رئيس التحرير
عصام كامل

وثيقة تاريخية تكشف ارتكاب إسرائيل للمجازر في الفترة من فبراير حتى مايو 2004

ضحايا المجازر الإسرائيلية،
ضحايا المجازر الإسرائيلية، فيتو

المجازر الإسرائيلية، كشفت وثيقة تاريخية لمركز يافا للدراسات الاستراتيجية عن توالي المجازر الإسرائيلية داخل الضفة وقطاع غزة ووصلت في الفترة من 2006: 2023 إلى 500 مجزرة منها 375 في عملية (طوفان الأقصى) وآخرها مذبحة المستشفى المعمداني يوم 17-10-2023 والتي راح ضحيتها 800 شهيد. 

 

والرصد لتاريخ المجازر الإسرائيلية  ضد الشعب الفلسطيني يكشف أن سياسة قتل المدنيين جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الإسرائيلية الممنهجة ولعل ما رصدتة الوثيقة خلال الفترة من فبراير 2004 حتى مايو 2004 جاء كالتالي:                                                                                                    

مجزرة حى الشجاعية 11 /2 /2004 

 قامت إسرائيل بمجزرة جديدة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة أودت بحياة 15 مواطنًا وإصابة 44 من بينهم 20 طفلًا وفتى دون سن الثامنة عشرة.


وكانت وحدة خاصة من قوات الاحتلال تسللت من المواقع العسكرية الإسرائيلية قرب معبر "ناحال عوز " شرق مدينة غزة فجر الأربعاء 11/12/2004 إلى المنطقة الواقعة على الخط الشرقي شرق حي الشجاعية وقتلت أحد أفراد الأمن الوطني الفلسطيني قبل أن تصل إلى منزل المواطن الفلسطيني فاروح حسنين الذي يبعد 200 متر عن خط الهدنة الواقع عليه المعبر وتحاصره بمساندة عدد من الدبابات التي توغلت فى المنطقة.


وقامت جرافات جيش الاحتلال بتدمير سبعة منازل بالكامل و70 فردًا كما هدمت أسوار مدرستين تعود إحداهما إلى " وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " (أونروا) وألحقت أضرارًا فادحة بثلاث مدارس أخرى، إضافة إلى تدمير الطريق الرئيسي الذي يربط وسط المدينة بحي تل السلطان والطرق الفرعية والأزقة وشبكات المياه والهاتف والكهرباء.


جاءت المجزرة الاسرائيلية  بعد أيام قليلة على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون عزمه على إخلاء المستوطنات اليهودية فى قطاع غزة فى خطوة من طرف واحد.

 

مجزرة اليضرات والبريج 7 /3 /2004 

حيث نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الأحد 7/3/2004 مجزرة فى قطاع غزة راح ضحيتها 15 شهيد بينهم ثلاثة أطفال وجرح أكثر من 180.. وذلك خلال عملية توغل فى وسط قطاع غزة.


وكانت عملية التوغل بدأت فجرًا، عندما حاولت " وحدات خاصة " إسرائيلية التسلل فى أطراف مخيمى اليضرات والبريج، الا ان اكتشافها دفع الدبابات إلى دخول المنطقة حيث بدأت فى تفتيش المنازل بدعوى البحث عن مطلوبين وخلال العملية، استشهد خمسة فلسطينيين برصاص الجنود، فى حين استشهد الباقون بنيران طائرات مروحية من طراز "أباتشى" أمريكية الصنع والتى شرعت فى اطلاق النار على كل شىء متحرك.جاءت المجزرة بعد ثلاثة أسابيع من مجزرة حى الشجاعية لتكون ثانى أكبر مجزرة منذ اعلان خطة " فك الارتباط ".

 

مجزرة حي الصبرة 22 /3 /2004 

 تجاوزت إسرائيل – كعادتها – الخطوط الحمراء بإقدامها على ارتكاب جريمة شنعاء فجر يوم 22/3/2004، حين استهدفت الشيخ أحمد ياسين وهو خارج من أحد مساجد قطاع غزة.


فقد اغتالت مروحيات إسرائيلية من نوع أباتشى الأمريكية مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وزعيمها الروحى الشيخ أحمد ياسين (68 عامًا) مع عدد من مرافقيه بلغ عددهم 7 شهداء وخمسة عشر جريحًا.


وقائع المجزرة تعود إلى الساعة الخامسة والربع فجرًا عندما حولت ثلاثة صواريخ أطلقتها المروحيات الإسرائيلية جثة الزعيم الروحى لحماس إلى أشلاء تناثرت قرب منزله فى حى الصبرة حيث كان الشيخ ياسين عائد من مسجد تابع للمجمع الإسلامى الذي أسسه نهاية السبعينات مع عدد من أبنائه ومرافقيه بعدما أدى صلاة الفجر، وقد تناثر كرسيه المتحرك الذى يستخدمه فى تنقلاته على جانبى الطريق الذي يفصل بين منزله والمسجد القريب.


وفور ورود النبأ بعدة دقائق قليلة من اغتياله، نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع وانخرطوا فى شكل عفوي وتلقائي فى مسيرات وتظاهرات جابت شوارع مدينة غزة، وصولًا إلى منزل الشيخ ياسين.. ورشق المتظاهرون الذين توجهوا إلى محاور التماس مع المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية الجنود بالحجارة والزجاجات الحارقة.

 

مجزرة حي الشيخ رضوان 17 /4 /2004 

استمرارًا لسلسلة جرائم الكيان الصهيونى التى تستهدف قادة المقاومة الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة، استشهد القائد الجديد لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " فى قطاع غزة الدكتور عبد العزيز الرنتيسى وأحد أبنائه واثنان من حرسه الشخصى فى عملية اغتيال بصواريخ مروحية إسرائيلية أسفرت أيضًا عن اصابة ستة من المارة بجروح فى حى الشيخ رضوان بغزة.


جاءت الجريمة القذرة التى قام بها الكيان الصهيونى لتؤكد أن حكومة شارون ماضية فى عدوانها الدموى ضد الشعب الفلسطينى وقياداته السياسية دون أى اعتبار لرأى عام دولى، مستفيدة فى ذلك من الدعم غير المحدود الذى توفره لها الولايات المتحدة على كافة الأصعدة.
 

مجازر رفح 18 – 20 /5 /2004 

 ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة فى رفح راح ضحيتها 56 شهيدًا و150 جريحًا وقال ناجون من المجزرة – التي استمرت ثلاثة أيام- إن أكثر من مئة منزل دمرت فى مخيم رفح.


وكانت قوات الاحتلال قد دفعت بدباباتها وآلياتها وطائرات لتقصف الأحياء السكنية وسيارات الإسعاف والمساجد وتقطع الكهرباء عن المواطنين وأماكن الإسعاف وخاصة فى حى تل السلطان حيث هدمت ثلاث بنايات سكنية وتصدى المقاتلون ببسالة لقوات الاحتلال وأسفرت عمليات الاحتلال العسكرية يوم 18/5/2004 عن مقتل عشرين شهيدًا وثمانين جريحًا.


وقد قصفت إسرائيل يوم 19/5/2004 مسيرة للأطفال والنساء فى رفح بالطائرات والدبابات مما أدى إلى سقوط 12 شهيدًا وإصابة أكثر من خمسين مواطنًا غالبيتهم من النساء والأطفال، فقد أطلقت طائرات مروحية إسرائيلية من نوع أباتشى أربعة صواريخ فيما أطلقت الدبابات ستًا من قذائفها فى اتجاه مسيرة سلمية جماهيرية حاشدة تضم آلاف الأطفال والنساء والشيوخ كانت فى طريقها إلى حى تل السلطان المحاصر غرب مدينة رفح والخاضع لحظر تجول مشددة منذ يومين – وترتكب فيه قوات الاحتلال جريمة حرب جديدة تتمثل فى مجزرة بشعة فى إطار ما تسميه قوات الاحتلال عملية " قوس قزح " وسقط خمسة شهداء فورًا، ونقل نحو 50 جريحًا بسيارات الإسعاف وبسيارات أخرى مدنية إلى المستشفى الصغير الوحيد الموجود فى المدينة.. ثم توالى سقوط الشهداء، فارتفع رويدًا رويدًا إلى 12 شهيدًا.

الجريدة الرسمية