رئيس التحرير
عصام كامل

انقلاب النيجر، فاجنر تنتقم من الرئيس العربي المؤيد للوجود الفرنسي، مظاهرات تطالب بتدخل روسيا، وباريس وواشنطن تسعى لإنقاذ بازوم

مؤيدو الانقلاب يحتفلون
مؤيدو الانقلاب يحتفلون خارج الجمعية الوطنية في نيامي، فيتو

في انقلاب النيجر، تبدو أصابع مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة، واضحة في الأحداث، حيث يثير سعي قوات فاجنر نحو التواجد في دول عدة بغرب أفريقيا أسئلة حول دورها المحتمل في الانقلاب على رئيس النيجر محمد بازوم، الذي رفض المشاركة في القمة الأفريقية - الروسية المنعقدة حاليا، كما أنه لم يتراجع عن إعلان دعمه لجهود فرنسا في الحرب على الإرهاب بالساحل.

وقد استقرت في القواعد المنتشرة بالنيجر، بعد خروج القوات الفرنسية من مالي، ويقدر عددها بـ3 آلاف جندي.

Advertisements

اقرأ للمزيد: باريس تكشف الحالة الصحية لرئيس النيجر المحتجز وتصف الانقلاب بـ"ليس نهائيًّا"

هل “فاجنر” مسئولة عن الانقلاب؟

من هنا، لا يستبعد مراقبون أن يكون لقوات فاجنر اليد الطولى في الانقلاب على بازوم، إذ أعلن قائدها يفجيني بريجوجين قبل نحو أسبوع أن قواته ستركز جهودها على أفريقيا.

يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان - بيير أمس الخميس إن الولايات المتحدة لا ترى أي مؤشرات يعتد بها على تورط روسيا أو قوات مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة في الانقلاب بدولة النيجر.

انقلاب النيجر، فيتو

في ذات الوقت، تبحث فرنسا عن مخرج سلمي لإنهاء تمرد النيجر، وإطلاق سراح الرئيس محمد بازوم، وسط مطالبات من الولايات المتحدة لمجلس الأمن بالتدخل لخفض التصعيد.

العودة إلى الحكم الديمقراطي

وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، اليوم الجمعة، على أن الانقلاب في النيجر ليس "نهائيًا" بعد، آملة في أن يستجيب الانقلابيون الذين احتجزوا رئيس البلاد إلى الدعوات الدولية للعودة إلى الحكم الديمقراطي.

بازوم، فيتو

وأوضحت: "إذا سمعتموني أتحدث عن محاولة انقلابية، فذلك لأننا لا نعتبر الأمور نهائية، ولا يزال هناك مخرج إذا استمع المسؤولون (عن تلك المحاولة) إلى المجتمع الدولي".

وأشارت إن بازوم تحدث إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة، مؤكدة: "يمكن الوصول إليه، وقد قال أيضًا إنه في صحة جيدة".

من جانبها، تؤيد الولايات المتحدة من جهتها قيام مجلس الأمن بإجراءات لخفض التصعيد في النيجر، وفق ما قاله متحدث باسم بعثة واشنطن في الأمم المتحدة، أمس الخميس.

وأعلن بيان أمريكي، أن سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد تحدثت إلى رئيس النيجر محمد بازوم أمس الخميس.

وعلى الرغم من الإدانات الأفريقية والدولية، فقد أعلن قائد الجيش في النيجر، أنه يؤيد انقلاب القوات التي أعلنت استيلاءها على السلطة في البلاد بعد اعتقالها الرئيس المنتخب محمد بازوم.

المعروف أن بازوم هو أول رئيس مدني منتخب يتسلم السلطة بشكل سلمي من رئيس مدني منتخب في النيجر منذ استقلالها. وهو أيضا حليف مقرب لفرنسا.

جيش النيجر ينهي آمال الرئيس

وجاء بيان جيش النيجر ليقطع أي أمل لمحمد بازوم الرئيس المحتجز منذ أمس الأول من الحرس الرئاسي، حين أعلن رئيس أركان القوات المسلحة تأييد مطالبة العسكريين الانقلابيين بوضع حد لنظام بازوم.

وأعلن بيان وقعه رئيس الأركان الجنرال عبده صديق عيسى أن "القيادة العسكرية للقوات المسلحة في النيجر قررت تأييد إعلان قوات الدفاع والأمن، من أجل تجنب مواجهة دامية بين القوى المختلفة".

وأعرب أنصار الرئيس عن أملهم بأن يتدخل الجيش لإنهاء احتجاز بازوم من أفراد من الحرس الرئاسي أمس الأربعاء، بخاصة بعد البيان الذي صدر في الساعات الأولى للانقلاب، وأكد أن الجيش يطالب قوات الحرس الرئاسي بأن يعودوا لرشدهم، وأنه مستعد لمهاجمتهم لوأد حركة مناهضة للجمهورية.

الجيش يدعم الانقلاب على بازوم

إلا أن الجيش حذر في بيانه الأخير، الذي يؤكد مساندته للانقلاب على بازوم، من أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للنيجر، وقال إن أي تدخل عسكري خارجي سيؤدي إلى عواقب وخيمة.

يشار إلى أن عسكريين من الحرس الرئاسي أعلنوا في بيان بث على التلفزيون الرسمي مساء أمس الأول عزل الرئيس محمد بازوم رسميًا، وتعليق العمل بجميع المؤسسات المنتخبة وإغلاق الحدود وحظر التجول حتى إشعار آخر.

طالع أيضا: شاهد: علم روسيا يرفع وسط مؤيدي انقلاب النيجر وفرنسا قد تخسر آخر حلفائها في المنطقة

وقال العسكريون إنهم يضمنون السلامة الجسدية والمعنوية للرئيس ومعاونيه ويلتزمون بجميع تعهدات النيجر، كما حذروا القوات الفرنسية من أي تدخل في الشأن الداخلي، وأشار البيان إلى "هبوط طائرة عسكرية فرنسية في المطار الدولي على رغم إغلاق الحدود البرية والجوية حتى إشعار آخر".

ردود أفعال الشارع

من جانبه، وفي أول رد فعل رسمي له رفض الرئيس محمد بازوم الانقلاب، وقال في رسالة عبر منصة "إكس" المعروفة سابقًا بـ"تويتر"، إنه "ستصان كل المكتسبات التي حققت بعد كفاح طويل". وأن "كل أبناء النيجر المحبين للديمقراطية والحرية سيحرصون على ذلك".

فيما أوضح  وزير خارجيته حسومي مسعودو أن "السلطة القانونية والشرعية هي التي يمارسها رئيس النيجر المنتخب محمد بازوم"، وأضاف: "نحن السلطات الشرعية والقانونية".

آلاف يؤيدون الانقلاب ويطالبون بتدخل روسيا

وعلى المستوى المحلي، تباينت ردود فعل النيجريين الذين فوجئوا بالعملية التي قادها الحرس الرئاسي، فبينما تظاهر مئات في مسقط رأس الرئيس بازوم بمنطقة ديفا (أقصى جنوب شرقي النيجر، قرب الحدود مع نيجيريا) خرج آلاف أمس الخميس لإعلان دعمهم للانقلاب، وتجمع مئات أمام الجمعية الوطنية في العاصمة نيامي لإظهار دعمهم للانقلابيين، مطالبين بتدخل روسيا وخروج القوات الفرنسية من النيجر.

وفي الوقت الذي جاب آخرون فيه الشوارع الرئيسية رغم الحظر، معلنين دعمهم للانقلاب ورغبتهم في وجود قوات روسية بالنيجر لمساعدة البلاد في التخلص من الإرهاب، واقتحم عشرات من المتظاهرين المؤيدين للانقلاب المقر الرئيس للحزب الحاكم بالعاصمة نيامي وحرقوا محتوياته وأغلقوا الطرق المؤدية له، مرددين شعارات تتهم الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية الذي حكم منذ 13 عامًا بالفساد وإفقار الشعب.

ردود الأفعال الدولية المنددة

وفور إعلان احتجاز الرئيس محمد بازوم (63 سنة) توالت ردود الأفعال الدولية المنددة بالخطوة، إذ دان كل من الأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي الانقلاب على الرئيس المنتخب وطالبوا بالإفراج الفوري عنه، كما أدانت الولايات المتحدة وفرنسا تحرك قوات الحرس الرئاسي وطالبت باحترام الدستور وإعادة العمل به.

من جانبها، أعلنت عدة دول أفريقية سعيها إلى التوسط من أجل حل أزمة الصراع على الحكم والانقلاب في النيجر، إذ قال رئيس بنين باتريس تالون إنه سيقود وساطة من أجل الإفراج عن الرئيس المنتخب بازوم ومنع الجيش من الاستيلاء على السلطة بالقوة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية