رئيس التحرير
عصام كامل

خبير يكشف كواليس صعود الأحزاب الدينية الراعية للإرهاب في إسرائيل

اسرائيل،فيتو
اسرائيل،فيتو

قتل الفلسطينيين واقعة تتكرر كل يوم علي أيدي جنود الاحتلال، لكن الغريب هذه المرة تعليق وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير علي حادثة قتل فيها مستوطن إسرائيلي شابًا فلسطينيًا بعد أن أطلق النار عليه في رقبته خارج بلدة برقة بالضفة الغربية  القريبة من رام الله، على أرض فلسطينية خاصة، حيث طالب بتكريمه ومنح أي إسرائيلي  يقتل فلسطيني وسام شرف بزعم أنه يدافع عن نفسه من إلقاء الحجارة.

Advertisements

 وتعد تلك الخطوة تمهيدًا لآمال إسرائيل  بجعل دولتهم يهودية - أي أن إسرائيل تكون هي دولة الشعب اليهودي- وهو  القانون الذي تطمح  إليه  دولة الاحتلال منذ إنشاء إسرائيل وحتي يومنا هذا وتسعي للاقتراب منه يومًا تلو الآخر، فهذا القانون من أخطر القوانين والإجراءات التي تقوم بها الصهيونية العالمية والحكومة الإسرائيلية من خلال تحقيق أهدافها في مصادرة الأراضي والأملاك وتهجير المواطنين الفلسطينيين هجرة قسرية بحجة أن لليهود حقا في تقرير مصيرهم، كما أن خطورة أخرى تكمن في القانون تتمثل في وضع القدس  حيث يعرّف المدينة المقدسة بأنها (كاملة وموحدة عاصمة لإسرائيل.

 وفي حال تحقق هذا القانون سيعد بمثابة نسف كل أمل في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أنه نسف أي حديث عن إمكانية التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين،  وقد يترتب عليه مستقبلا سحب الجنسية  والترحيل وانتهاك الحق في المساواة، فيهودية الدولة تعني أن  إسرائيل  تقود حربا دينية في المنطقة، وأن الصراع الديني الذي يهرب منه العرب هو أساس الصراع في فلسطين المحتلة.

 وتعليقًا علي الأحداث الأخيرة بشأن تهويد اسرائيل ، وانتشار المخاوف بأن تكون تلك الخطوة بداية الحرب الدينية  في منطقة الشرق الأوسط قال الدكتور أحمد فؤاد أنور الخبير في الشأن الإسرائيلي:" لا تزال إسرائيل تتخبط حول طبيعتها وضوابطها الحاكمة وصورتها المستقبلية، فهناك من يرى من القوى الدينية المتحالفة مع اليمين والمستوطنين (وهم يمثلون أقل من ثلث عدد السكان لكن صوتهم زاعق وعنفهم مروع) أهمية أن تكون إسرائيل دولة دينية، وهو ما يتضمن بالضرورة “ترانسفير” أي ترحيل جماعي للسكان وتفريغ الضفة والقدس الشرقية وقطاع غزة إن أمكن من كثافاته السكانية، وهو ما يفتح الباب على أساطير وأحلام توسعية ويستدعى بالضرورة رد فعل عنيف من شرائح عديدة من العالم الإسلامي وليس المحيط الفلسطيني أو العربي فقط. وفي المقابل هناك أغلبية ترفض هذا التوجه وترى أن الحل يكمن في دول علمانية على النموذج الغربي باعتبار أن هذا أيضا يضمن أمن إسرائيل. وهناك مجموعة يسارية ترى أن الحل يكمن في دولة لكل مواطنيها.

وتابع  الدكتور أحمد فؤاد: الحرب الدينية على هذا النحو محتملة وغير مستبعدة في سياق انفجارات صغيرة واستفزازات في المقدسات تؤدي لمواجهات شاملة واسعة النطاق.. وهو ما تخشاه قيادات المعسكر الرافض لنتنياهو وتم التعبير عنه في احتجاجات واسعة النطاق على تكبيل السلطة القضائية بوصفها الرقيب الوحيد على الحكومة في ظل كنيست تسيطر عليه الحكومة وتوظيفه للتشريع الذي يصب فقط في مصلحتها،  وقد تشتعل نيران الحرب الدينية في إسرائيل داخليا في ظل تكفير أعداد كبيرة من القيادات المتطرفة لمن لا يلتزم بتعاليم الشريعة اليهودية، ويعتبرونهم "أغيار يتحدثون العبرية".. وهو ما ينطبق من الأساس على نحو مليون وربع مليون نسمة يمثلون المهاجرين من أصول روسية وأثيوبية،  وستضرر منه المرأة الإسرائيلية بشكل خاص في ظل تفسيرات للنصوص المقدسة يسيطر عليها الرجال، وبالطبع ستؤثر بالسلب على الاقتصاد وهروب رؤوس الأموال.. وكل من حضر لإسرائيل مهاجرا سعيا في تحسين أوضاعه الاقتصادية.

وأضاف الدكتور أحمد فؤاد: خطورة الحرب الدينية أيضا أنها إذا نشبت ستدور حول المقدسات وسيتضرر منها الجميع في المنطقة ولن تتدخل فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر نظرا لانشغالها بترتيب أوضاع شرق أوروبا والشرق الأقصى في مواجهة الطموح الروسي والصيني. وستعزز مكانة ميليشيات وأذرع إيران في المنطقة وكل من يرفع شعارات دينية مما يخلق حالة من الفوضى والانفلات لا يمكن السيطرة عليه في زمن قريب.. وبالطبع قد تنزلق الاشتباكات وتندلع أعمال العنف والإرهاب في ساحات بعيدة وغير متوقعة. 

واستطرد قائلا: أتوقع أن تكون الشرارة في الحرم القدسي أو الحرم الإبراهيمي أو حتى باستهداف كنائس ورجال دين مسيحي، في ظل هوس من بن جفير وسموتريتش وتأسيس ميليشيات الحرس الوطني، والتوسع في التصريح بحمل السلاح لكل الإسرائيليين، حيث يرى أنصار حركة كاخ الذين تولوا مناصب وزارية في حكومة نتنياهو بعد ان كان محظورا عليهم حتى دخول الكنيست! أنه حان الوقت لتغيير الوضع الراهن في الحرم الشريف وبسط السيادة اليهودية الكاملة عليه.

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية