رئيس التحرير
عصام كامل

مرحلة التعليم الثانوي الفني

الأحلام الوردية في وزارة التربية (3)

ومازالت الأحلام مستمرة نحو تحقيق تعليم أفضل لأبناؤنا الطلاب، وسوف يتناول مقال اليوم التعليم الثانوي الفني.. ويعتبر التعليم الثانوي الفني عنصرا أساسيا للتنمية الحقيقية في مصر ومصدر أساسي لإمداد سوق العمل بالعمالة اللازمة والمدربة بدقة ومهارة وتحاول الوزارة دائمًا تطوير التعليم الفني من خلال ربط التخصصات باحتياجات سوق العمل والصناعة.


يهدف التعليم الفني إلى إعداد الطلاب في مجالات الصناعة والزراعة والتجارة والإدارة وتنمية الملكات الفنية لدى الدارسين، وتستطيع هذه المدارس أن تقوم بمشروعات انتاجية ذات صلة بتخصصها ويتم تمويل هذه المشروعات وإدارتها ومحاسبتها من خلال وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

Advertisements


وقد قامت الوزارة في خلال السنوات السابقة بعدد من الآليات لتطوير العملية التعليمية داخل مدارس التعليم الفني وذلك في إطار استراتيجية تطوير التعليم الفني 2.0 ومن خلال الشراكات مع الجهات الدولية المختلفة، ألا وهي:


1- إلغاء نظام الخمس سنوات واعتماد نظام الثلاث سنوات كنظام أساسي للتعليم الفني اعتبارًا من العام الدراسي 2022/2023.
2- اعتماد نظام الجدارات فيما يخص التعليم الفني العام والتعليم الفني المزدوج.
3- تم إنشاء 52 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية بشراكة ثلاثية بين الوزارة والقطاع الخاص وجهة دولية معتمدة للمناهج، حققت نجاحا كبيرا وتستهدف الوزارة لوصول إلى 200 مدرسة خلال الأعوام القادمة.

4- تم إنشاء مراكز التميز وهي مدارس تعمل تحت مظلة عدد من شركات القطاع الخاص التي تعمل في مجال تخصص المدرسة.
5- إنشاء هيئة جديدة يختص عملها بالجودة والاعتماد "إتقان" لمدارس التعليم الفني فقط.
6- إنشاء أكاديمية لمعلمي التعليم الفني.
7- العمل على تطوير المناهج في جميع تخصصات التعليم الفني العام والمزدوج بما يواكب متطلبات سوق العمل.

 

سلبيات التعليم الفني

ولابد أن نذكر أنه بالرغم من كل هذه الجهود التي تتم داخل الوزارة لتطوير وتحسين صورة التعليم الفني، إلا أن التعليم الفني لازال هناك بعض القصور والسلبيات ما بين أسباب تعليمية وفنية واقتصادية وتشريعية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:


1-  المعامل والورش داخل المدارس مازالت تحتاج للتطوير ورفع كفائتها على المدى البعيد.
2- ضعف التمويل اللازم لمشروعات رأس المال داخل المدارس وخاصةً مدارس التعليم الصناعي.
3- يوجد الكثير من المعلمين داخل المدارس لم يتم تأهيلهم أو تدريبهم بشكل جدي مما يقلل من تطوير أداءه مع الطلاب داخل الفصول، حيث تهتم التدريبات المقامة بالجانب الكمي وليس الكيفي، أي بعدد المتدربين وليس بجودة التدريب.


4- ضعف أجور المعلمين مما يضطرهم إلى البحث عن وظائف لتحسين الدخل مما يقلل من تركيزهم واهتمامهم بالعمل.
5- وجود عجز في معظم التخصصات داخل المدارس والإدارات والمديريات مما يتسبب في أن معظم المعلمين يؤدون حصص أعلى من النصاب القانوني للمعلم.
6- الصورة الذهنية السلبية من قبل المجتمع للطلاب الملتحقين بالتعليم الفني والخريجين.


7- قلة عدد الوظائف اللائقة لخريجي التعليم الفني وضعف الأجور التي يحصلوا عليها.
8- كثرة الأنظمة التعليمية داخل التعليم الفني يُحدث نوعًا من الارتباك والتردد للطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية في الالتحاق بالنظام الذي يتناسب مع قدراته وامكانياته واهتماماته.
9- عدم وجود معلومات كافية لطلاب المرحلة الإعدادية عن هذه التخصصات والأنظمة الموجودة ومسارها التعليمي ومسارها العملي بعد حصوله على الشهادة.


ولتحقيق الحلم المنشود والأمل في أن نجد التعليم الفني هو العنصر الرئيسي لتحقيق التنمية الحقيقية في مصر، وليكون المصدر الأساسي لإمداد سوق العمل بخريج على قدرة كبيرة من المهارة والدقة على المستويات، ويكون قادرًا على المنافسة بين أقرانه من كافة الدول، لابد أن تتضافر كافة الجهود، وتذليل العقبات وتسخير كافة الامكانيات المتاحة ووضع خطط استثمارية لهذا التعليم الضخم..

 

بالإضافة إلى وضع خطة لتطوير المعامل والورش داخل المدارس، ورفع كفائتها بما يتناسب مع التقدم التكنولوجي في كافة المجالات بالتوازي مع إعداد خطة متكاملة للتنمية المهنية للمعلمين وخاصةً معلمي المواد العملية، وذلك لإعدادهم بشكل متميز لتدريب وتعليم أبنائنا الطلاب في كافة المجالات بما يتناسب مع الأنظمة الموجودة بالوزارة، ولابد من أن تشمل مسابقة تعيين “30 ألف معلم” معلمي التعليم الفني حيث أن المسابقة أغفلت تعيين أي منهم. 


وعلى الدولة ممثلة في جميع قياداتها أن تقوم بالتواصل المباشر وغير المباشر لتشجيع القطاع الخاص لتأسيس مدارس بداخل كل مصنع وكل فندق من خلال تقديم بعض التسهيلات للمشاركين من القطاع الخاص.


وأيضًا توفير المعلومات والإحصاءات والبيانات أمام الطلاب في المرحلة الإعدادية حتى يكون اختيارهم للنظام التعليم قائم على مهاراتهم وقدراتهم واهتماماتهم.

 


وفي الختام نتمنى من جميع الجهات والهيئات سواء الجهات الحكومية والقطاع الخاص ورجال الأعمال، أن تتضافر جهودهم لإحداث ثورة تعليمية لمدارس التعليم الفني، كما نتمنى أن تتغير النظرة المجتمعية السلبية لطلاب وخريجي التعليم الفني، وأن يقوم أولياء الأمور بتشجيع أبنائهم للالتحاق وفقًا لقدراتهم، وأن يتم مراعاة كافة الفروق الفردية بين الطلاب. 
وللحديث بقية

الجريدة الرسمية