رئيس التحرير
عصام كامل

باحثة في الشأن الصيني تكشف أسباب توجه الصين لبناء قواعد عسكرية في عدد من الدول

علم الصين وأمريكا،
علم الصين وأمريكا، فيتو

قالت الباحثة في الشأن الصيني تمارا برو،  تعليقًا على الخطوة الصينية الجديدة بشأن إنشاء قواعد عسكرية بحرية في أكثر من قارة ومنها أفريقيا، وأخطار إنشاء تلك القواعد، أن العديد من التقارير الغربية نشرت خلال السنوات الأخيرة وثائق تتحدث عن أن الصين تريد إنشاء قواعد عسكرية لها في عدد من دول العالم مثل كمبوديا غينيا الاستوائية الإمارات وباكستان وسريلانكا وغيرها.

 

وتابعت في تصريحات خاصة لـ فيتو: على الرغم من ذلك الآن الصين لديها قاعدة عسكرية واحدة خارج أراضيها وهي في جيبوتي ومخصصة للأغراض اللوجستية، وإذا كانت الصين تريد بناء قواعد عسكرية خارج أراضيها فبالدرجة الأولى تريد حماية طرق الشحن والتجارة وحماية الممرات المائية لكي تضمن تدفق النفط إليها خاصة أن الصين لديها مشروع بنى تحتية ضخم هو مشروع الحزام والطريق وتسعى إلى أن يكون اقتصادها الأول عالميًّا.

 

 

وأضافت: "إزاء العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي بهدف  تطويق الصين، لدى بكين قلق من أن تقوم واشنطن التي تمتلك أكثر من 800 قاعدة عسكرية لإعاقة سلاسل التوريد وإغلاق الممرات المائية، ولا تهدف الصين من وراء بناء قواعد عسكرية الي التصادم مع الولايات المتحدة الأمريكية بل إلى حماية مصالحها، ولمن بناء قواعد عسكرية لن يرضي واشنطن التي تضغط على الدول لعدم التعامل مع بكين في بناء هذه القواعد العسكرية.

 

 بينما قالت الدكتورة  نادية حلمي، الخبيرة المصرية في الشؤون السياسية الصينية والآسيوية، وأستاذ العلوم السياسية جامعة بني سويف تعليقًا على تأثير القواعد البحرية الصينية على النفوذ الأمريكي حول العالم أنه بعد إقرار الصين خطة مبادرة طريق الحزام والطريق الصيني عام ٢٠١٣، شرعت في ضمان السيطرة لحماية مصالحها بحريًّا وعالميًّا لذا أصدرت اللجنة المركزية العليا للحزب الشيوعي الحاكم في الصين لخطة (عقد اللآلئ)، والتي تعني ضرورة إنشاء مجموعة قواعد عسكرية وبحرية صينية في آسيا والمحيط الهندي والقارة الأفريقية ضمانًا للحفاظ على مصالح واستثمارات الصين المتنوعة حول العالم.

 

وأضافت تحاول الصين  الحصول على تسهيلات بحرية في أكبر عدد ممكن من الموانئ الأوروبية كألمانيا وإيطاليا واليونان، فضلًا عن التوسع الصيني الكبير فى كافة الموانئ الأرجنتينية في أمريكا اللاتينية، لتكون شبكة مراقبة للملاحة الأمريكية فى جنوب المحيط الأطلنطي، مع احتمالية التفاوض الصينى على استغلال أكبر عدد ممكن من المواني التي يكثر استخدام السفن الصينية لها، مثل: (ميناء كراتشى الباكستاني، ميناء صلالة العماني، موانئ سيشل، مينائي ميانمار وسيرلانكا المجاورتين).          

وقالت: الصين بدأت فعليًا عام ٢٠١٦، بالشروع في بناء أول قاعدة بحرية لها أفريقيًا وخارج حدودها فى دولة جيبوتي، ومن بين الأسباب التى جعلت جيبوتي ذات أهمية كبرى بالنسبة للصينيين، كونها من المحاور الرئيسية للتجارة العالمية. فأكثر من ٨٠% من حركة السلع والتجارة التى تستوردها جارتها أثيوبيا، يتم إفراغها فى ميناء "دورالية" الجيبوتي، وهو أحد أكبر مواني المياه العميقة فى منطقة شرق أفريقيا، كما تحاول الصين فى الوقت الحالى بناء العديد من القواعد البحرية فى أفريقيا، بالنظر لأهميتها بالنسبة للصين، لكونها تقربها من شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي، التي تستورد منها الصين نصف نفطها الخام حول العالم. وهنا يذكر أن الصين فى السنوات الأخيرة امتلكت أسهم ربع ميناء جيبوتى، كما أنها شريكة فى إنشاء البنية التحتية للموانئ ومنشآت الطاقة والقطارات، ومسؤولة عن حركة التجارة الحرة فى جيبوتي وإثيوبيا أيضًا.    

 

وأضافت: تأتي الإستراتيجية الصينية في السيطرة على مناطق المواني والممرات البحرية والقسم الغربي بالأخص من المحيط الهندي لتحسين مكانة الصين مقابل الهند، المنافسة الآسيوية الأقوى للصين، والتي تملك قوة سيطرة فعليًا على المحيط الهندي.

 

وأشارت إلى أن الصين بهذه الخطوة تحاول اختبار مدى تأثير تعزيز قوتها في المنطقة وفي البحار وفي العالم كله، وأن تشكل قوة رادعة أمام منافساتها في المنطقة والدول العظمى، كما أن تعزيز نفوذ الصين في عدة مناطق في العالم هو جزء من الإستراتيجية العامة للخارجية الصينية من أجل تحقيق رؤية الصين الاقتصادية الإستراتيجية، المتمثلة بالمحافظة على الاستقرار في العالم الذي من شأنه ضمان استقرار خطوط التجارة الدولية بالنسبة للصين. وعليه تسعى الصين لتطوير قوة عسكرية بحرية حديثة وملائمة لمصالحها فى مجالات الأمن والتطوير الوطني، وتوسيع قدرتها من حماية الشواطئ إلى حماية المياه المفتوحة، وحماية خطوط النقل الإستراتيجية ومصالح الصين التى تتعدى البحر، وكل ذلك يصب في خدمة الصين وطموحها العالمى للتحول لإمبراطورية عسكرية بحرية فى مواجهة نفوذ وتمدد الأمريكان.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية