رئيس التحرير
عصام كامل

المستشفيات الحكومية تدار من جروبات «واتس آب»، غياب الاستشاريين وقلة خبرة أطباء الامتياز والنواب سبب معاناة المرضى

تعانى المستشفيات
تعانى المستشفيات الحكومية من غياب ملحوظ للاستشاري، فيتو

لم يعد الأمر يحتاج إلى استشاري يلتقي المريض، يتابع التقارير الأولية ويصرف الدواء المناسب أو يطلق حتى التوصية المناسبة، كل تلك الأساسيات أضحت جزءا من الماضي، إذ يكفى جروب “واتس آب” ليتحكم في تشخيص الأمراض وصرف الأدوية، هكذا هو الحال داخل المستشفيات الحكومية والجامعية، بسبب غياب الأطباء الاستشاريين الذين لا تجدهم في الطوارئ أو العيادات الخارجية أو حتى الأقسام الداخلية، ويقتصر دورهم على حضور العمليات الجراحية فقط.

Advertisements


تعاني المستشفيات الحكومية في مصر من غياب ملحوظ للاستشاري، وترك الأمر في يد أطباء الامتياز والنواب الذين يقتصر دورهم على متابعة المرضى ورفع الأشعة والتحاليل الطبية على جروب “واتس” وانتظار رد الاستشاري عليهم وكتابة التشخيص والعلاج ما يجعل المرضى ينتظرون لساعات طويلة حتى يتفرغ الاستشاري للرد.


في الوقت الحالي عندما تذهب إلى أي مستشفى حكومي، يتم استقبالك في العيادة الخارجية للكشف ويقوم الطبيب النائب بالكشف، ويقرر العلاج ولا يتواجد الاستشاري إلا نادرا، وكذلك في العمليات الجراحية من يجري الجراحة الطبيب الاستشاري ولا يراه المريض مرة ثانية، ويتابع مع المريض الأطباء النواب والمساعدون وفي حالة حدوث أى تطورات في الحالة الصحية للمريض يتواصل المساعد والنائب مع الاستشاري على الواتس آب، ويحصل منه على القرار العلاجي أو يبدي رأيه في حالة المريض والأدوية التي يحصل عليها وأيضا تحديد مدى شفاء الحالة وخروجها من المستشفى.


والصورة الذهنية لدى المريض في مصر أنه طالما لم يكشف عليه الطبيب الاستشاري ذو الخبرة والعلم الواسع، فإنه تم تشخيص حالته بشكل خاطئ أو لم يحصل على ما يريد أو لم يجد الاهتمام بالحالة الصحية له.


في هذا السياق، كشف عدد من الأطباء أن الطبيب الاستشارى ليست مهمته تقديم الخدمة الطبية من البداية للنهاية، بل يتدخل فى الأمور الصعبة فقط، فضلا عن أن الأجور والوضع المادي للأطباء يضطر الطبيب للعمل في أكثر من مستشفى ومنشأة طبية لكى يكفى مصاريفه واحتياجاته الأساسية.


من جانبها، قالت الدكتورة رانيا العيسوي، أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة ووكيل نقابة الأطباء سابقا، إن هناك عجزا فى أعداد الاستشاريين فى كل دول العالم، مشيرة إلى أن الخدمة الطبية لا تقوم فقط على الاستشاري ويعالج المريض من” الألف للياء “ لافتة إلى وجود تدخلات طبية يجريها فى مصر الطبيب الاستشاري بينما في الخارج يقوم بها الممرض.


وأوضحت لـ” فيتو” أن بعض التدخلات الطبية ليس خطأ اشتراك الطبيب النائب فيها، ويتم وضع خطة علاجية للفريق الطبي بداية من النائب وحتى الاستشاري، لافتة إلى أن الأماكن الحكومية تعانى نقصا فى الأطباء بسبب هجرتهم للخارج أو لأن العائد المادى غير مجز فيضطر الطبيب  للعمل في القطاع الخاص.


