رئيس التحرير
عصام كامل

ثقافة الاعتذار هي سبب أزمة مصر السياسية


أزمة مصر السياسية الحالية تكمن في ثقافة أوربية شديدة التحضر لا تعرفها المجتمعات العربية ألا وهى ثقافة الاعتذار....تبدو كلماتى هذه كلمات غريبة تسبح في دنيا خيالية لا تلامس أرض الواقع في عقل مصرية تعيش بالخارج تحاول عبثا نقل ثقافات غربية لا تتوافق مع ظروف مصر الراهنة وتتعارض وطبيعة الشخصية المصرية ولكننى وكعادتى تعودت دوما البحث عن أصل العلة لعلاجه على عكس الكثيرين الذين يكتفون عادة بعلاج ظاهر المشكلة التي سرعان ما تطفو على السطح مرة أخرى معلنة عن نفسها ومهددة استقرار البلاد.

أغلب الثقافات الراقية ترجع أصولها إلى حضاراتنا القديمة العظيمة وثقافة الاعتذار نابعة من روح عربية أصيلة وهى الرجوع للحق فضيلة ولكن يحول بيننا وبينها آفة العناد وداء الكبرياء.. مصر ما زالت تخطو خطواتها الأولى في طريق الديمقارطية ووارد به العثرات والمشاكل والأخطاء ووارد به أيضا سرعة تداركها وبذل الجهد لإصلاحها ولكن على مدى العامين والنصف وإلى الآن حصد كل مسئول تلو الآخر سلسلة من الإخفاقات التي لم يعترف بها ولم يتوان عن البحث الدائب في دروب ودهاليز العناد والكبرياء عن مبررات تبرئ صفحته أمام الناس وإن عجز عن تبرير صفحته أمام التاريخ الذي سنكون شهودا عليه يوما ما..

ولو أننا فتحنا أبواب المبررات واكتفينا بها لوجدنا لحروب العالم أطنانا من المبررات فكل خطأ في الدنيا يمكن أن يخلق له مبررا من وجهة نظر فاعله.. ولكنه موروث الأعراف العربية حيث جرت العادة على الأحكام العامة الظالمة والتي تضع من يعتذر عن خطؤه في كفة الضعفاء إضافة إلى الضغوط النفسية للكبرياء فزاد هذا من دفع الأمور كلما مر الوقت إلى نفق مظلم ولن يستتب الأمر لرئيس في مصر حتى يملك الجرأة الكافية على الاعتراف بأخطائه ومحاولة إصلاحها سريعا ليغير مفهموما عقيما ترسخ في أذهان الناس عن صورة الزعيم الكامل المنزه عن الخطأ ويتعلم الشعب أن الاعتذار قوة لأن الاعتراف بالأخطاء أول الطريق لتصحيح المسار.
الجريدة الرسمية