رئيس التحرير
عصام كامل

المجذوب الراقص، فيتو تروي قصة محمود عبدالله متشرد المنيا، أصيب بأزمة نفسية بعد فاة والدته، اتخذ من المقابر والزراعات مسكنًا له، وأهالي قريته: نفسنا يتعالج

مجذوب المنيا، فيتو
مجذوب المنيا، فيتو

“لم يمتلك سوي بعض من الملابس، التي لا يتخطى عددها أصابع اليد الواحدة، اتخذ من جذوع النخيل مخزنًا له، وحذاء أهلكته سخونة الأسفلت من كثرة السير، يبدو عليه المرض بعض الشيء وجسده يُزين بالجروح التي لم نعرف مصدرها“.. أنت في ضيافة "محمود عبد الله"، شاب المنيا المجذوب، الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي غير فيديو له أثناء تفاعله مع إحدى الفرق الشعبية.

حين تطأ أقدامك على أطراف قرية منشية الزعفران، المعرفة بـ الجزيرة إحدى قري مركز أبوقرقاص بالمنيا، تجده يسكن وسط الزراعات، مكان يأبى الإنسان السكن به وسط الحشرات السامة والثعابين نهارًا والذئاب ليلًا.

«عندي 25 سنة، وسافرت ليبيا واشتغلت أحلى شغل وكسبت كتير، بس وفاة أمي دمرتني» بتلك الكلمات البسيطة بدأ العشريني "محمود عبد الله"، الشاب المشرد، الذي أثار مواقع التواصل الاجتماعي، حديثه مع فيتو، مضيفًا تعبت كتير من الآلم النفسي والجسدي نفسي أتعالج وأشتغل، على حد تعبيره.

«عاشق الأفراح لذلك عندما يصادف مروره على أي حفل زفاف في الشارع يقدم على الرقص والغناء والتفاعل معه» هذا ما حدثنا به الحاج «حسين المصري»، أحد متبني الشاب محمود، لافتًا أنه كان شخصا سويا يعمل مثل باقي البشر، سافر إلى ليبيا من أجل الصرف على أسرته.


وأضاف أن ما حدث لم يكن في الحسبان، حيث بعد وفاة والده والدته تعرض إلى أزمة نفسية حادة أثرت على حياته، مشيرًا إلى أنه منذ وقتها أصبح ملازمًا لأرصفة الشوارع كما أنه "ينام في الزراعات ووسط الثعابين الديابة" حتى في عز برودة الجو في الشتاء، على حد تعبيره.

لم يكن الحاج حسين المصري، وحده فقط من يتبنى رعاية ذالك الشاب على قدر المستطاع، ولكن عددًا كبير من أهالى منشية الزعفران، يقدمون له يد العون على القدر المستطاع.

« علاء ماجد »، أحد أهالي  قرية منشية زعفران، حدثنا عن حياة محمود قائلًا: محمود رغم حالته ولكن عنده عزة نفس كبيرة جدا، مؤكدًا أنه يشارك الناس في الأفراح وفي الأحزان، قائلًا: "محمود محبوب من الجميع والناس كلها تسعى أن يعود إلى حياته".

وتدخل "بدر نمر"، في الحديث قائلًا: كان لديه سكن ولكن قام ببيعه بعد وفاة والديه من أجل العيش، لافتًا إلى أن "محمود" لديه شقيق ولكن سافر إلى القاهرة منذ فترة ولا نعرف عنه شيئا.

وختم «جمعة نمر»، الحديث عن محمود قائلًا، كل ما نرغب به هو مساعدة "محمود" وعلاجه حتى يعود مثل السابق فضلًا عن توفير  سكن له"، مؤكدا "مستعدين نعمل أي شئ من أجل علاج محمود".

الجريدة الرسمية