وأشارت إلى أن الطبيب يعانى من عدم توفر تدريب جيد وعائد مادى يكفى احتياجاته ويسعى للتعليم والتدريب الطبي، ويحتاج للإنفاق على أسرته ويحاسب فى النهاية على مستوى الخدمة التي تقدم للمريض فى المنظومة بأكملها التى تعانى من قلة الميزانية وعدم سلامة السياسات والإجراءات المتبعة في بعض الأحيان.


وأكدت رانيا العيسوي، أن وجود وظائف واضحة لكل عضو بالفريق الطبي، حيث يستقبل النائب المريض ويجرى له الفحوصات والتحاليل الأولية ثم يعرضها على الإخصائي ثم يعرضها على الاستشارى إذا احتاج الأمر، وينحصر دوره على الأمور الصعبة، متابعة إن الطبيب الاستشارى خارج مصر يحصل على راتب أعلى بكثير مما يحصل عليه سواء فى القطاع العام أو الخاص مما يدفع الكثير منهم إلى الهجرة،  وأضافت ليس مطلوبا أن يتواجد الاستشارى داخل أقسام الطوارئ، وأن يكون أول من يستقبل الحالة بل يتم إجراء الإسعافات الأولية والفحوصات للمريض من قبل النواب والهيئة المعاونة، وعند ظهور نتيجة الفحص يخاطب التخصص المسئول ويعرض على الاستشاري في  الحالات الحرجة، وحتى إجراء العمليات يكون حسب صعوبتها موضحة على سبيل المثال أن حالة ولادة عادية يمكن أن يقوم بها الإخصائي، بينما فى حالة تسمم حمل أو انفجار فى الرحم يتم استدعاء الاستشارى والفريق يجب أن يكون على تواصل دائم لمعرفة أي مستجدات تستدعي التدخل من قبل من هو أكثر خبرة.


بدوره قال الدكتور رشوان شعبان، عضو مجلس نقابة الأطباء، إن الطبيب الاستشاري يستشار فى الأمور الصعبة، ويعلم من يصغره سواء إخصائيا أو مساعد إخصائى ولا يتدخل سوى فى الحالات الصعبة فقط، مضيفًا أنه يتعامل مع ٣٠ % من الحالات فقط المعقدة والتي تحتاج إلى المهارة الخاصة و٧٠% من الحالات يتعامل معها الممارس العام.


وأضاف لـ” فيتو” أن تعامل الطبيب الاستشارى مع كل الحالات يعتبر إهدارا للإمكانيات، فدوره أكبر، وهناك حالات صعبة تحتاجه، ويتولى الفريق الطبى باقى المسئوليات، وأشار الى وجود مفهوم خاطئ عند الناس، أن الطبيب يفعل كل شيء، ولكن أعضاء الفريق الطبى كل منهم له وظيفة، موضحا أن الناس ترغب فى تواجد الاستشارى فى  العيادة لمناظرة الحالات البسيطة، ولكن مكانه العمليات وفى الحالات الصعبة أو متابعة أى فحوصات للمريض  وله الكلمة الأخيرة فى الحالة الطبية والكل ينفذ تعليماته.


من جانبه، قال الدكتور أبو بكر القاضي، أمين صندوق نقابة الأطباء، إن الفريق الطبى مكون من النائب أو الإخصائى أو الاستشاري ومتواجد فى العيادة والحالات يراها أولا الطبيب المقيم ثم يحولها إلى الاستشارى مباشرة وذلك وفق النظام الصحى والتعليمى الطبي، وأشار لـ” فيتو” إلى أن  كل الحالات الصعبة يتابعها الاستشاري، موضحا أن الطبيب  النائب لا يتخذ  قرارا إلا لو معه إخصائي، مؤكدا انه ليس شرطا تواجد الاستشارى باستمرار فى العيادة.

نقلا عن العدد الورقي. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية