رئيس التحرير
عصام كامل

العمر مجرد رقم، مكافحات النول يروين قصص تعلم فنون السجاد والفركة في قنا (فيديو)

سيدات قنا، فيتو
سيدات قنا، فيتو

مرتديات ملابسهن الصعيدية، ويضعن على رؤوسهن الغطاء، يجلسن بعيون تحدق في ألوان الخيوط، وأيديهن تغزل الحرير وتنسج الخيوط مع بعضها البعض، لتخرج قطع ملونة ذات ألوان جميلة، تفرح العيون، بالرغم من كفاح من يقمن بهذا العمل وشقائهن في التدريب والعمل ورغم وصولهن إلى سن كان هنا في الصعيد يقال عنه “سن اليأس” إلا أن المرأة الصعيدية لا تزال تضرب المثل بصبرها وقوة ذكائها في التعلم والتدريب حتي يخرجن ويقولنا “أن العمر مجرد فقط في هويتها الشخصية".

Advertisements

ففي مشغل بمركز نقادة جنوب محافظة قنان وبالتحديد على الطريق الصحراوي الواصل بين محافظتي الأقصر وقنا يشعلنا الحماس قلوبهن للتعلم والعمل على السجاد والفركة.

العمر مجرد رقم في حياتهن

قالت نجاح أحمد، موظفة بمشغل إنتاج الحرير والفركة “خمسينية العمر”:" تعلمت هذه الحرفة في المشغل ولم أتكبر يوما عن هذا الأمر بل إن العمر مجرد رقم والتعليم والتدريب ليس له نهاية وطالما الإنسان مستمر على هذه الحياة ".

وأوضحت أنها تأتي للعمل من الساعة 8 صباحا إلى الساعة الرابعة عصرا يوميا، متابعة: "كل موظفة هنا بحسب قدرتها على العمل فهناك من ينتهي العمل في الساعة الثانية ظهرا".

وأكدت أنها عندما وجدت فرصة للتعلم والتدريب لم تتأخر عنها ورفضت الاستسلام لأمر السن وامتثلت لصوت العقل الذي يقول أن الانسان طوال حياته يتعلم ويعرف.

وأردفت:" أسرتي لم تعترض على عملي ولدي 5 بنات وابن واحد ووجدوا في هذا العمل فرصة لتحسين دخلنا خاصة أن التدريب والعمل في نفس المكان".

حياتهن بين الخيوط

كما روت نجاة محمود، خمسينية العمر، موظفة بمشغل الفركة والسجاد، أنها تعلمت ولم تكتف بمقولة “خلاص كبرت ومينفعش أتعلم” متابعة:" استطعت تحسين ظروفي المعيشية، ولم أضطر لمد يد العون لأي شخص، ورغم أن التعلم استغرق فترة ولكني لم أيأس يوما بل على العكس كان الأمر بالنسبة لي فرصة جيدة ".

كلام أولادي والناس لم يوقفني عن حلمي، بتلك الجملة فسرت نجاة ما تعرضت له من رفض بشكل كبير من الأهل حتى أهل قريتها المنسية الذين كانوا يعترضون في البداية ولكن مع مضي الوقت تعود الكل وأصبح الأمر أكثر يسرا وسهولة.

ونوهت صابرين السمان، إلى أنها تعلمت فن صناعة السجاد في عام وشهرين تقريبا، لافتة إلى أن السجاد يستغرق وقتا طويلا فما أقوم بالعمل عليها لها أكثر من عام وشهر تقريبا.

الصنعة مش عيب

واستطردت إيمان تقي عبد الغني، في حديثها أنها حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية ولم تكتف بالجلوس وانتظار العمل بل ذهبت إلى فرصة التدريب والتعلم والعمل في مشغل الفركة والسجاد التابع لمؤسسة النداء ومؤسسة ساويرس للتنمية، مؤكدة أن الصنعة ليست عيبا بل العيب هو الوقوف في طابور الانتظار لعمل لن يأتي إلا بالسعي.

ولفتت:" حصلت على تدريب عام ونصف وأصبحت اليوم منتجة، رغم أني في البداية كنت أعتقد أنني لن أتعلم من صعوبة الأمر ولكن بالصبر والكفاح تعلمت".

ستينية العمر تروي تفاصيل تعلمها 

“الخجل إنك تمد إيدك لغيرك مش تتعلم”.. بتلك الجملة بدأت السيدة زينب كمال حديثها لــ"فيتو" والتي أكدت أنها لم تخجل من التعلم في هذا السن الذي تجاوز الستين عاما، وفضلت ذلك على أن تمد يدها للناس.

وأكدت “زينب ” أن ابنتها لم تتعرض على هذا العمل أو التعلم لحرفة الفركة التي تعد حرفة الأجداد والجلوس على نول خشبي كبير لعدة ساعات.

ونوهت إلى أنها تبدأ العمل منذ الساعة الثامنة صباحا وتنتهي في تمام الساعة الرابعة عصرا، وتنتج حاليا الطرح والشال السياحي، لافتة إلى أنها حصلت علي دورة تدريبية لمدة 6 أشهر حتى استطاعت أن تصل إلى هذه الدرجة من الاحتراف.

وأشارت إلى أن من أصعب ما يواجهها في العمل الرسومات التي تقوم بها على الطرح أو الشال وهذا الأمر يستغرق منها وقتا كبير في التعلم.

كما أوضحت أن العمل والجلوس علي النول الخشبي متعب ومرهق لكن الأصعب أن تمد اليد للناس.

ونوهت إلى أن عمل قطعة يستغرق يوما كاملا حتي تستطيع أن تنتهي منها، وهذا الأمر إنجاز بالنسبة لها فهي تعمل منذ أن تجلس على المقعد الخشبي المتصل بالنول حتى عصر كل يوم.

وتابعت:" عندما أخبرت ابنتي بهذا العمل لم تعترض وقالت لي “العمل أفضل من الجلوس دون أي فائدة بالإضافة إلى تحسين دخلنا ”.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية