عاجل لأصحاب الفخامة (10)
* رئيس الوزراء
اختزالك لفوائد انضمام مصر إلى مجموعة بريكس في مجرد بنك يقرض الأعضاء بفائدة ميسرة، يعكس نمط التفكير العقيم للحكومة، الذي بات منحصرًا منذ سنوات في الاقتراض وبيع الأصول، في حين أن أهم فوائد المجموعة، أنها ستتيح لمصر فرصة التصدير والاستيراد من وإلى الدول الأعضاء بالعملة المحلية والاستغناء عن الدولار.
معالي رئيس الوزراء.. ألف باء التفكير الاقتصادي لا يعني الاستمرار في نهج الاستدانة، ولكن رفع الميزان التجاري ومعدلات الصادرات المصرية لدول التجمع، لاسيما أن الأرقام الصادرة عن جهاز الإحصاء، تؤكد أن قيمة صادراتنا لدول البريكس بلغت في العام الماضي نحو 4.9 مليار دولار فقط، في مقابل واردات بلغت نحو 26.4 مليار دولار.
أي أن التوازن التجاري مع تلك الدول لن يتحقق سوى بالتنمية ثم التنمية ثم التنمية "الزراعة والصناعية" وإلا فسيصبح انضمامنا لبريكس كمن استبدل عيشة بأم الخير.
* مجلس الوزراء
تدرس الحكومة بيع نحو 40% من أسهم شركة حلوان للأسمدة، ضمن مخطط يستهدف بيع حصص في أكثر من 32 شركة أو إدراجها جزئيًا في البورصة لتوفير سيولة دولارية، وهو النهج الذي نجحت الحكومة بمقتضاه في جمع نحو 1.9 مليار دولار، وتأمل في جمع مليار دولار أخرى من بيع أصول إضافية خلال الفترة القصيرة المقبلة.
لا أعتقد أن أحد من الشعب المصري يعارض عرض الأصول الخاسرة للبيع، إلا أن الغريب أن الحكومة تصر على طرح الأصول الناجحة التي تحقق عوائد ربحية كبيرة، مثلما سيحدث في "حلوان للأسمدة" التي تتجاوز القيمة التقديرية لها نحو 1.5 مليار دولار.
أصحاب المعالي.. "حلوان للأسمدة" تنتظر تحقيق طفرة غير مسبوقة في الأرباح هذا العام، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة عالميا، ولاسيما بعد زاد إنتاجها من اليوريا في العام الماضي إلى 645 ألف طن، أي أن العقل يقول الأرباح المنتظر تحقيقها سوف تحقق المبلغ المنتظر من البيع خلال فترة وجيزة.. وغلاوة النبي تفهمونا لاننا توهنا.
* وزير السياحة والآثار
قصة الحب الأسطورة التي جمعت بين شهيدة الحب إيزادورا ابنة الحاكم الإغريقي لمنطقة تونا الجبل وحابي الضابط في جيش أبيها عام 300 قبل الميلاد، والتي مازالت مجسدة بكافة تفاصيلها في محافظة المنيا حتى الآن، تعتبر شاهد عيان على فشل منظومة السياحة والآثار في مصر، ولو أن تلك القصة والمومياء المهملة موجودة في دولة تحترم قيمة الأثر، لتم استثمارها عالميًا، وحصدوا من مردودها مليارات الدولارات.
معالي الوزير.. الجهل بالشيء لا ينفي وجوده، ومنطقة تونا الجبل بكافة تفاصيلها كنز أثرى منسي، لو أحسنت وزارتكم تطويره والتسويق له عالميًا، لن يقل مردوده عن أهرامات الجيزة ومقبرة توت عنخ آمون.. انزل المنيا، وضع خطة تطوير، وحول المنطقة إلى بانوراما حية تحوي منظومة حديثة للصوت والضوء.. صدقني لو عملتها حتتكتب في تاريخك.
* محافظ القاهرة
استقالة رئيس اللجنة الدائمة لحصر المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز، ثم عدوله عنها بعد ساعات لا يعني على الإطلاق نهاية لكارثة التدمير المتعمد للمقابر التاريخية في القاهرة، بل اعتراف ضمني بعدم جدوى عمل اللجنة، وأن تسجيل المباني التراثية مجرد شو، والهدف المعلن عن حماية المباني التراثية.. مجرد كلام.
معالي المحافظ.. إزالة المقابر التراثية والتاريخية بالقاهرة لا يعد مخالفا لنصوص القانون رقم 144 لسنة 2006 فحسب، بل إهدار لنسيج عمراني تاريخي فريد في قيمته المعمارية، وجزء هام في تراث عالمي لا يمكن تعويضه.. ورحمة خالي حسن تراجعوا نفسكم.
* نقابة الموسيقيين
ألم يكفكم العجز عن التصدي لمطربي المهرجانات، والكلمات والألحان الهابطة التي باتت تهدد الذوق الراقي للمصريين، بل ويصل حجم التهاون إلى الشطط وخروج ملحن يتلو آيات مطهرة من القرآن الكريم على إيقاع العود، تحت دعوى تعليم المنشدين مقامات القراءة.
الأخوة الموسيقيين.. تهاونكم بات مخجلًا، وهبط بالطرب الأصيل إلى الهاوية، وامتد إلى إعادة الجدل حول قضية عقيمة، حسمتها دار الإفتاء المصرية منذ سنوات “بعدم جواز غناء وتلحين القرآن أو إخراج الآيات الكريمة عن الطريق الصحيح للتلاوة”.
فضلًا عودوا إلى رشدكم، ودعوا القرآن الكريم والكتب السماوية المقدسة وشأنها، ولا تستفزوا الناس في عقائدهم وركزوا مع كزبرة وبيكا، وغيرهما ممن هبطوا بوقار الطرب في مصر إلى الحضيض.