رئيس التحرير
عصام كامل

قصة الهزيمة المنكرة للحملة الصليبية السابعة على يد المصريين في المنصورة

الهزيمة المنكرة للحملة
الهزيمة المنكرة للحملة الصليبية السابعة، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1248 خرجت حملة فرنسية بقيادة الملك لويس التاسع من فرنسا باتجاه الشرق، وهي الحملة التي عرفت بالحملة الصليبية السابعة والتي كان هدفها استعادة بيت المقدس من المسلمين.

 

أهداف الحملة الصليبية السابعة

الحملة الصليبية السابعة هي حملة صليبية شنها الصليبيون عام 1249 على مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا في عهد السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب، الذي توفي أثناء احتلال الصليبيين لثغر دمياط شمال مصر. بدأت الحملة باستيلاء الصليبيين على مدينة دمياط ثم حاولوا الزحف نحو القاهرة، إلا أن قوات المماليك استطاعت إلحاق الهزيمة بهم عند مدينة المنصورة ثم فارسكور وآلت الحملة إلى الفشل، وأُسِر الملك لويس التاسع وانتهت برحيل الصليبيين عن مصر.

 

كان لهزيمة الصليبيين عند غزة في معركة هربيا أو «معركة لافوربي» وسقوط بيت المقدس في أيدي المسلمين سنة 1244 صدى كبيرًا في أوروبا، حيث أستشعر ملوكها أن ممالكهم في الشام قد أوشكت على السقوط بالكامل في أيدي المسلمين. 

 

موقف مصر من الحملات الصليبية على الشرق 

استعد الأوروبيون بحملة كبيرة للاستيلاء على مصر لإخراجها من الصراع، إذ أنهم أدركوا، بعد هزيمة حملتهم الخامسة على مصر، ثم هزيمتهم في معركة هربيا عند غزة، وضياع بيت المقدس منهم، أن مصر بإمكانياتها البشرية والاقتصادية هي ترسانة العالم الإسلامي وقلعة التصدي لطموحاتهم في الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.

 

كان لويس التاسع، الذي عرف فيما بعد بالقديس لويس، من أشد المتحمسين لقيام تلك الحملة، فراح يروج لها في أنحاء أوروبا، ولدى بابا الكاثوليك اينوسينت الرابع (Pope Innocent IV). وأثناء انعقاد مجمع ليون الكنسي الأول عام 1245 أعلن اينوسينت الرابع تأييده ومباركته للحملة التي كان يجهز لها لويس التاسع.

 

وأرسل «اودو» الكاردينال الفراسكاتي للترويج للحملة في أنحاء فرنسا، وفرضت ضرائب على الناس لتمويل الحملة، ووافقت جنوة ومارسيليا على تجهيز السفن اللازمة، أما فينيسيا فقد رفضت المشاركة خوفًا على مصالحها التجارية الواسعة مع مصر.

 

جهز الصليبيون حملتهم خلال ثلاث سنوات، وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم لتطويق وإرباك العالم الإسلامي، إلا أنهم أخفقوا في إقامة هذا الحلف لأن المغول كانت لهم طموحاتهم وخططهم الخاصة.

 

توجهت الحملة نحو دمياط ونجحت في الاستيلاء عليها واحتلالها، وبعد نحو ستة أشهر خرج الصليبيون من دمياط ومعهم سفنهم توازيهم في النيل، وبعد بضعة معارك مع المصريين وصلوا في 21 ديسمبر إلى بحر أشموم يعرف الآن بالبحر الصغير، ولم يفصل بينهم وبين المصريين إلا النيل.

 

أحاط الصليبيون معسكرهم بالأسوار والخنادق ونصبوا المجانيق، وحاولوا بناء جسر ليعبروا عليه إلى الضفة الأخرى، وهنا انقض عليهم المصريون وأمطروهم بالقذائف النارية وأفسدوا خطتهم وفي تلك الأثناء توفي السلطان الصالح أيوب وأخفى القصر وزوجته شجرة الدر نبأ موته حتى لا تفسد عزيمة المصريين. 

 

أمسك المماليك جيدا بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي الجمدار، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري، وتمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة، ووافقت شجرة الدر -الحاكم الفعلي للبلاد-  على خطة الأمير بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية ومحاصرتها في كمين محكم داخل مدينة المنصورة. 

 

وأمر بيبرس بتأهب الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام واقتحمت القوات الصليبية المنصورة بعد أن ظن فرسانها أنها خاوية من الجنود والسكان، واندفعوا نحو قصر السلطان للاستيلاء عليه، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف وأخذوهم بالسيوف من كل جانب  ومعهم العربان والعوام والفلاحون يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة.

 

 قد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضًا عن خوذ الأجناد وسد المصريون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وراح بعضهم يلقون بأنفسهم في النيل للنجاة فابتلعتهم المياه.

 

فشلت الحملة وكانت لها نتائج كثيرة أهمها انتهاء حكم الأيوبيين في مصر وبداية دولة المماليك.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية