رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الجبالي يكتب: جهاد جريشة.. هل يكذب أم يتجمل؟!

جهاد جريشة، فيتو
جهاد جريشة، فيتو

«أنا لا أكذب.. ولكني أتجمل» هذا عنوان الفيلم الشهير الذي قام ببطولته الفنان الراحل المبدع أحمد زكي، وكتب قصته الراحل إحسان عبد القدوس حيث كان الكذب في ذلك الوقت يقتصر على التباهي بالمظاهر الخارجية أو الانتماء للأسر العريقة أو السكن في منطقة راقية.

تذكرت أحداث هذا الفيلم عندما فوجئت بقيام الكابتن جهاد جريشة الحكم الدولي السابق بعمل مداخلة هاتفية عبر برنامج ملعب الشمس مساء أمس في حضوري مع الكابتن مجدي عبد الغني مقدم البرنامج، والزميل أشرف الشامي، وذلك بهدف نفي الخبر الذي نشرته أمس الأول في فيتو تحت عنوان:

انفراد.. تفاصيل تهديد بيريرا بالرحيل عن لجنة الحكام بسبب جهاد جريشة

وكان مضمونه يشير إلى أن البرتغالي بيريرا رئيس لجنة الحكام تواصل مع الكابتن جهاد جريشة لكي يجتمع به رغبة منه في ضمه للجنة الحكام بالموسم الجديد وأنه كفاءة مشهود بها وسيكون إضافة للجنة رغم وجود بعض الاعتراضات من داخل وخارج اللجنة على وجوده.

Advertisements

الغريب أن  الكابتن جهاد جريشة على يقين تام من صحة المعلومات التي تم نشرها في الخبر وأنه بالفعل بيريرا تواصل معه وجهاد جريشة نفسه قال للمقربين منه بأن رئيس اللجنة تواصل معه وأنا على يقين تام من صحة هذه المعلومة، إذن.. ما هو المبرر أو الدافع الذي يجعل الكابتن جهاد على الأقل " يقل في نظري " بعدما أعلن خلال هذه المداخلة بأنه لا يوجد أحد تواصل معه ؟!.. هل تلقى تعليمات بضرورة نفي الخبر حتى لا تزداد حدة الاعتراضات من الحكام على وجوده ويتم تعيينه في هدوء ؟ أم أنه فعل ذلك بناء على طلب من بيريرا نفسه ؟ أم أن هناك بعض الصبية من مراهقين السوشيال ميديا وحديثي العهد بمهنة الصحافة أقنعوه بأنه عندما يخرج ويقول لم يتواصل معي أحد سترتفع وقتها أسهمه بين أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة وبالتالي تتم الموافقة على ترشيح بيريرا بوجوده في اللجنة؟

 

أنا عن نفسي كنت حريص جدا على عدم إحراج جهاد جريشة على الهواء بذكر من الأشخاص الذين قال لهم بأن بيريرا تواصل معه، وبأمارة أن بيريرا تواصل أيضا مع سيد مراد وتامر دري لكي يكونا مع جهاد في اللجنة.

لجنة الحكام بإتحاد الكرة 

في الحقيقة وبكل وضوح وصراحة وبعيدا عن الخبر الانفراد الذي أكدته في اليوم التالي عدد من المواقع والبرامج الرياضية ، كنت من ضمن المقتنعين بكفاءة جهاد جريشة وقدرته على اعادة الصواب لـ " الحال المايل " الموجود داخل لجنة الحكام، ولكن بعد هذا الإصرار الغريب من جانبه على أبعاد ما اعتبره " تهمة " تواصل بيريرا معه بدأت أشك في قدرة جريشة في تصحيح المسار من جديد للجنة خاصة وأن هذا التصحيح للمسار يحتاج من وجهة نظري المتواضعة التي لا قيمة لها  لشخص قوي وجريء وشجاع غير متردد ولا يولي أي اهتمام للتوازنات المطلوبة لكي يصل إلى كرسي اللجنة..!!

فهل الكابتن جهاد يكذب أم يتجمل أم ماذا ؟ أم أن المصالح الصغيرة الضيقة تجبرنا على قول ما هو غير حقيقي والنفاق خوفا من إثارة الأعداء مع تجاهل ما يمكن دفعه من ثمن لا يعوض بكل كنوز الأرض ألا وهو احترامنا لأنفسنا.!!

 

وأخيرا.. 

كثيرا ما وجدنا التجار يبيعون بضاعتهم تحت معسول الكلام، فيشتري المشتري البضاعة واثقًا ومتأكدًا من جودتها، وبعد مرور أيام قليلة تظهر حقيقة تلك البضاعة تحت هذا المسمى: " إني لا أكذب ولكني أتجمل".

الجريدة الرسمية