رئيس التحرير
عصام كامل

سر الأربعين، حكاية أماكن مصرية تحمل هذا الاسم

سر الأربعين، حكاية
سر الأربعين، حكاية أماكن مصرية تحمل هذا الاسم،فيتو

 تزخر مصر بالعديد والعديد من أسماء الأربعين، فكما تتواجد منطقة الأربعين بالسويس يتواجد  أيضا درب الأربعين أو طريق الأربعين في أسيوط، كما يتواجد أيضا وادي الأربعين بمنطقة سانت كاترين بجنوب سيناء، ولكل واحد من هذه المسميات قصة ورواية  فما هو سر انتشار هذا الاسم، وما هي حكاياته ودلالاته؟ 

ضريح سيدى الأربعين.. هنا التواشيح والبركة
سر الأربعين، حكاية أماكن مصرية تحمل هذا الاسم

 

ميدان الأربعين بالسويس

تعود تسمية ميدان الأربعين بذلك الاسم نسبة إلى مسجد الأربعين أو بشكل أدق (مسجد سيدي عبد الله الأربعين) وهو أحد الغرباء يدعى عبد الله جاء إلى السويس أثناء حفر قناة السويس  ضمن مجموعة من أربعين شخصا اعتبرهم السكان الأصليين للمدينة من أولياء الله الصالحين،  وكان عبد الله آخر هؤلاء المتوفين فأطلقوا علية عبد الله الأربعين  ويقال إنه كان رجلا محبوبا وصالحا ومجاهدا واشتهر عنه مقاومته لنظام السخرة الذي استخدم لجلب العمال والفلاحين من المحافظات لحفر القناة، وساعد عبد الله حفارين القناة على معرفة أمور دينهم الإسلامي فالتف الناس من حوله وأصبح رمزا لشخصية المقاوم الثائر، إلى أن توفى بالسويس ودفن بذلك المكان، وقام الأهالي ببناء مسجد فوق قبره وأطلقوا على المكان الأقرب للمسجد اسم ميدان الأربعين. 

Advertisements

درب الأربعين".. طريق قوافل الحجاج قديمًا بالصعيد وشريان التجارة - باب مصر
سر الأربعين، حكاية أماكن مصرية تحمل هذا الاسم

درب الأربعين بأسيوط

هو طريق تاريخي اشتهر بتجارة الإبل بدءا من دارفور بالسودان وحتى إمبابة بمصر، ويمتد حتى الواحات الخارجة ثم يسير جنوبًا مارًا بواحة سليمة وبئر النطرون، حتى يصل إلى الفاشر في غرب السودان وتقطعه القوافل في أربعين يومًا، ويقال إن هذا أحد أسباب تسميته بهذا الاسم.

 وقد ذكر المؤرخون درب الأربعين في معظم ما كتب عن مصر، فقال ابن بطوطة من حد الجنوب عند أسوان كان يمتد الطريق إلى مالي ثم سلجماسة مارًا بدنقلة وهي من البلاد الكبيرة في السودان ومنها إلى سول وهي آخر بلاد مالي ثم على قاعدة كوكو في بلاد البرتو وتمبكتو في مالي، ثم ولاته ومنها إلى كلباسة.. ومن أسيوط كان يخرج إلى السودان الغربي مارًا بالواحات الداخلة والكفرة ويتجه إلى السودان ومنها إلى غانا.

ويقال" إنه سمي بالأربعين نظرا لمرور (40) من الطرق الصوفية منه وإليه خاصة أولياء الطريقة الشاذلية، ويقال أيضا أنه سمي بالأربعين لأنها مدة سير الجمال بداخله. 

 

 وادي الأربعين بسانت كاترين

يعد وادي الأربعين من أجمل وديان سانت كاترين، وربما يرجع تسمية وادي الأربعين بهذا الاسم، لأنه مر عليه ٤٠ نبيا من أنبياء الله، وهو أحد أشهر الطرق البديلة والمختصرة للوصول لجبل موسى، ويمتاز بعدد من المزارات الطبيعية والدينية أشهرها ما يعتقد بأنه حجر موسى الذي ضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا.

قبة سيدي الاربعين
سر الأربعين، حكاية أماكن مصرية تحمل هذا الاسم

 

قبة سيدي الأربعين بمنطقة السيدة زينب 

 وفي منطقة السيدة زينب تتواجد قبة سيدي الأربعين وهي ليست أثرا وغير مسجلة فى عداد الآثار الإسلامية، وهي ما تبقى من زاوية تُنسب لمن يُدعى سيدي الأربعين، وتحتها ضريح الشيخ عبد المجيد اللبان.

 

العدد أربعون في القرآن الكريم

ورد في القرآن الكريم العدد أربعون أربع مرات: ثلاثة منها في قصة موسى -عليه السلام-: اثنتان منهما في وعد الله تعالى له، والثالثة في مدة التيه. وأما الرابعة، فهي في بلوغ الإنسان أشده.

 حيث قال تعالى عن بني إسرائيل: " قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِى الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ"

قال تعالي: "وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُون".

قال تعالى: "وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ"

وقال أيضا: "حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّى مِنَ الْمُسْلِمِينَ".

 

كما ورد هذا العدد في السنة كثيرًا: فمن ذلك نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأربعين، وأن من صلّى عليه أربعون شفعهم الله فيه، وأطوار خلق الجنين، ودعاؤه صلى الله عليه وسلم أربعين صباحًا على رعل وذكوان..، وأن ريح الجنة يوجد من مسيرة أربعين، وما بين مصراعين من مصارعها أربعون، وأن الوقوف أربعين خير من المرور بين يدي المصلي، والتوقيت في خصال الفطرة أربعون، وأن من أتى عرافا، لم تقبل صلاته أربعين، ومكوث الدجال..

 

سبب انتشار أضرحة سيدي الأربعين

 يقول أحمد أمين، صاحب موسوعة قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية الصادر عام 1953:"عند المصريين شيخ مشهور يسمى سيدى الأربعين، يدعون أن له أربعين مقبرة كناية عن الكثرة، وليس المراد بها العدد المخصوص، والسبب أن صاحب بيت إذا وجد ناس " يبولون" فى ركن من أركان بيته أو حارته فمنعهم فلم يقبلوا، احتال بين ليلة وضحاها فادعى أن هذا المكان هو سيدى الأربعين وبنى ضريحًا صغيرًا، وادعى أن فيه شيخًا فامتنع الناس عن البول فى هذا المكان ولذلك تراه كثيرًا فى أركان القاهرة".

المؤرخ المصري، جمال
سر الأربعين، حكاية أماكن مصرية تحمل هذا الاسم

بينما يرى الأديب جمال الغيطاني، أن سبب انتشار أضرحة سيدى الأربعين يرجع إلى أسطورة إيزيس وأوزوريس الشهيرة، وهى قصة الملحمة الخالدة "ست" التى قامت بتقطيع جسد أوزوريس ووزعته على أقاليم مصر"أربعين"، حتى لا تتمكن زوجته إيزيس من إعادة الحياة إليه، وصارت كل ناحية تفخر بأن فيها جزءا من القطع الأربعين لأوزوريس،  الذي صار إلها للحياة الآخرة عند المصريين القدماء، وانتشرت عبادته ضمن الثالوث الشهير"إيزيس وأوزوريس وحورس" في ربوع مصر، بل ووصل تقديس الأم "إيزيس" إلى بلاد أثيوبيا والسودان تلك التى ارتبط بها كثير من الطرق الصوفية وما زالت الرحلات الصوفية المتبادلة بين مصر وإفريقيا حتى الآن خصوصا على مستوى علاقات الطرق الصوفية الشعبية".

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية