رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الرياضة المصرية.. بين حزب المتنطعين والضوء الشارد

يبدو أن حال النشاط الرياضى في بلادى أصبح فريسة لحزبين والثالث يشقى بينهما.. الأول حزب المتنطعين من الدخلاء على النشاط الرياضى بأشكاله المتعددة سعيا وراء بريق الشهرة وهتاف الجماهير العريضة، سعيا وراء مكاسب منظورة وأخرى رائحتها باتت تزكم الأنوف من ملايين مال السحت يحصلون عليها بلا قيمة ولا جهد.

 

والحزب الآخر هم حزب يمكن أن نطلق عليه الضوء الشارد (مع الاعتذار لصاحب المسلسل الشهير) يجمع رياضيين سابقين فاتهم قطار الشهرة والمجد على منصات التتويج أو الحصول على نصيب من كعكة العقود المليونية.. الحزب الأول يقاتل بضراوة للفوز بمقعد على منصة إدارة اللعبة عبر الصندوق المضروب بدعوى التطوع وامتلاك مهارات بارعة للإدارة بالشطارة والعبارة تتحول مع الأيام إلى ملايين في حسابه البنكى. 

 

ولا مانع من توزيع جزء من خزائن الصندوق على الهتيفة والأرزقية وهو كله بحسابه.. الدفتر في جيبى والصندوق فى بيتى.. أما حزب الضوء الشارد من رياضيين فاتهم قطار المجد الدولارى وكاد الجميع ينسى أدوارهم في الملعب بعضهم  جاء من باب خفة الدم والآخر من باب البلاطة وركوب التريند، وآخرين لم يهبهم الحظ خفة الظل ولا مهارة الفهلوى، فقرروا الضرب يمينا وشمالا والتنغيص على الكل، يمكن يطالهم جانب من الحظ في ملايين المحفظة المنفوخ أو المفتوحة على البحرى من دون رقيب ولا حسيب.

حال الرياضة ومنصات التتويج

ولسان حالهم إحنا أهل اللعبة ولازم يكون لينا نصيب من الكعكة، إما بمنصب على كرسى المنصة أو حتى بين مقاعد البدلاء أو حتى على كرسى البرامج الفضائية، وهما كلمتين يمين وأخريين شمال والدولارات تنقط، وكمان معاهم سأفوز بلقب محلل، والنهاردة أضرب كرسى فى الكلوب، وبكرة أطبطب وأمدح وهو كله ماشى والتريند شغال.

 

والحقيقة التى لا تشغل بال آحد، أن الرياضة  والرياضيين فى بلادنا أصبحوا فى خبر كان إلا ما ندر.. ومادام حزب المتنطعين وفى ذيله يمشى حزب رياضيي الضوء الشارد ويتمدد على البساط الأخضر لا أمل في عودة الرياضة المصرية إلى مكانتها الطبيعية بين دول العالم ولا حتى الإقليم، وهم يسابقون الزمن للوصول إلى منصات التتويج العالمية والاقليمية، كل يوم أصبح لديهم جديد وكل يوم يكسرون الأرقام ويدونون أسماء فرقهم على الدروع والميداليات الذهبية. 

 

ولكن نحن مشغولون بصراع بكيزة وزغلول، وحفلة الصباح والمساء بين من يمسكون بحديدة الميكروفون الفضائى ويحللون حكايات بكيزة  الخايبة وروايات زغلول الهبلة.. ويتناقلها مشجعين متعصبين ليس فقط فى مدرجات الملاعب وإنما امتدت الجائحة للحوارات على المقاهى وفى النوادى الاجتماعية ووسائل النقل والصالونات كمان.

غاب الرياضيون الحقيقيون وعلا نجم الدخلاء والمتنطعين، وغاب الحديث عن تطوير أو تحديث وتنظيم ألعابنا الرياضية وأصبح الحال لا صوت يعلو على صوت التعصب وإثارة الأحقاد في الملعب وفي المدرج وخلف الميكروفون.. ولا عزاء للمجد الرياضى والروح الرياضية.

Advertisements
الجريدة الرسمية