم البسمة.. وحولهم حلقات من البشر.. آباء وإخوة وأقارب وجيران وزملاء في العمل والدراسة.. ما القصة إذن؟!

 
كمن يبحث عن قريب عن علاج ويقول لك الجميع: انتهى الأمر.. عليه أن ينتظر رحمة الله، أو علي طريقة محمود المليجي عن عبد الحليم حافظ في فيلم حكاية حب، بأنه أمامه على قيد الحياة ستة أشهر فقط! وفجأة تجد من يقول لك: هات الدوا ده من الصيدلية وهتكون زي الفل! ساعة ئذ ستقول عليه مجنون، أو يكذب سعيًا لانتظار الرجاء من الله الشافي العافي.. أو أنه لا يعرف شيئا عن الطب!

Advertisements


تقريبا هذا ما تردد في دواخل الآلاف من ذوي مرضاه ممن جاءوا إليه من أغلب بلداننا العربية..إيناس، السودانية ذات الانحناء بما يزيد عن الركوع! أو فلان أو علان من الأشقاء العرب كان آخرهم جوهرة السعودية، بعد أن فقدت وأهلها الأمل ليس في السعودية فحسب إنما في تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا بل وألمانيا ملوك جراحات العظام!  

 

حتى توسط صديق له من باب قرع كل الأبواب قبل أن يحين الأجل.. فجوهرة تعاني من أمراض أخرى غير ٱنحناء العمود الفقري والتفافه وهبط وزنها إلى 25 كيلوجرام!! وابلغوهم في كل هذه المشافي أنه لا أمل! 

 

حتى أن صديقه أرسل إلى بعض أهلها في تركيا يبحثون عن حل ليرسلون له صورًا ونسخًا من التقارير والأشعة.. فيرسلها بكل يأس ممكن.. ومنه وبصحبة بعض اقارب آخرين يستطلعون رأي الدكتور هاني عبد الجواد الذي يرد علي الفور: تمام.. إن شاء الله سهلة! يسألونه: هو إيه السهلة؟ فيرد: الحالة.. العملية! 

 

فيسألونه في نفس واحد: عملية إيه ؟!  فيرد: عملية بنتكم.. جوهرة!  فيسألون بصيغ مختلفة وفي نفس واحد ما معناه إزاي.. إمتي.. كيف وكم نسبة الشفاء؟! يلتقط الأخيرة ففيها الخلاصة ويقول: في حدود الـ95٪! ينظرون إلي بعضهم وأوشكوا أن يعيدوا ذات الأسئلة فيتدخل  الطبيب الوسيط ويسأل: كم ستستغرق العملية؟ يرد: ساعتان! 


يبدو أنهم سمعوا في كل أنحاء العالم قبل إغلاق باب الأمل كلامًا كثيرًا منه صفرية نسبة نجاح العملية واستمرارها لساعات تصل إلى العشرين!
 

اليوم جوهرة حديث المملكة وأهلها ينشرون الدعاء والفرحة في كل مكان.. وتجمعها مع معالجها صور مبهجة كباقي من استردوا عافيتهم وعادوا إلى طبيعتهم بعد غياب كامل لأي أمل!

 


الدكتور هاني عبد الجواد له مكانته العلمية الكبيرة خارج مصر وداخلها.. ومن الخليج إلي المحيط.. ولكن قصدنا من العنوان أن هناك آخرين يصنعون السعادة علي وجوه وفي قلوب الملايين ويرفعون اسم مصر عاليا في كل أرجاء العالم.. لكن بعيدًا عن الكرة وجمهورها وهتافاتها وضجيجها ولكن يحق علينا أن نفخر بهم.. وواجب علينا الحديث عنهم وتعريف الناس بهم.. ويفرض علينا احترامهم والهتاف لهم وخلق جمهورهم وصناعة الضجيج حولهم أيضا.. ونحسب أن ذلك ما نحاول أو نساهم في فعله!

الجريدة الرسمية